تهادى أحد الطلاب إلى مكتب المرشد الطلابي معلناً التوبة من تعاطي المخدرات ولأنه يعاني أشد المعاناة من جراء توقفه من تعاطي المخدرات ومن أعراضها وآلامها النفسية والجسدية. رد أنفاسَه المرشدُ وحاول أن يستلطف الطالب ويبدي له كل مشاعر الأبوة ليسمع من الطالب قصته وأطر معاناته الوجدانية، استطاع الطالب أن يكسب المرشد ليغفر له كذبته التي كذبها عليه بأنه من الطلاب النجباء وأن مدرسته لايمكن أن يوجد بها أي متعاطٍ. ولأنه يعلم كل تصرفات وسلوكيات طلابه من خلال ممارسة العمل الإرشادي، حاول المرشد طرح هذا الجزء على مدير المدرسة خاصة أن الطالب سلمه آخر ما تبقى من مواد محظورة. مدير المدرسة أحضر كل ما لديه من شجاعة لكن لم يجد أي نظام أو تعليمات لديه لكي يمارس العمل مع هذا المرفق. - ماذا يفعل بالمواد المستلمة من الطالب؟ - ماذا يفعل بالطالب الذي يعاني من أعراض نفسية نتيجة التوبة؟ - لا يوجد أي آلية لاستدعاء الأب؟ - لا يوجد أي آلية تجعل من مدير المدرسة ولياً ليذهب بالطالب لأي مصحة للعلاج.. كل ما لديه أن يستفزع بمن يعرف. وأقول هذا الموقف يتكرر في كثير من المدارس والكليات رغم وجود تعليمات موجهة من صاحب سمو الملكي وزير الداخلية عن كيفية التقدم لطالب العلاج فقط نحتاج إلى التعامل معها وطرحها لاستيعابها لتكن شيئاً من ممارسة المرشد الطلابي وجعلها حواراً ضمن الحملات التي تقوم بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في عقد ورش عمل عن التعليمات التي تنص على احتواء ومكافحة المخدرات. إن المرشد الطلابي عندما يعي التعليمات الأمنية سوف يتعامل وبكل حكمة مع متغيرات وأحداث المدرسة سواء اكتشفنا أو تعرفنا على متعاطي المخدرات أو لاحظنا طالباً يمارس عملاً يخالف روح الجماعة قد يؤدي به إلى التهلكة. إن الثقافة الأمنية لا تعي الحذر بقدر أهمية استيعاب الموقف القانوني بكل حدث. لا يمكن أن ندعي أن كل تصرف يعتبر جنائياً ولا يمكن أن نهمل أي سلوك حتى لا يصبح عنفاً جنائياً. ويمكن ممارسة العمل الإرشادي من خلال عدة خطوات. عندما يتقدم طالب إلى مكتبك معلن التوبة من تعاطي المخدرات: - حاول أن تحتويه ولا تبدي انزعاجك من حاله. - حسسه بالأمن. - تفاعل مع الموقف وكون علاقة مهنية، لتتعرف على مصدر القلق الذي أدى به للتعاطي ليسهل مدارسة الموضوع ومناقشته والوصول للحل وإقناعه بالموقف. - أبلغه بسعادة المدرسين بتوبته وأنهم يتمنون عودتك إلى مستواك الأول وهم مستاؤون من انخفاض مستواك. - قلل دائرة المناقشة مع الآخرين. - تعرف على أحد المعالجين في المؤسسة العلاجية. - اطرح عليه مشاركة الأسرة في معالجة الموضوع ليتحقق دعمهم. - دعه يمارس البحث عن صديق ينوب عنك وتأمن اتجاهاته. - ادفع به للمشاركة الطلابية. - اطلب منه كتابة المشكلة - واقترح الحلول لمعرفة قدراته واندفاعاته. - دعه يتحدث عن مشكلته ليفرغ مشاعره المكبوتة نحو الآخرين. - دعه يكتب عن رغباته التي لم تتحقق قبل التعاطي وناقشه حتى تكون بمستوى الطموح. إن المرشد الطلابي يجب أن يستوعب قانون المؤسسات داخل المجتمع سواء الأمنية أو الخدمية أو الخيرية ليستطيع توعية الطلاب بها - لو حاول المرشد استيعاب نظام المرور لقام بتوعية الطلاب - لأننا عرفنا أن المعلم يفوق سلطة الأب في السمع والطاعة الأخلاقية - كم من ابن يقول قال الأستاذ أكثر من قال أبي. إنني أهيب بسعادة الأستاذ الطلابي بإدارات التربية والتعليم أن يوجه المهتمين بالعملية لتحقق إلى استيعاب نظام العمل داخل المجتمع ليمارس من خلال دوره داخل المدرسة بمعارف الوعي الأمني ويستطيع أن يتصرف في كل وقت، كما أن علينا إجراء أكثر من حوار لتنفيذ إجراءات العمل مع كل موقف ولن يتأتى ذلك إلا بورش العمل وتدوينها.
|