* القاهرة - مكتب الجزيرة -علي فراج: بعد طول انتظار ووسط ترقب سياسي داخلي وخارجي أعلن الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس ترشحه لفترة رئاسية جديدة عبر انتخابات تنافسية بين أكثر من مرشح لأول مرة في تاريخ مصر بعد تعديل المادة 76 من الدستور المصري، بناء على طلب مبارك الذي تقدم به إلى البرلمان المصري في فبراير الماضي، وصوت الشعب على صياغتها النهائية في 25 مايو الماضي؛ لتدخل مصر مرحلة ديمقراطية جديدة يكون فيها انتخابات أعلى منصب رسمي في الدولة عن طريق الاقتراع السري المباشر. وكان مبارك قد قام أمس بجولة تفقدية لبعض المشروعات التنموية في محافظة المنوفية - مسقط رأسه - حيث ألقى خطاباً سياسياً مهماً من داخل مدرسة المساعي المشكورة الثانوية التي أتم بها تعلميه الثانوي. وحدد مبارك في الخطاب الموجه إلى الشعب المصري برنامجه الانتخابي ورؤيته السياسية للمرحلة القادمة، متعهداً بإجراء مزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية لبناء مجتمع عصري ديمقراطي متطور، وأعلن مبارك أنه سوف يلغي قانون الطوارئ الذي يمثل شماعة للمعارضة ويستبدله بقانون مكافحة الإرهاب، كما فعلت دول كثيرة عظمى على مستوى العالم. وفيما يبدو أنه استعراض لمسيرة حياته بدأ الرئيس حسني مبارك خطابه بنبذة عن مسيرته منذ ولادته في قرية مصرية في ريف الدلتا تسمى كفر المصيلحة مرورا بمراحل تعليمه الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية، وهي المدرسة التي ألقى فيها خطابه مؤكداً أنه تعلم من هنا المبادئ والقيم المصرية الأصيلة، ومن مساجد القرية تعلم روح الإسلام السمحة وهي القيم التي قال: إنها لازمته طوال مشوار حياته. ثم تحدث في عجالة سريعة عن المناصب الذي تولاها داخل القوات المسلحة حتى وصل إلى رئيس للجمهورية خلفا للرئيس أنور السادات الذي اغتالته يد الإرهاب في السادس من أكتوبر من العام 1981م. وأكد مبارك أنه تحمل منذ ذلك الحين ومن قبله مسؤولية الوطن بشفافية وشرف وعزم صادق وأمانة، وأشار مبارك إلى أنه عقب توليه المسئولية نجح في استعادة بقية الأراضي المصرية التي كانت محتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه أعاد العلاقات العربية مع مصر بعد فترة من التوتر ونجح بعلاقاته مع الزعماء العرب من إعادة مقر الجامعة العربية إلى مصر مؤكداً رفضه للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية. ولم ينس مبارك أثناء خطابه الحديث عن الوضع العربي حيث دعا إلى قمة عربية استثنائية عاجلة تعقد في شرم الشيخ في الثالث من أغسطس المقبل لبلورة عمل عربي مشترك يكون قادراً على مواجهة التحديات الراهنة، مؤكدا استمرار دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية ومساعدة العراق للخروج من محنته. وعن الإنجازات التي حققتها مبارك خلال مشواره الذي يمتد إلى ربع قرن تحدث الرئيس المصري عن الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعهد بالإسراع في إقامة مصر الديمقراطية والحرة والمتحضرة، وقال: إننى إذ حزت ثقة الشعب المصري فسوف أعمل مع المجالس النيابية على تبني التعديلات السياسية والدستورية في إطار حوا رمجتمعي. ووعد مبارك بتنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يكفل التوازن بينهما ودوراً لمجلس الوزراء لمزيد من المشاركة مع مؤسسة الرئاسة. وعن قانون الطوارئ المعلن منذ تولي مبارك للحكم قال الرئيس المصري: لقد اضطررنا للعمل بقانون الطوارئ من قبل للحد من خطورة الإرهاب وإجهاض المخططات الرامية إلى ضرب أمن الوطن، أما إذا كانت هذه شماعة يعلق عليها الكثير من الأقاويل فإننا سوف نجد لها حلاً. وأضاف مبارك أن الوقت قد حان لوضع قانون جديد حازم يقتلع الإرهاب من جذوره ويحمي أمن الوطن دون الحاجة إلى الاستمرار إلى قانون الطوارئ، وأكد مبارك التزامه بإجراء انتخابات حرة نزيهة يكون صوت الشعب هو المحرك لها دونما تدخل من السلطات. وقال: إن المجتمع المصري يموج بالعديد من الرؤى السياسية والوعود، وعلى الشعب أن يختار من رؤيته. وقال إنه سيشرف المستقبل لمصر عبر مجتمع تتسع فيه الحريات وقانون يكفل الحريات والعقائد وحقوق الإنسان. إلى ذلك يتقدم اليوم تسعة رؤساء أحزاب بأوراق ترشحهم إلى اللجنة المشرفة مع الانتخابات الرئاسية.
|