المعهد الثانوي التجاري في محافظة الرس بين الحياة والموت

تواصلاً مع ما ذكره الأخ مدير المعهد الثانوي التجاري في محافظة الرس لجريدة الجزيرة بتاريخ الرابع من شهر جمادى الآخرة الجاري من أن المعهد على أبواب النهاية وأن هذه هي الدفعة الأخيرة قبل إغلاقه نهائياً. وهذا الخبر إن صح فإنه يعتبر بلاشك مفاجأة غير سارة لكل الطلبة الراغبين في الالتحاق به للدراسة والتدريب من داخل منطقة القصيم ومن خارجها حسب الإقبال المتزايد عليه طوال السنوات الماضية وبخاصة من الطلبة المتعثرين في دراسة الثانوية العامة أو من لا تسمح ظروفهم أو ميولهم بمواصلة الدراسة في هذه المرحلة كما أن إغلاق هذا المعهد يخالف ما سبق أن أكده صاحب المعالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص أثناء رعايته للحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة بالأحساء من أنه لا يوجد نية لإغلاق المعاهد التجارية والصناعية وأن النية تتجه لتطوير هذه المعاهد وتوسيع برامج التدريب فيها عبر الاستفادة من المنشآت أكبر فترة ممكنة بدلاً من إغلاقها عند الظهيرة. كما أكد الشيء ذاته سعادة نائب المحافظ د.حامد العنقري في حوار أجرته معه مجلة الشفا التي تصدر عن معهد الشفا الثانوي التجاري حيث نفى سعادته الأنباء التي ترددت عن إلغاء ما يعرف بالتعليم الثانوي التجاري وأن النية تتجه لتطوير هذا النوع من التعليم لكي يواكب حاجات ومتطلبات سوق العمل... الخ. وفي ضوء الواقع المشرف والملموس الذي يجسد بالأقوال والأفعال اهتمام المسؤولين في المؤسسة بنشر التعليم الفني والمهني في جميع أرجاء البلاد من خلال ما قاموا بتوفيره من عشرات الكليات والمعاهد والمراكز المتخصصة وجعلها في متناول سكان المدن الصغيرة قبل الكبيرة، وفي ضوء التأكيدات المتكررة من جانب المسؤولين بأنهم لا يسعون لإلغاء أي معهد ثانوي أو تجاري ولكنهم بالعكس يسعون إلى تطوير هذه المعاهد وزيادة نشاطاتها التدريبية أكثر فترة ممكنة. في ضوء ذلك كله نناشد المسؤولين إعادة النظر فيما قرأناه عن قرب إغلاق المعهد الثانوي التجاري في محافظة الرس واعتباره كأن لم يكن في موعد أقصاه نهاية اختبارات الدور الثاني، نناشدهم إعادة النظر في مصير هذا المعهد لأنه أحد المعاهد التجارية القائمة التي يفترض أن تشمله تأكيدات المسؤولين بعدم الإلغاء ولأن الحاجة التي وجد هذا المعهد من أجلها لاتزال قائمة والإقبال عليه لم يتوقف أو يتناقص ولكنه في ازدياد مستمر عاماً بعد عام كما أن جميع الاحتياجات اللازمة لتشغيله لا تزال متوفرة وفي مقدمتها المبنى والجهازان الإداري والتعليمي. أكرر هذا الالتماس باسم كل الطلبة المستفيدين من وجوده والمتضررين في حال إغلاقه وهو مالا نتوقعه إن شاء الله لأن إلغاء المرافق التي تخدم المواطنين من الأمور التي يتحاشاها جميع المسؤولين في الجهات كافة وهو بالنسبة للمؤسسة سيكون إجراءً غير إيجابي.