أينَ الضَّميرُ العالميُّ لِيَشْهَدَا
ما يفعلُ الصُّهيونُ في بلدِ الهُدَى؟!
أينَ الكرامةُ في العُروبةِ؟ إنَّها
حَتْمٌ ستأخذُ ثأرَها، لنْ تَكْسَدَا
إنَّ اليهودَ تجاوزوا حداً لهم
في أبشعِ الأخلاقِ هبَّ تعمُّدَا
أينَ الضَّميرُ العالميُّ وصرخةٌ
منْ كلِّ مَن يحيا شريفاً ماجِدَا؟!
هلاَّ وقفتُمْ يا أُباةُ كرامةً؟
هلاَّ نطقتُمْ بالسَّلامِ مُؤَيَّدَا؟
هلْ تشهدونَ مدافعاً وقذائفاً
ودماءَ شُهداءٍ وشعباً أَصْيَدَا؟
لنْ ينثني شعبٌ لدى الأقصى، فما
خُلقوا لغيرِ النَّصرِ، ليسُوا المعْمَدَا
يا قادةَ الأُمَمِ العظيمةِ قدْرُها
لمَ أنتُمُ تَرْضَوْنَ تلكَ أَسَاوِدَا؟!
تَرْجُونَ هذا الكونَ سَلْماً دائماً
تَدْعُونَ إسرائيلَ شرًّا أوْغَدَا
وحقوقُ إنسانٍ يُقالُ صيانةً
إنهاءُ إرهابٍ يهبُّ تمرُّدَا
شارونُ فاقَ الكلَّ في إجرامِهِ
هلاَّ وقفتُمْ مانعاً ومقيِّدَا؟!
هوَ يدَّعِي حفظَ الحياةِ لجنسِهِ
أهلِ الدِّيارِ، بأرضِنا صِرْنَا الْعِدَا
مَن قالَ ذلكَ يا حُماةَ الكونِ؟! مَن
يَرْضَى يصيرُ عدوُّهُ ذا سيِّدَا؟!
صِرْنَا بغيرِ الحقِّ في أرضٍ لنا
نحنُ العدوُّ، وحقُّنا أنْ نُفْقَدَا
يا مَن زعمتُمْ قوَّةً.. حُرِّيَّةً
صِرْتُمْ سلاحَ المُعتدِينَ المارِدَا
هلْ تقبلونَ إذا أَتَى مُتَهَجِّمٌ
يحتلُّ دُورَكُمُ، يُقَتِّلُ ما بَدَا؟!
هلْ تَرْتَضُونَ بكلِّ قَصْفٍ غادرٍ
يَرْمِي دِيارَكُمُ، يُهدِّمُ مسجدَا؟!
هل تَتْرُكُونَ يُدمِّرونَ حياتَكُمْ
شَلَّتْ حَياةُ النَّاسِ، ذَاقُوا الأَسْوَدَا
أينَ الضَّميرُ العالميُّ لِيَشْهَدَا
جيشَ الطُّغاةِ وللحرائقِ مَوْقِدَا؟!
أينَ الضَّميرُ العالميُّ وما جَرَى
في غَزَّةٍ، الشَّعْبُ عاشَ مُشَرَّدَا؟!
أينَ الضَّميرُ العالميُّ يرى هنا
ما فاقَ فعلَ الغَابِ ثَمَّ مُطَارِدَا؟!
أينَ الضَّميرُ العالميُّ مُنَاشِداً
أُمَمَ السلامِ بأنْ تَهُبَّ، تُسَانِدَا؟!
قالوا: انسحابٌ، جاء بعدَ دمارِها
كلُّ البِقَاعِ غدتْ يَبَاباً سَائِدَا
هَذِي قوائمُ هَدْمِ كلِّ منازلٍ
ومدارسٍ، والكلُّ صارَ مُقيَّدَا
فَرَضُوا الحصارَ تَعَنُّتاً بذريعةٍ
في كلِّ دارٍ سوف نَلْقَى قائدَا
هُمْ في الطريقِ كما الوحوشُ ضَرَاوَةً
هلاَّ رأيْتَ الذِّئْبَ هبَّ مُبَدِّدَا؟!
وجنودُ شارونٍ كِلابٌ سُعِّرَتْ
والسِّجنُ من أصْلِ الجحيمِ تَوَعَّدَا
يا أيُّها الفاروقُ، هلاَّ جِئْتَنَا
لِتُسَلِّمَ المفتاحَ، لا لنْ يُفْقَدَا
وتُعِيدُهُ عزًّا شريفاً ثانياً
مُتطهِّراً من نجْسِهِمْ، مُتَجَدِّدَا
وأرَى جميعَ المسلمينَ وقادةٍ
في ساحةِ الأقصى المُبارَكِ سُجَّدَا
يا ابنَ الوليدِ ألا أَتَيْتَ مُخلِّصاً
المسجدَ الأقصى، نُريدُكَ عَائِدَا
وكما فتَحْتَ الأرضَ سَيْفُكَ ظافِرٌ
أَقْبِلْ، فنحنُ نَوَدُّ سَيْفاً أَصْلَدَا
هذا الدَّمارُ بكلِّ أرضٍ إنَّهُ
سَيَكُونُ للصُّهْيُونِ هَدْماً بَائِدَا
في ذا الصِّراعِ العالميِّ تَفَاقَمَتْ
منهُمْ شَرُونٌ قد غَدَا مُسْتَأْسِدَا
وهْوَ الجَبَانُ إذا رأَى أطْفَالَنَا
بحجارةٍ، هوَ بالسِّلاحِ مُجَنَّدَا
لكنَّهُ رُعْبُ اليهودِ على المَدَى
جَعَلَ السِّلاحَ كما العِصِيِّ وفَاسِدَا
تاريخُهُمْ ذلٌّ، جبانٌ يَنْزَوِي
إذْ ما رأَى شبحَ الحقيقةِ قاصِدَا
لكنَّهُمْ بالدَّعْمِ يأتي قد مَضَوْا
في أرضِنا أَسَداً شُجاعاً جامِدَا
هَتَكُوا السُّتُورَ وشَرَّدُوا أطفالنا
صارَ الطريقُ بكلِّ شِبْرٍ مُوصَدَا
حتَّى الجريحُ بِنَزْفِهِ وَعَجَائِزٌ
مُنِعُوا المسيرَ لكيْ يموتَ تعمُّدَا
تُرِكُوا هُنالِكَ في المعابرِ دُونَما
سِتْرٍ، ولا أحدٌ يقولُ مُفَنِّدَا
والغوثُ يأتي للجياعِ مُوقَّفٌ
حتَّى تَخُورَ قُواهُمُ أوْ تَخْمُدَا
حَرَقُوا الحقولَ، وقَطَّعُوا زَيْتُونَها
هَدَمُوا المساجِدَ، تَسْتَغِيثُ المُنْجِدَا
والقُوَّةُ العُظمى تُدافعُ عَنْهُمُ
حقُّ الحياةِ لهم يُبِيحُ حَصَائِدَا
شَارُونُ ذَو حق يَصُدُّ هُجُومَهُمْ
يَحْمِي الدِّيارَ لكيْ يُحقِّقَ مَوْعِدَا
قالُوا: قريباً حائطُ المَبْكَى لنا
إنْ لمْ يكُنْ فالرَّبُّ يَلْعَنُنَا غَدَا
يَخْشَوْنَ لعنةَ زَعْمِهِمْ وضَلالِهِمْ
هلاَّ خشيتُمْ قادراً ومُوَحَّدَا؟!
يا كُلَّ مَنْ هُوَ مُسْلِمٌ في غَيْرَةٍ
هلاَّ رأيتَ مآسياً لنْ تَضْمُدَا؟!
هلاَّ رَأَيْتَ مَذَابحاً وبشاعةً
في كلِّ بيتٍ في فلسطينٍ سُدَى؟!
هلاَّ رأيْتَ الأهْلَ ثَمَّةَ قُتِّلُوا
مَنْ عَاشَ منهم عاشَ بعدُ مُشَرَّدَا؟!
يا صَرْخَةَ الإسلامِ جِئْنَا كلُّنا
للمسجدِ الأقصى فداءً وَاعِدَا
شَارُونُ في طُغيانِهِ وغُرُورِهِ
لا يَرْعَوِي، يمضي هناكَ مُعَرْبِدَا
لكنَّ للحَقِّ القوِيِّ وأهْلِهِ
النَّصرُ حتماً سوفَ يأتي شَاهِدَا
وَيَحِقُّ وعدُ اللهِ في صُهْيُونَ، لا
ردٌّ لَهُ، قد صارَ ذاكَ مُؤكَّدَا