Wednesday 20th July,200511983العددالاربعاء 14 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

المؤرخون والمفكرون لـ( الجزيرة ): المؤرخون والمفكرون لـ( الجزيرة ):
هيكل ليس مؤرخاً بل كاتب سياسي له مواقفه المنحازة

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان انور - علي فراج - إنصاف زكي:
ما بين السياسي والمؤرخ فوارق كبيرة وقراءة الظواهر السياسية تختلف عن قراءة التاريخ، وعندما تختلط الأمور تضيع الحقائق ويصاب التاريخ بالتشوة. وما يفعله الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في أحاديثه لقناة الجزيرة الفضائية يصب في خانة تشوية التاريخ.. هذا ما أكده عدد من المفكرين والمؤرخين ل(الجزيرة) حينما لفت انتباهم الأخطاء والخلط الذي وقع فيه هيكل في تناوله لفترة من التاريخ في مسيرة المملكة في حياة الملك عبد العزيز المؤسس الراحل، وأكدوا ان اجتزاء الواقع وخلق روايات للوصول إلى رأي سياسي خاص من الامور المرفوضة بمقاييس العلم والسياسة وحتى الاخلاق، وقالوا ان الموقف السياسي يخص الكاتب وحده فيما يترك التاريخ للمؤرخين.
اوهام
يقول المؤرخ الدكتور عبد العظيم رمضان: من المعروف ان هيكل غير محايد ومتحيز على الدوام وفق مصالحه وأهوائه، فهو ليس كاتبا منصفا أو كاشفا لحقائق وإنما يتلاعب بالحقائق ويجتزئ منها ولا يضعها في سياقها الطبيعي، كما ان هيكل ليس مؤرخا ولا يستطيع ان يكون ذلك فمواصفات المؤرخ بعيدة كل البعد عنه وهو كاتب اقل ما نضعه به بأنه كاتب مصلحة ويبحث عن مصلحته في كل ما يقوله وما كتبه سابقا قبل اعلانه المزعوم باعتزال الكتابة يؤكد ذلك، وحديث هيكل عن الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية في قناة الجزيرة هو من قبيل الاحاديث الباطلة والمرفوضة لانها تحمل توهمات ومزاعم هيكل وحده، كما انها احاديث مرفوضة ومردود عليها من الواقع والتاريخ الحقيقي وليس من التاريخ المزيف الذي يصطنعه هيكل فقط. ويضيف عبد العظيم رمضان ان ما ادلى به هيكل يندرج تحت بند الشائعات ورغم انني لا اعرف المصلحة الحقيقية وراء اقوال هيكل وترديده لهذه الشائعات، ولكن اقول انها احاديث غير موثوق فيها لانها اقوال متحيزة ولا تصدر الا من كاتب غير منصف يرى الامور وحقائق الاشياء في غير مكانها وله أغراض معينة في اقواله وكتاباته، وهو ليس مؤرخا وبالتالي فعلى الذين يطلبون الحقيقية لا يطلبونها من مثل هيكل ولكن يطلبونها من مؤرخ متخصص أو يعود للمصادر الاساسية التي تناولت الفترة التاريخية التي يدور الحديث عنها، وهكذا تستقيم الامور ولا تختلط المزاعم بالحقائق أو الاوهام بالاباطيل لان هذا الخلط هو ما يريده هيكل باستمرار لانه يخدم انحيازه وعدم انصافه، فهو يحلل الاشياء حسب تصوراته الخاصة، يقرأ سواء كانت قراءته حقيقية أو قراءة خاطئة على حسب تصوراته هو. ويقول رمضان ان ما تصدى له هيكل عن دور الملك عبد العزيز يجب ان يصدر من مؤرخ وليس كاتبا سياسيا والمؤرخ هو الذي يستطيع الاجابة على التساؤلات ويلم بظروف ومناخ الاجواء التي كانت سائدة وهذه مهمة ليست متاحه لأي انسان أو مجرد كاتب سياسي مثل هيكل الذي أدمن تشوية الحقائق والاجتزاء ويقوم ببناء احاديثه على هذا الاجتزاء حسب ما تعن له تصوراته ومعتقداته ويتطرق رمضان لظهور هيكل على قناة الجزيرة بعد اعلانه اعتزاله الكتابة فيقول ليس غريبا ان يظهر هيكل في قناة الجزيرة الفضائية والتي استعانت به ولم تستعن بمؤرخ فالفضائيات العربية الآن تهيمن عليها الولايات المتحدة الأمريكية وغير خاف على احد الآن ان أمريكا تحاول التدخل في الشؤون الداخلية وتصنع حاضر المنطقة العربية وهي تستخدم في ذلك القنوات الفضائية بما تحمله من ايحاءات السياسية الأمريكية، وهنا افهم لماذا الاستعانة بهيكل ولم يتم الاستعانة بمؤرخ متخصص، فهيكل سبق وان دافع عن صدام حسين عند غزو الكويت واصدر كتابا وقد رددت عليه في كتاب بعنوان اوهام هيكل وحقائق حرب الخليج واثبتت فيه كذبه وانه منحاز ويتوق فقط للشهرة.
