* باريس - تل أبيب - بلال أبو دقة - الوكالات أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أن هدفه للسنوات المقبلة هو استقدام مليون يهودي إلى إسرائيل وذلك خلال لقاء عقده في باريس مع ممثلي المجموعة اليهودية في فرنسا. وقال شارون الذي أنهى أمس الجمعة زيارة إلى فرنسا: إن هدفنا للسنوات الخمس عشرة المقبلة هو استقدام مليون يهودي إلى إسرائيل مؤكداً أن الوسيلة الأساسية لضمان مستقبل الشعب اليهودي هي المجيء للإقامة في إسرائيل. وأضاف: نحن ننتظركم في إسرائيل وأضمن لكم أننا لن نتخلى عنكم في هذا الموضوع قبل أن يتابع متهكماً، وآمل أنه في الوقت الذي أتحدث فيه أن تكونوا ذهبتم جميعاً لحزم حقائبكم!. وتوجه بالقول ليهود فرنسا تحديداً، بالطريقة نفسها التي اعتمدها مع كل اليهود في العالم أجمع، أوجه إليكم هذه الدعوة: توجهوا إلى إسرائيل. وبعد أن أشاد بعمل الحكومة الفرنسية في مجال ما يسميه مكافحة السامية قال شارون: إن يهود فرنسا لهم دور مهم ليقوموا به في التقارب بين فرنسا وإسرائيل. والمجموعة اليهودية في فرنسا التي تعد حوالي 600 ألف شخص هي ثاني أكبر مجموعة في العالم خارج إسرائيل بعد الولايات المتحدة (5 ملايين) لكن قبل بريطانيا (حوالي 350 ألف شخص) وروسيا (حوالي 350 ألف شخص). وقال شارون: إنه منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 استوعبت إسرائيل مهاجرين من 102 دولة مختلفة يتكلمون 82 لغة مختلفة. ورد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان أن المجيء إلى إسرائيل يشكل خياراً شخصياً. من جهته قال رئيس (الدعوة اليهودية الموحدة) المنظمة المكلفة جمع أموال لإسرائيل ديفيد روتشيلد: إنه في مجتمعنا اليهودي- المسيحي من الضروري الحفاظ على الوجود اليهودي لكن ذلك لا يؤثر بشيء على العلاقات المميزة والعميقة التي نقيمها مع دولة إسرائيل. وفي سياق آخر حذر شارون أمس الجمعة من أن إسرائيل سترد بطريقة (قاسية جداً) في حال شنت المنظمات الفلسطينية هجمات خلال عملية الانسحاب من قطاع غزة التي ستبدأ في 15 آب - أغسطس. وقال شارون لإذاعة (أوروبا- 1) الخاصة في ختام زيارته إلى فرنسا التي استغرقت ثلاثة أيام: لقد تحدثت مع الفلسطينيين وشرحت لهم جيداً الأهمية القصوى لأن يتم ذلك بهدوء وإذا تحركت المنظمات الفلسطينية وشنت هجمات خلال الانسحاب فسيكون هناك حينئذ رد إسرائيلي قاس جداً. وفيما يتصل بالانسحاب أيضاً فقد رفض وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز مطالب ضابطين بارزين في الجيش الإسرائيلي بشن هجوم عسكري على قطاع غزة قبل أو في نفس وقت الانسحاب المزمع منه يوم 17 آب - أغسطس المقبل. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليومية أمس الجمعة أن موفاز يؤمن باستنفاد كل الطرق الدبلوماسية أولاً لإقناع السلطة الفلسطينية بمواجهة الفصائل المسلحة. وكان اقتراح شن الهجوم على القطاع قد تقدم به كل من الميجور جنرال دان هارل رئيس القيادة الجنوبية لقوات الدفاع الإسرائيلية التي تشمل قطاع غزة والبريجادير دان كوشافي الذي يتولى قيادة قوات الجيش في القطاع يوم الثلاثاء الماضي. وقالا: إن استمرار التصعيد الحالي في القطاع بمعدل يتراوح بين 80 و100 حادثة إطلاق نار في الأسبوع قد يؤدي إلى وقوع خسائر كبرى في الجانب الإسرائيلي لأن قذائف الهاون التي تستهدف القوات والمستوطنين أثناء خروجهم من القطاع ستسفر قطعاً عن مقتل العديد من الإسرائيليين. واقترح الضابطان إرسال ثلاث من كتائب المشاة للتمركز في اثنتين من (المناطق الأمنية) إحداها في شمال قطاع غزة حول مستوطنتي بيت حانون وبيت لاهيا والأخرى وسط القطاع حول مخيم خان يونس. وستكون مساحة المنطقة الأمنية الواحدة بين خمسة وسبعة كيلومترات مما يسمح بإحباط الهجمات بقذائف الهاون التي تستهدف المستوطنات القريبة، ومن المقرر أن تخرج القوات الإسرائيلية من القطاع بمجرد استكمال الإخلاء. ونقلت صحيفة هاآرتس عن (مصادر أمنية) قولها: إن أي قرار بالإقدام على أي فعل عسكري في غزة من شأنه أن ينتج مشكلة عويصة. ويرى موفاز أن السلطة الفلسطينية تستطيع منع الهجمات التي تشنها المنظمات الكبرى ويخشى من أن يتسبب تمركز القوات الإسرائيلية في المنطقتين الأمنيتين في حدوث صدام مع السكان المحليين من الفلسطينيين وانهيار سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة.
|