هوى الفهدُ مثل النجم من عالي السما
فشُقت له الأرجاء شرقا ومغربا
هوى الفهد نور العلم والدين والعطا
فغطَّى عجاج الحزن طفلا وشائبا
بكى الفهدَ عميانٌ أنار نفوسهم
بنور كتاب الله فهد وهذَّبا
بكى الفهدَ بيتُ الله ثم حمامه
وصبَّت على الشرفات دمعا تصبَّبا
بكت طيبة المختار فهدا وأجهشت
مناراتها البيضاء من فقدها أبا
بكت في رُبا نجد قلوب تمزَّقت
فلا مهجة إلا حشاها تلهَّبا
وما بين بحريها على الفهد أجهشت
بكاء على نجم له الموت غيَّبا
جزعنا ولم نجزع من الموت إنما
جزعنا لأن الموت قد أخفى كوكبا
أضاء بقاع الأرض شرقا ومغربا
وأعطى لدين الله جاها ومنصبا
عسى يجعل الرحمن للدين بعده
منارا بعبدالله يجلي الغياهبا
منارا يزيد النور نورا فتهتدي
بإشراقه الدنيا مشعا وثاقبا
يقود سفين الشعب قودا موفقا
إلى مرفأ يعطي نماء ومكسبا
أبا متعبٍ سر بارك الله سيركم
فما أنت إلا خير من قاد مركبا
وأنت وريث المجد ياخير وارث
لمجد سما حتى تخطى الكواكبا
ومن حولك الأبطال تعطي ولاءها
لمن صان عهد الله بالفخر والإبا
وربي إله العرش للدين حافظ
ومن يزرع الإحسان يجني الأطايبا
وخير ختام القول ندعو إلهنا
بأن يسكن الفهد المقام المحببا