تزييف التاريخ
يقول الدكتور محمد الجوادي المؤرخ المصري المعروف ان هيكل لا يعرف الموضوعية عندما يتحدث عن التاريخ لأنه شخص لا يعرف الا التزوير وتزييف الحقائق، وهي صفات سيئة جبل عليها هيكل منذ نشأته حتى انه اصبح يستسيغ التزيف ويستعذبه وكأنه شيء جميل لابد منه. وأضاف ان هيكل استطاع بمهاراته الصحفية التي اكتسبها من ممارسة المهنة لسنوات طويلة وقربه من صانع القرار ان يخدع الناس تحت مزاعم انه يمتلك من الوثائق ما لا يمتلك غيره وهذا غير صحيح فالوثائق متاحة للجميع ولكن هيكل اعتاد ان يتحدث وينسب الكلام للأموات حتى لا يخرج عليه من يكذبه. ويرى الجوادي ان كلام هيكل لا يستحق معاناة الرد لانه اصبح معروفا لدى الكثيرين انه مزيف للحقائق. ويقول الجوادي لا احد يختلف على دور الملك عبد العزيز الذي وصلت به المملكة إلى هذه الانجازات بعد التوحيد وكل هذا مقدر في التاريخ حيث استطاع التاريخ ان يلمس كل هذا الدور ويصوره تصويرا جيدا على مستوى الانجازات التي تمت بعد هذا التوحيد ولولا دور الملك عبد العزيز ما وصلت المملكة إلى ما وصلت إليه ودور الملك عبد العزيز دور كبير يحتاج لوقت وساعات للكلام عنه ويضيف الجوادي من الممكن ان يكون أي انسان مؤرخا إذا التزم بالمنهج والسمات الموضوعية فهناك المحامي المؤرخ عبد الرحمن الرافعي والقاضي المؤرخ طارق البشري والجغرافي الدكتور محمد عوض محمد وجمال بدوي وصلاح زكي واحيانا لوردات مشهور في بريطانيا وامراء من العائلة المالكة منهم الأمير محمد طوسون ومامور الضرائب ميخائيل شراين وفي كل هذه الاحوال هناك منهج تاريخي له سمات محددة وشروط محددة ويعتمد نجاح المؤرخ أياً كانت وظيفته على النزامه بهذه المعايير وبهذا المنهج، اما المؤرخ الذي يغلف الهواء منذ البداية فانه لا يستطيع ان يحقق تفوقا في كتابة التاريخ ولوكان هو رئيس جمعية المؤرخين العربية فالمسألة ليست حكرا على احد وليست وظيفة رسمية وليست امتيازا بجامعة أو شهادة والعبرة في البداية والنهاية القدرة على رصد الحقيقة وتحقيق الوقائع، امكانية ان يكون الكاتب السياسي مؤرخا ان يتصدى للحقائق ويكون لكتاباته التحليل البعيد أي اعادة قراءة النص المكتوب من التاريخ والتاريخ يحتمل فيه اكثر من رؤية ويلزم في هذا الجانب اثناء كتاباته يرى فلان ويكتب الموضوع بينما يرى فلان كذا وهذه الميزة في التاريخ التي تقبل اكثر من رأي تجعل له طابعه المختلف لكن رصد الوقائع والحقائق شيء والكتابة التي هي اقرب إلى الادب شيء آخر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved