قال الله تعالى في محكم كتابه { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ..}. إذا تأملنا هذه الآية الكريمة وتدبرنا معانيها يتضح لنا أن العزيز الجبار تعالى شأنه وعظم سلطانه لا يأخذ إنساناً بجرم أو خطأ إنسان آخر، فكل إنسان يحاسب وفقاً لعمله وما قدمت يداه. تذكرت هذه الآية الكريمة وأنا أتابع بعض صحافتنا المحلية خلال الأيام الماضية، وهي تتناول محافظة الزلفي بمقالات أقل ما يقال عنها أنها إساءة متعمدة لهذه المحافظة، وضرب من ضروب الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن، ومدعاة للمتربصين بالوطن السعودي وأهله للتدخل في شؤوننا. فما كتبته بعض الصحف عن محافظة الزلفي وتصويرها للعالم على أنها مفرخة للإرهابيين، يعطي للمتربصين بنا الفرصة للتدخل في شؤوننا استناداً لما تكتبه صحافتنا. وإذا كان هناك من ضل الطريق وانحرف عن جادة الصواب فهذا لا يعني أن تؤخذ محافظة بكاملها بجريرة فئة ضالة. ثم لا أريد أن أدافع عن محافظة الزلفي وابنائها الذين يخدمون الوطن في كل موقع لأنني لو تحدثت في هذا الجانب أكون كمن يفضل محافظة على أخرى، والجميع يعلم أننا ولله الحمد نعيش في هذا الوطن الكبير وبفضل سياسة ولاة أمرنا الحكيمة على قلب رجل واحد ننعم بالأمن والأمان ونعشق ونذود عن تراب هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. وانا هنا اتساءل لماذا التركيز في هذا الوقت بالتحديد على محافظة الزلفي؟ ولمصلحة من تقود بعض صحفنا هذه الحملة على المحافظة وأهلها وتصورهم وكأنهم خارجون على القانون والنظام؟ وهذا لعمري اتهام باطل، فليس معنى أن شخصاً انحرف عن جادة الصواب ان تتهم المحافظة التي تحتضن العلماء والأطباء والمفكرين والأكاديميين والعسكريين ورجال الأعمال الذين يذودون عن الوطن في مختلف المواقع بأنه مفرخة للإرهاب وتحتضن الإرهابيين!!! إن مثل هذه الحملات الصحفية غير المسؤولة لا تندرج تحت مسمى السبق الصحفي حتى نغفر لمن قام بها، بل هي حملات مغرضة لا يراد بها الخير للوطن كل الوطن، فأبناء محافظة الزلفي مثلهم مثل أبناء كل شبر من تراب وطننا الغالي جبلوا على حب هذا الوطن الغالي وحب المليك وحكومته الرشيدة والذود بالغالي والنفيس عن هذا التراب، وكل عاقل محب لوطنه ومليكه يقف ضد الفئة الضالة المضللة التي لا تريد الخير لهذا الوطن، فهي فئة مأجورة حاقدة ساقها الحقد والعمالة لجهات خارجية للعبث بأمن الوطن وقدراته، لم ولن تنتصر ولم ولن تنال من وحدة الوطن وأمته. ونحن كأبناء هذه المحافظة نتساءل عن سر هذه الحملة المغرضة على محافظتنا وابنائها الذين عرف عنهم كغيرهم من أبناء الوطن قديما وحديثاً ومستقبلاً ولاؤهم وتفانيهم لدينهم ووطنهم وقيادتهم الرشيدة، فمن يوقف الإساءة للزلفي وأهلها لأن هذا الهجوم الغرض ليس في مصلحة أحد، نحن جميعاً ضد الإرهاب وضد من يعبثون بأمن الوطن وجميعنا نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا الحكيمة لدحر الفئة الضالة أعداء هذا الوطن المعطاء ومن غير المعقول أن يساء لمحافظتنا بسبب تصفية بعض الحسابات الشخصية كما تبين وإن كنا لا نقتنع أن هذا هو السبب الذي صرنا فيه كبش الفداء. إن بلادنا وبفضل من الله العلي القدير المملكة العربية السعودية التي نتفيأ ظلالها يسوسها ساسة حكماء كالجبال الراسية لا تحركها الاعاصير والزوابع ويدركون بحكمتهم نوايا اهل السوء المبطنة بثوب النصيحة، وعلاج ما مسنا من سوء سيكون إن شاء الله بتوجيه كريم على يد لجنة قضائية قراراتها تجازي المدان والمفتن والعاق وضال الطريق وترد الاعتبار. والله ولي التوفيق.
من محافظة الزلفي سعود بن أحمد الحمين |