يفرز الدماغ الاجتماعي صورة سريعة للمواقف الأولية والتصورات السريعة ومن ثم تلتصق في الذاكرة عند كثير من الناس تلك الصور وتصبح أحكاما نهائية وقناعات متأصلة، لهذا نلمس بوضوح نتائج عكسية في السلوك الاجتماعي ينطوي تحته تحديد المفهوم.. والالتزام بوجهة واحدة.. والتقيد بمنهج يرسم فكر أشخاص يمارسون سلطوية الموقف.. وقرار اللحظة.. مما يجعل ذلك العقل المتلقي عبارة عن فتيل ملتهب.. وشرارة متقدة بمجرد ان يصل إليها ما يثيرها مما يحدد نتيجة واحدة هي انفجار واحراق ما أمامها.. ويتردد: الا حوار ولا استماع ولا انصات! ولعلي من الذين يؤمنون بقاعدة (تعرف قبل أن تتصرف) إلا أن الواقع الحياتي يؤكد بنسبة كبيرة جداً أننا عاطفيون جدا ان أحببنا وان لم نحب.. اقفزوا معي إلى ذاكرة مضت حينما تحدثوا عن خلل في مناهجنا وأننا لا ندرس الحوار ولا نقبل الآخر، وتأكدوا جيداً ماذا كتب وتحدث عنه الكثير؟ فقد تحدث من يعرف ومن لا يعرف عن التربية والتعليم..وانتقد من انتقد رجالات التربية والتعليم.. فأصبح الكثير ينصب نفسه استاذا تربوياً ومن حقه أن يتحدث عن المناهج الدراسية. إن أكبر مشكلة نعيشها هي التسرع في إصدار الأحكام والقرارات والمواقف.. إننا مجتمع بحاجة إلى أن يكتسب واقعية ورؤية للآخر بصورة تتناسب مع جملة من الجوانب ودراسة أكثر دقة للحكم على الأشياء. وتعرف قبل أن تتصرف!
|