تزخر الشريعة الإسلامية الغراء (قرآناً وسنة) بالكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على حسن المعاملة والعشرة الطيبة مع الآخرين في المنزل والعمل ومع الناس في الطريق وفي الاجتماعات والمعاملات يقول سبحانه وتعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} ويقول عليه السلام (الدين المعاملة) وفي حديث آخر (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وفي آيات كثيرة وأحاديث نبوية أكثر تؤكد على الرفق واللين والمعاملة بالتي هي أحسن، وجميعها تؤكد على منطلقات هذا الدين الحنيف الذي جاء ليعزز مكانة الإنسان ذكراً كان أم أنثى ويبني في نفسه الثقة والاحترام والتقدير لذاته وللآخرين، وما أحوج العاملين في ميدان الإدارة في عالمنا العربي والإسلامي اليوم أن يتنبهوا إلى أن العلاقات الإنسانية التي ينادي بها علماء النفس والاجتماع والادارة في الغرب مترسخة في تعاليمنا الدينية وفي الحكم والأمثال والأقوال المأثورة في تراثنا العربي والإسلامي ليتحقق ما نصبو إليه من تفاعل وتآزر وتعاون ونجاح في العلاقات الإنسانية ويقول عليه السلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى). ولعلي أخاطب إخواني الإداريين بهذا المقال ببعض ما قيل من حكم موجزة وأمثال مختصرة تصب في مجال العلاقات الإنسانية في مجال إدارة الأفراد والجماعات واتطلع إلى أن يكون من ثمار هذا القول ما يعيد النظر في الأساليب البالية للإدارة في قسوتها وجفافها وصرامتها أحياناً وإهمال الجوانب الإنسانية في العلاقات في أحيان كثيرة، وتهمس هذه الأمثال والحكم في أذاننا أو تصرخ في وجوهنا فتقول: * القيادة مزيج من الأحاسيس والمشاعر النبيلة والراقية. * القيادة درجة عليا من الأبوة يصل إليها المبدعون من الرجال. * القيادة لين بلا ضعف وقوة بلا عنف. * القائد هو الذي يعترف بأهمية الفرد وأن أهمية الفرد كامنة في الفرد ذاته. * كل قائد مدير، وليس كل مدير قائداً. * إن كنت مديراً فلك تعازينا وإن كنت قائداً فاقبل تهانينا. * الحب مثل البر شيء هين. وجه طليق وكلام لين. * الإدارة خدمة وليست سلطة. * الإدارة الناجحة هي فن تحريك الرجال واستثمار الهمم. * نحن نشعر بأذى الآخرين تجاهنا ولا نشعر بأذانا تجاه الآخرين. * التدريب إشارة لتكريم الرجال ورفع شأنهم وتوجيه سلوكهم. *المجد الإداري يبنى بالنبل المجد لا يبنى باللوم والانتقام. * العلاقات الإنسانية اللطيفة لا تعني التسيب والضياع بل الانضباط. * أيها المديرون انتبهوا إن موظفاً خائفاً منهزماً لا يصنع الإبداع. * إن أعلى درجات المديح أن تقول هذا الإنسان إنسان. وأخيراً فلقد جاء الفكر الإداري في الإسلام وفي تراثنا العريق ملتزماً بأخلاقيات المجتمع الإسلامي وبالقيّم الدينية والروحية صالحاً للتطبيق العملي في كل وقت وحين ومن الإنصاف أن نذكر بأن مجال العلاقات الإنسانية في الإدارة في بلادنا مليء بالعناصر الإدارية المشرفة التي تعتبر أنموذجاً يحتذى في الإدارة والقياد والإبداع.
email: |