* الرياض - فهد الشملاني :
بحضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومعالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وقّعت كلٌّ من شركة التصنيع الوطنية للبتروكيماويات وشركة الصحراء للبتروكيماويات والشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات بالمشاركة مع شركة باسل للبولي اوليفينات، عقد ترسية مشروع مصنع إنتاج الإيثلين والمرافق المساندة على اتحاد المقاولين المكون من مجموعة ليندي الألمانية وشركة سامسونج للهندسة الكورية. وتم توقيع العقد صباح أمس بمقر الهيئة العامة للاستثمار بتكاليف تصل إلى 9 مليارات ريال.
أوضح صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاقية أن المملكة حققت نجاحات كبيرة في مجال صناعة البتروكيماويات، وتُعَدُّ مثالاً في توطين تقنية هذه الصناعة، مشيراً سموه إلى أن المملكة تمتلك مراكز أبحاث متقدمة في صناعة البتروكيماويات تفوق جميع الصناعات الأخرى.
وبيّن سموه في رد على سؤال ل(الجزيرة) أن ارتفاع أسعار البتروكيماويات جاء نتيجة لارتفاع الطلب العالمي الحاد على هذه الصناعة. ونفى سموه أن يكون لارتفاع البترول دور مهم وأساسي في زيادة أسعار البتروكيماويات.
وأرجع صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان ارتفاع أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك إلى تحسن أداء الشركة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجها عن نفس الفترة بحوالي 10%.
من جهته قال معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمر بن عبد الله الدباغ إن رعاية الهيئة العامة للاستثمار لهذا المشروع، تأتي في إطار توجُّهاتها لتشجيع الاستثمار في قطاع البتروكيماويات، كونه أحد القطاعات الاستراتيجية التي تمتلك المملكة فيها ميزة تنافسية عالية على مستوى العالم وصولاً إلى تحقيق أحد أهداف الهيئة العامة للاستثمار، المتمثل في مضاعفة حصة المملكة من مجمل إنتاج البتروكيماويات العالمي من 7% إلى 13% بانتهاء العقد الحالي.
وأوضح الدباغ أن من أهم الأهداف التي تركز عليه الهيئة هو استيراد وجلب التقنية وتوطينها وتنمية الموارد البشرية من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر.
وحول دور الهيئة في إنشاء سكك الحديد المؤدية إلى مناطق التعدين أوضح الدباغ أن دور الهيئة في ذلك هو دور مكمل مع الجهات المعنية بإنشاء هذا الخط الحيوي، وهو من القطاعات المهمة التي تضمنها استراتيجية الهيئة لما له من أثر إيجابي في نمو الناتج الإجمالي المحلي، مشيراً إلى أن لدى الهيئة مسنقين في قطاع النقل والصناعات والمعرفة للعمل مع الجهات المسؤولة لتفعيل الاستثمار في تلك القطاعات.
من جهته أكد المهندس مبارك بن عبد الله الخفرة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للتصنيع بتروكيماويات بأنه مع ترسية هذا المشروع فإنّنا قد استكملنا أهم الخطوات لتنفيذ هذا المجمع البتروكيماوي الكبير، الذي تكاليفه حوالي 9 مليارات ريال.
وسيقام المشروع بمدينة الجبيل الصناعية حيث تتوفر الخدمات اللازمة للمشروع، كما تم تخصيص اللقيم والوقود للمشروع من قبل شركة أرامكو السعودية. وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لهذا المجمع مليون طن من الإثيلين وحوالي 300 ألف طن من البروبلين الذي سيُنتج باستخدام تقنية ليندي.
ويعتبر الإثيلين اللقيم الأساس في صناعة البتروكيماويات حيث يدخل في صناعة البولي إثيلين وأحادي خلات الفينيل وغيرها، وكذلك يستعمل البروبلين في إنتاج البولي بروبلين والعديد من المواد البتروكيمائية الوسيطة. وسيضم هذا المجمع الكبير بالإضافة إلى مصنع الإثيلين، وحدات لإنتاج البولي إثيلين عالي الكثافة والبولي إثيلين منخفض الكثافة والبولي بروبلين بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى تزويد وحدات إنتاج أحادي خلات الفينيل باحتياجاتها من الإثيلين.
هذا وسيوفر المشروع فرص عمل للأيدي العاملة الوطنية للمشاركة في إنجازه وتشغيله، حيث ستبلغ الأيدي العاملة المطلوبة للمشروع حوالي 700 موظف وفني، ومن المتوقع البدء في أعمال الإنشاءات في الربع الأول من عام 2006م، على أن يبدأ التشغيل في النصف الثاني من عام 2008م.
وقد تقدم الشركاء بالشكر الجزيل لكل من وزارة البترول والثروة المعدنية، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والهيئة العامة للاستثمار، ووزارة المالية، ووزارة التجارة والصناعة، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، وشركة أرامكو السعودية، ولجنة التوازن الاقتصادي، على دعمهم لهذا المشروع الوطني الكبير والتعاون البنّاء لما فيه من تقدم للاقتصاد والصناعة الوطنية البتروكيميائية.
ومن جهته امتدح السيد فلولكر تراوتز الرئيس والعضو المنتدب لشركة باسل للبولي اوليفينات المناخ الاستثماري في المملكة والأنظمة المحفزة للاستثمار الأجنبي. وبيّن السيد تراوتز أن شركته ستوقع عقود شراكة في مشروع مماثل في المملكة خلال الشهرين القادمين في مجال صناعة البولي بروبلين.
| 
"الاقتصادية"