Tuesday 19th July,200511982العددالثلاثاء 13 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

إمارة منطقة الرياض والنمذجة الإداريةإمارة منطقة الرياض والنمذجة الإدارية
مندل عبدالله القباع

إن السلوك الإداري وآلياته في النسق الإداري لإمارة الرياض ليس بعيداً عن الحركة الاجتماعية والثقافية التي يمر بها المجتمع ولذا يتوجب الوقوف عندها لتحليلها وتحديد أبعادها القيمية في منظور الإدارة العامة.
ويأتي اختيارنا لإمارة الرياض كونها نموذجا إداريا متميزا لدينامية علاقات التفاعل بالواقع الاجتماعي المعاش وحال الواقع الثقافي المحيط بها والمتواصل معها.
هذا الواقع هو واقع متغير بفعل الصلات الكوكبية وتدعمه وسائل الاتصال المختلفة فضلا عن نظرية (التمثيل والامتصاص الاجتماعي لارتباطه بدينامية الاتصال الالكتروني الذي بفعله تشابكت وتعقدت العلاقات المعرفية والمعلوماتية، وارتباطها بقيم المجتمع الثقافية والاجتماعية وما يطلق عليه خبراء الإدارة الاجتماعية (الارتقاء بالعلاقات التنظيمية).
وحول هذا النموذج الذي نوليه اهتمامنا في هذا المقال وهو النسق الإداري بإمارة الرياض وأميرها ونشير إلى آليات التعامل العلاقي خاصة التعامل الإنساني مع مواطني الداخل وحالات طالبي العون من خارج حدودنا ومن دول شقيقة.
وقناعتنا بأن الإدارة في منظماتنا وأنساقنا الاجتماعية والاقتصادية والمهنية تقوم لذاتها وليست غاية في نفسها، وإنما هي أداة بلوغ الغايات التي أنشئت من أجلها المنظمة والنسق، ومن ثم فإن معياري كفاءتها يتمثل في مدى تحقيقها هذه الأغراض والغايات كما وكيفاً وإنجازاً وسرعة تقوم عليها قيادة نموذجية فيما تقوم به من أعمال متمايزة في خضم أحداث جارية وواقع بالغ التعقيد.
إذاً من مرئيات الإدارة السعودية في انتمائها لتلك النظرية ضرورة العمل على تزويد رجل الإدارة بنظرة اجتماعية ودراسة اجتماعية ورؤية اجتماعية للمجال الذي يوجد به وينتمي إليه والذي يوجب على الإدارة أن تحسن علاقتها مع مكونات البيئة وتفتح أبوابها لها بحيث تصل في النهاية إلى أن الإدارة السعودية منفتحة تماما على البيئة، وبرامج خدمة البيئة والتفاعل مع قضاياها التي تعتبر مصدر الخدمات توجيه وإرشاد ومصدر معارف للبيئة ومكوناتها.
وهذا يوضح أن العملية الإدارية ليس لها أن تعمل في فراغ إنما هي وثيقة الصلة بالسياق الاجتماعي لما أسلفنا القول إذن فالقائم على رأس الجهاز الإداري وعلى مستوياته التنظيمية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يعتبر قائداً اجتماعياً على صلة مباشرة بالمجتمع ومشكلاته واتجاهاته وغاياته وقيم هذا المجتمع الصاعدة وما يتوخاه السلوك الإداري من تميز علمي وإنساني لاكتتاب قيم الإدارة العلمية بحيث تكون قادرة على إدارة الحراك الاجتماعي وترجمة أهداف الإدارة في واقع سلوكها وفي هذا الصدد تعتبر إمارة الرياض النموذج الذي يدعو للاهتداء به حيث يعتبر النموذج الإداري المعاصر فماذا وكيف إذا اختلفت أو تطورت أهداف الكيان الإداري في المجتمع؟ والإجابة أن ذلك يعني تطور الإدارة.
وترجمة لهذه الأهداف ينبغي تحويلها إلى إجراءات وسلوك وهنا يمن القول إن هذا هو التفاعل بين نمط الإدارة والهدف حيث يعكس مدى النضج الاجتماعي كما يبعث على الثقة بالنفس والاعتماد عليها وكذلك يعكس مدى القدرة على التفكير وقدرة على البحث والاطلاع، وقدرة على تجاوز التقليدية والأهداف التقليدية إذن فنجاح الإدارة يتمثل في مدى قدرتها على تحقيق أغراضها وعلى تطوير أساليب التعامل الإداري وهذا ما يجعلها نموذجا يقتدى به.
مرة أخرى عزيزي القارئ نحن نشير للقيادة باعتبارها نموذجا يحتذى به ولتوافقها مع متطلبات العصر الحديثة وما يحمله من رؤى معرفية ومعلوماتية ومخرجاتها المتمثلة في تطوير وظيفة الدولة إذ أصبحت دولة إنتاج تعوزها إدارة وثابة نابهة وواعية ومدركة لأهمية الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا والتطورات الصناعية وكذا النماء التجاري والعلمي وكذلك الخدمات وملاحقة التطوير في كل جانب من جوانب الحياة استجابة لكل مشتملات التغير ومتعلقات رفع مستوى الكفاية والإنتاج وتحسين ظروف العمل وتهيئة الأجواء المناسبة لأداء الأعمال والتقدم فيها.
ولا غرو أن مشتملات التقدم قد ألمت بها الإدارة السعودية المعنية بما تتضمنه من مبادئ رصينة أهمها الإنسانية تناولا وعطاء والمشاركة الواعية في صنع القرار وتفعيل نواتج الدراسات العلمية خاصة في جانبها التطبيقي وهي ذاتها مبادئ التقدم العلمي الذي تهتم بتفعيله الإدارة السعودية في موضعها الإداري بمهارة والنموذج الذي نحتذي به ونعتز به هو (ميكانيزم) الإدارة لما نراه في إمارة الرياض وعلى رأسها أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث يتعامل مع الإدارة كونها وسيلة لتحقيق هدف وليست غاية قطعية في ذاتها. فالإدارة لديه لا تعمل بذاتها ولا تتحرك تلقائيا أو أتوماتيكيا إنما الإدارة تتحرك بفعل كوادر بشرية، هم العاملون بإدارات الإمارة المختلفة وما يحملونه إزاءها من مهارات إنسانية يعتمد سلوكها على ما تؤمن به بفعل نواتج النظرية (القديمة الجديدة) في الإدارة المعروفة بنظرية العلاقات الإنسانية وهي تنهض على أساس أن الإدارة تحرك بشري يعتمد على حسن العلاقات التنظيمية ومستوياتها الرئيسة وحراكها الأفقي في هيكلها الوظيفي (الهرمي) هذا مع الوضع في الاعتبار أن الإدارة تتحرك في سياق اجتماعي تفعل فيه أو تنفعل به.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved