ماذا فعل بنا الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد؟ سؤال أطرحه على نفسي كلما ركبت سيارتي متجهاً لمشاهدة إحدى مباريات الهلال. السؤال يتكرر عند مشاهدتي لمدرجات الملاعب وقد اكتست باللون الأزرق وكأني أمام جبل يسر الناظرين وهدير موج يطرب السامعين. السؤال ذاته يطرحه الهلاليون على أنفسهم ويطرحونه بقوة كقوة فريقهم العنيد لأن الرجل الفاضل بقراءته للمستقبل وحسه الوطني دفعا به أن يزرع بذرته الزكية لتنمو وتترعرع في الأرض الطيِّبة فتأصَّل أريجها في النفوس وتعلّقت بها الأجيال. لقد تواصل الاهتمام بالنبتة وتناوب الرجال الذين أغواهم أو أغراهم شيخنا الفاضل على رعايتها فتبادلوا الأدوار وتقاسموا النجاح وانتشوا للانتصارات التي ولّدت الأفراح والليالي الملاح ليأتي السؤال من جديد وللشيخ الفاضل: إلى متى والملايين من عباد الله يتدفقون شغفاً بالهلال؟؟ وإلى متى والجموع يهيمون عشقاً بالزعيم؟؟ أجزم أن إجابة الشيخ لن تزيد عن ابتسامة عريضة وهو يقلب ناظريه يمنة ويسرة ابتهاجاً بلفيف أزرق يكسو جنبات استاد الملك فهد الدولي!! لذا استميحكم عذراً بنقل السؤال لكم أنتم أيها الهلاليون وأنتم أسعد الجماهير.. هل من هلال آخر ينافس هلالكم؟؟ إذا صدقتم القول وأحسبكم كذلك إن شاء الله.. حتماً لن تجدوا من ينافس الزعيم على الزعامة غير زعيمكم. هذا التنافس الحصري بين الزعيم والزعيم سر توهج هلال الأمس واليوم والغد.. السر الذي جعله آسراً للقلوب لا يستثني أحداً ولا جنساً فمنذ أن ألبسه شيخكم الفاضل الأزرق والأبيض بقي القضية الساخنة والشغل الشاغل للملايين من أنصاره وخصومهم. إنه أكاديمية النجوم.. وجامعة الإبداع.. وعنوان الأناقة.. وعاصمة البطولات فلا غرو أن يقول عنه شاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي:
إذا لعب الهلال فخبِّروني فإن الفن منبعه هلال |
ولا ضير إن طالب الإعلامي القدير الأستاذ عثمان العمير عتاولة التعصب قائلاً: (دعوا التعصب وشجعوا الهلال). ولا غرابة إذا اعتبر الحكماء هلالكم.. شيخ وعميد.. قلعة وفارس.. بطل وزعيم لأنه الوحيد الذي ما زال شامخاً يشرب من ضفاف المجد ويرتوي من سبائك الذهب ويختال جمهوره ضاحكاً في مرابع التفوّق وساحات البطولات. أستطيع أن أقول وبالفم المليان.. ماذا فعلت بنا أيها الشيخ الفاضل؟! ماذا فعلت بالأمير هذلول بن عبد العزيز والمرحوم الأمير عبد الله بن ناصر والمرحوم الأمير عبد الله بن سعد والأمير خالد بن محمد والأمير بندر بن محمد والأمير سعود بن تركي والأمير عبد الله بن مساعد والأستاذ فيصل الشهيل والأستاذ محمد مفتي وغيرهم ممن ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الكيان!! بل ماذا فعلت بملايين البشر؟؟ السؤال نفسه أحب كذلك توجيهه للأمير الشاب محمد بن فيصل وأقول له أيضاً وبالفم المليان: ماذا فعلت بنا وماذا عساك أن تفعل غداً..؟؟ أسوق السؤال مرة واثنتين وثلاثاً وبعدد بطولات فريقك المتميز.. أوجه السؤال لسموكم الكريم وأنت ابن الصحراء والجباه السمراء: ماذا أنت فاعل بملايين الوجوه الزرقاء ولا سيما أنك لم تبق للآخرين شيئاً يتغنون به ولا أعراساً يفرحون بها؛ لقد حصدت المجد من أطرافه إلى أطرافه، فهل تعدهم بالمزيد؟؟ نعم لست منجِّماً ولا عرَّافاً!! لست منجِّماً ولا عرَّافاً لكني مجبر على إيضاح نهاية قبل بدايتها.. فبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين هلالية ناصعة سواء احتل الزعيم الصدارة أو المركز الرابع.. وبإذن الله تعالى وبعد صعود رئيس النادي وقائد الفريق المنصة واستلام كأس الدوري سوف أبيِّن على ماذا استند في قولي هذا.. هذا ما كتبته في هذه الزاوية يوم الخميس 25 ربيع الآخر 1426هـ العدد (11935) وعندما أكدت فوز فريق الهلال بالبطولة اعتمدت على قراءة الفريق قراءة جيدة بدءاً بإدارة النادي وإدارة الفريق والأجهزة الفنية واللاعبين وقارنت ما يعيشه الهلال بالفرق المنافسة وعزَّز ذلك وجود الحكام العالميين لقيادة مباريات الحسم فكنت واثقاً أن الجمهور لن يشاهد أخطاء إبراهيم العمر ونوايا عمر المهنا وعناد علي المطلق ورخاوة ناصر الحمدان واجتهادات أبو زندة وبقية الجوقة التي ساهمت في حضور الحكم الأجنبي، فشكراً لسلطان الرياضة ونوافها على ما قدََّماه لشباب الوطن من دعم كبير ساهم في تأهل منتخبنا الوطني عالمياً للمرة الرابعة ودفع بمسابقاتنا المحلية خطوات سريعة للأمام، ولعل مشاركة الحكم الأجنبي ودخوله ملاعبنا بمثابة إنجاز جديد يضاف لإنجازات الاتحاد السعودي لكرة القدم. أشياء وأشياء * كلما ابتعد الهلال عن أقرب منافسيه ستزيد المطالبة بمنح الحكام الوطنيين قيادة المباريات الحاسمة والنهائية وسترتفع الأصوات عالياً وبقوة ولعل ما قام به مدرب الاتحاد ومدير كرته ولاعبه بداية لانطلاق حملات التشويش على الحكام الأجانب. * * * * حصول الاتحاد على البطولة الآسيوية والعربية يؤكِّد قوة الدوري والسعودي وعلو كعبه فلم تقتصر قوة الدوري على الدول العربية، بل إن الدوري السعودي أقوى دوري آسيوي بدليل حصول صاحب المركز الثالث على البطولتين الأخيرتين للقارة والعرب. * * * * من أجل فتح شهية فرق المربع الذهبي للدوري القادم أتمنى أن يستهل الاتحاد السعودي الموسم ببطولة سوبر تجمع منتخباً يتكون من الشباب والاتحاد والنصر لملاقاة الهلال بصفته بطل الدوري ويكون دخلها لجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة. * * * * يشدني الجمهور الشبابي بمثاليته وثقته بنفسه وفريقه، لا يختفون عندما يبتعد فريقهم عن المنافسة ولا يعلنون ترك الكرة (أو يوصوصون) فيما بينهم كما يفعل البعض.. جمهور يتواضع عند النصر ويبتسم عند الخسارة. * * * * من خلال متابعة تحليل حكامنا الوطنيين للمباريات قضائياً والهوّة الكبيرة فيما بينهم والاختلاف الكبير في آرائهم نردد المثل القائل: (هذا العود من تلك الشجرة)، ولا سيما أنهم لم يظهروا متفقين على رأي واحد في أي مباراة.
|