مدخل: * إنّه دليل الحب... * إنّه مأكل القلب... * إنّه بيت السعادة ... ومصدر الفرح... * عنوان للراحة ومنزل للاستقرار... * إنّه ابتسامة لطيفة على شفتي طفلة بريئة...!! * أرقّ من تنهيدة زهرة وأشدّ من ريح عاصفة...!! * إنّه معلم الموسيقيين وهادي المصورين وموحي الشعراء...!! * إنّه نظرة في عين طفل تراها الأم الحنون فتسجد شكراً لله..!؟ * إنّه الهلال ومَن غير الهلال يملك كلّ ذلك...؟ (1) * ليت لنا ألف هلال... * ليت لنا ألف هلال ... يمتدون ... ويمتلئون ... ويتناولون بدلاً من هلال واحد مستتر بين طيّات أحقادهم وأضغانهم...!؟ * ليت لنا ألف هلال .. منبسطون أمام أولئك الفارغين بدلاً من هذا الهلال القابض على أحلامهم وآمالهم...!؟ * ليت لنا ألف زعيم بدلاً من ذلك الزعيم الطافح بنقيع أنانيتهم وجحودهم...!؟ * ليت لنا هلال من حجر حتى تتحطم عليه كلُّ كلماتهم أمام أول صدمة من صدمات الهراء...!؟ * ليت لنا هلال من ريش حتى يحلِّق .. ويحلِّق ويرتفع عن الضوضاء والصخب الهازج بالتفه والنضوب...!؟ * ليت لنا هلال من شجر التين حتى يغدقهم بثماره فتعود ذاكرتهم إلى حيث ما كانت ... ويعرفوا من هو زعيم أكبر قارات الأرض...!؟ * ليت لهم ألف إذن حتى يشنفوها جيداً بما سمعوه عما فعل ويفعله زعيم المردة والقياصرة...!؟ * ليت لهم ألف عين ترى ... وترى كيف يفعل (العفريت) الأزرق بهم خلسة دونما أن يدروا أو يشعروا...!؟ * ليت لهم ألف مبدأ وألف قناعة وألف قاموس حتى يكفوا ... ويكفوا ... ويكفوا عن هلال المجد والبطولات والزعامة... * ليتهم يقفون متجردين ... مستعطين ... مستصغرين أمام ما يسرونه بقلوبهم وما يقولونه بأفواههم ويفعلونه بأيديهم. * ليت لهم ألف يدٍ بدلاً من يدٍ واحدة ألبسها الخوف رداءً منسوجاً من الأوهام وضبابية الرمق الأخير إياها...!؟ (2) * ما أكرم الهلال وما أجود عطائه إنّه يتركهم في كلِّ ذلك حتى يسير ويسير إلى القمة ... القمة التي يجلس عليها وهو يضحك!؟ * ما أشغف الهلال بالريادة وما أجمل ذاته العظيمة الهائلة!؟ * إنّه يغرس الحقيقة في أعينهم كما نغرس الشتلة في الحقول ... والبذرة في الواحات ... لتكبر وتكبر فتموت كلُّ المحاولات التي تحجب (الهلال) بغربال!؟ (3) (الرسم السريالي الأزرق) غامض وينتظر التحديق ... إذاً: * هل نحن وحدنا المأخوذون بهذا الهلال الساحر دون السواد (الأدنى) من البشر!؟ * هل نحن الوحيدون المصدقون الحافظون لكلِّ ما يفعله بين أيديهم وأعينهم ومن أمامهم وخلفهم!؟ * ترى هل نحن فقط الذين كُتب علينا العشق والعشق لمعجزة الذهب ... ومفردة الإصغاء الفاتن المسماة (بالهلال)!؟ * أليس بينهم من يبوح (بوأد) المكابرة ويعلن موت المنافسة على آخر تراب وطأته أقدام الزعيم!! * أليس بينكم أيها الملأ من يمر فلا يلتفت إلاّ على وهج الذهب النابض بالهلال!؟ * أليس بينكم من يطأطئ رأسه خوفاً من (التنين) الأزرق ... مداعباً بإصبعه النابض سبحة من حصى الوادي حتى تأخذه إلى المزيد من الرقي والوضوح!؟ * ترى هل آن الأوان الآن لتجيبوا على كلِّ ذلك أم أنّكم ستستمرون وستمضون في التقلُّب على الأشواك والحسك!؟ * التقلُّب على رمضاء صحراء التيه ... حتى تحدقوا في شمس الهلال بأجفان جامدة ... وتتقبضوا على النار بأصابع مرتعشة ... وتسمعوا نغمة الانتصار الأزرق من وراء إبصار العميان وصراخ الخرسان!!؟ (4) * الجنون أن ترى ما لا يراه الآخرون!! * كأنّي أرى حقيقتهم عمياء بين مبصرين...!!؟ * مبصرةٌ بين عميان...!!؟ * إنّها تسير بهم إلى وادٍ سحيق خلي ممعن في الوحشة والخوف!! * إنّها تقودهم - هذه الظاهرة الغريبة - إلى حالة من الوحدة والتشويش والكآبة فيخيّم عليهم الشك ... ثم التمرُّد!؟ * والآن الفيلسوف هو من يجرِّد الأشياء من ظواهرها فتبدو له عارية كما هي على حقيقتها فإنّ فلسفة الهلال أن يجعلهم مثل ماء ... مثل وتر ... مثل سماء عارية كما هي الأشياء على طبيعتها ليتجرَّدوا ويتلاشوا من كلِّ الأحلام الكذابة والأماني الغادرة!!؟ * لأنّ قلبه لا يبرح دون أن يكون مكتظاً بالزعامة والريادة والشموخ!! * ولأنّ فاقد الشيء لا يعطيه فإنّهم يبدلون كلَّ شيء كالأزياء ... حين تتبدل مع العصور وتتقلّب مع الفصول والطقوس!! * إنّهم في موكب يسير أبداً إلى الأمام نستطيع من خلاله أن نوقفه بفكرة أو بتعلُّم جديد لكننا لا نستطيع أن نصدّه عن متابعة المسير والمسير إلى المجهول المظلم... ذاك الذي يغرقهم في لجّة البحر الأزرق المتلاطم الأمواج.... * ولأنّ تقفِّي أثر الحقيقة قد يقودنا إلى إكليل من ورق الغار يكلِّل جبين الإخلاص والعطاء، فإنّ الهلال قد عوَّدنا ألاّ نلتفت إلى دون ذلك العز المبجل بالشرفة الزرقاء. * إنّه تمرُّد مستميت نحو المزيد من المشاكسة الزرقاء التي تصيح بنا من وراء الأفق (اتركوا الضغينة واهتفوا للهلال )(1). (5) * قالوا له: ستظل يا هلال الهوى عشقنا وروحنا وأروع أسطرنا... * أيكفي أنّك لحنٌ يترنمّ به حسناً... * وشعاع يضيء دروبنا فرحاً... * فإذا به ينطق عن الهوى هامساً لكلِّ جماهيره (الوضح) العاشقة لنبض عطائه: * وأنتم تعزفون عن المدرجات الزرق سابقاً رغم مسيري في الغسق نحو النور أدركت ومنذ البداية أن اضطهاد بعدكم هو غذاء المبدأ الجديد في الدماء الزرق خاصة إذا كان ذاك شأن المحب المكتوي... * ولأنّكم قوم ذوّاقون فقد امتهنت الصمت وآثرت العمل... * العمل ليوم لقياكم وأنا أهديكم أغلى وأعظم كأس محلية على الإطلاق... * إنّها قصة عشق يُستخدم فيها المبضع ... ويُقدم لها المقبض فيُستأصل منها الكراهية وتُترك لها الأريحية... * إنّ أكرم المنازل منازل المروءة ... وهل يوجد أكثر مروءة من جماهير وفريق وكأس يخضب جبين البطولة الثالثة والأربعين!!؟ * تلك البطولة التي أوصلت الهلال لسنّ الرشد بعد أن تعدّى اللقب الثالث والأربعين ليكون حريّاً أن يقول (ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ). (6) * أجل أيّها الهلال كنا نعلم أنّك بين ركام الأمنيات تزحف نحو الضوء!! * وكنّا نثق أنّك رغم التحديات ترتفع عن نيّة السوء!! * وعلمنا أنّك تغرز مخالب انتصاراتك في المجد بإحكام!! فإذا بك ... تسمع صوت الذهب الاسطوري الهادر ... لتهيج ... وتتعالى وتنحدر ليراق فن الزعيم الهادر...!؟ (7) * قد ظن أولئك أنّ الهلال لن تقوم له قائمة!؟ * قالوا لنا إنّها مسألة وقت والطريق إلى القمة سيكون متّسعاً لأصحاب الصفقات والمساومات والتكديسات!! * فاجلسوا على قارعة الطريق واستشعروا الزعيم الممزّق!!؟ * حلموا كثيراً بالمارد الأزرق المنكوب!! * وتخيّلوا أسرابهم تتقاطر على منصات التتويج وكؤوس التشريف!! * فجلسوا القرفصاء ينتظرون كبوة الفارس ويتغنّون بزلة المارد!! ظنوا ... كما ظن أسلافهم الأولون أنّ المتنبي لن يعود لإيوان سيف الدولة!!؟ وظنوا .. كما ظن أسلافهم الأولون أنّ زرياب لن يعود لغصنه!!؟ وظنوا ... كما ظن أسلافهم الأولون أنّ عنترة لن ينصفه سيفه!!؟ وظنوا ... كما ظن أسلافهم الأولون أنّ الحجاج لن يغنيه جوره!!؟ فإذا بالسرب يتحوّل إلى طيور قد ضلّت طريقها في بحر لجِّي متلاطم الأمواج!! وإذا بخوذة الأمنيات والأحلام تتحوّل إلى طاقية إخفاء يلبسها أولئك الفارغون فيتلاشون تماماً عن أجواء البطولات!! وإذا بالشبح يتحوّل إلى مارد أزرق يلتهم كلّ أمانيهم وأحلامهم وجلّ طموحهم!! قد ظن أولئك كما ظنوا في الهلال السوء ... حتى عاد وملء شدقيه بالضحك ... والضحك على كلِّ الرجال والصبية والمغاتير المندسين بالمكيدة والمكر. فقط لأنّه يملك سر العشق الأبدي المقرون بالزعامة والريادة الزرقاء!! (8) * في أحد أيام الرياض القائظة ... في مثل هذا الشهر ... في مثل هذا اليوم من عام 1425هـ أتذكر أنّني كتبت مقالاً استحث به الهمم الزرقاء بعد إحدى المعارك الهلالية الخاسرة قد أسميته (هلال الورقة المطوية والسكين الخرساء)!! * قلت فيه إنّ الهلال قد وئد بيد أبنائه وها أنا الآن: * أعترف أنّني قسوت عليه يوماً من الأيام!! * أعترف أنّ نفسي راودتني لمزيد من الضوضاء حين كان موسم الجفاف يغدق الأبدان!! * اعترف أنّني توجّست الريبة وتقبّضت الهزيمة!! * وأعترف أنّني أخفقت فأرمغت يديّ في التراب ثم نظرت إلى السماء فوجدت القمر في منتصف الشهر فصحت به ... يا هلال السماء أما زال هلال الأرض يذكرني؟ * أما زال يدرك أنّ قسوتي هي شأن المحب المكتوي!؟ * أما زال يعي أنّ الحب الأزرق يطفو ... ويطفو فيغرق كلّ الكلمات النابضة بالتشكيك والتنديد!! * لديّ حدس الآن انّ الهلال فريق غير عادي وأنّ جماهيره جماهير عشق غير عادية وأنّ علاقته بالبطولات علاقة العفريت بفانوس علاء الدين!!؟ (9) فصحى: لنا الصدر دون العالمين أو القبر (10) عامي:
يا هلاليين شرفتوا ناديكم ياهلاليين هلا هلا فيكم |
(1) عنوان لمقال سابق |