تحية طيبة تشبه قلوبكم البيضاء قرأت ما كتبه الأخ خالد الثبيتي في العدد رقم 11975 في يوم الثلاثاء الموافق 6-6- 1426هـ تحت عنوان (شاعر يسطو على شاعر) في مجلة شعبية فأحببت أن أدلي بدلوي في تلك القضية التي اتضح لي من خلال سطورها أن الأخ خالد قد بالغ كثيرا في اتهام الشاعر الكبير حامد زيد وذلك حينما ذكر أنه كان عامدا ومتعمدا في تكرار العجز من أحد أبيات الشاعر تركي المشيقح. أولاً: لست هنا في محل دفاع عن شاعر بحجم حامد زيد ولكننا نعلم أن هناك ما يسمى بتوارد الخواطر وتكون تلك الخواطر في قمة تواردها حينما تتفق القافية بنفس الأحرف ويكمل البحر ذلك التشابه، ويكون هناك مجال لحكمة موحدة متعارف عليها عند الكثيرين وذلك حينما يفرض المحترم نفسه أمام الجميع. ثانياً: ما الذي يجعل الأخ خالد متأكدا أن حامداً سطا عامدا متعمدا وبتلك الطريقة التي يسميها فاضحة، فنحن جميعا لا نعلم متى كتب حامد زيد قصيدته فربما تكون قبل تلك الأشهر الأربعة التي كتب فيها المشيقح قصيدته وتصويرها بطريقة الفيديو كليب لا يلغي كونها من القديم المتجدد. ثالثاً: مقدرة حامد زيد الشعرية تغنيه عن وضع نفسه في مجال اتهام وشك ووقوع في فخ التعدي على حقوق شعراء بنظري الشخصي هم أقل مستوى من شاعريته الفذة. رابعاً: أجزم لك أن حامد زيد لم يكن على علم بقصيدة المشيقح والدليل هو أننا لو افترضنا على حسب قولك واتهامك أن السرقة واقعة وثابتة ومتعمدة، فلماذا يخرج علينا حامد عيانا بيانا أمام الجميع في مشهد فضائي متكرر وبالقصيدة نفسها وهو يعلم (على حسب قولك) أنه قد (لطش) فيها ذلك العجز المغلوب على أمره، ألا يخشى أن يكون تركي المشيقح أو أحد متابعي أشعاره (متربعين) أمام الشاشة وبجانبهم (براد الشاي)؟ خامساً: لا يوجد مجال واضح ومحدد للأسبقية في ظل كثرة الشعراء حاليا الذين تعج وتغص بهم الساحة، فبعيدا عن الأمثال الشعبية هناك من وظف اقتباسات من أبيات شعراء قدامى أو حتى أبيات لأبي تمام والمتنبي وقاسمها المشترك هو أنها معروفة ومحفوظة في مخيلات الأغلبية نظرا لما تحويه من حكم أو مواعظ، وبالتالي ستكون أدواتها في متناول الشاعر خصوصا إذا كانت قريبة أكثر لإيصال ما يرنو إليه وطريقاً سالكاً لتوضيح وصفه. سادساً: هل سيأتي اليوم الذي نقرأ فيه في صفحات الشعر إعلاناً لحفظ حقوق التوظيف وتسجيله رسميا في صفحات الشعر، وهل سنشاهد يوما ما إعلاناً شاعرياً مفاده أن من له أو عليه أي أسبقية للشطر الفلاني فعليه مراسلة الشاعر وإحضار ملف علاقي وشاهدين!!.. ربما سابعاً: كثيرا ما تتشابه الأوزان والقوافي وتتجانس الأبيات بالأفكار والخيالات وتكون بمحض الصدفة، فإذا سلمنا القول بأن (التوقع) أمر وارد في مناسبات شعرية حيث يتوقع الشاعر ما سيرد به منافسه، فيجدر بنا القول أن (التوافق) أقرب بكثير وأسهل وهو أمر وارد واشتهرت به قصائد كثيرة وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نجزم بتلك العملية أنها سرقة متعمدة وبهذا اللفظ المشين. يقول ابن لعبون:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ترامت بهم فوق الشفا من حزومها |
ويقول امرؤ القيس:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن سوالك نقبا بين حزمي شعبعب |
ويقول المستطرف:
تعشقها شمطاء شاب ولديها وللناس فيما يعشقون مذاهب |
ويقول أبو فراس:
ومن مذهبي حب الديار وأهلها وللناس فيما يعشقون مذاهب |
ويقول محسن الهزاني:
وهو على ركن من الخيل كنه جلمود صخر حطه السيل من عال |
فهل نقول مثلا: إن محسن الهزاني وابن لعبون (لطشوا) امرأ القيس؟ وهل لو كان امرؤ القيس حيا يرزق سيقوم (بغسل شراعهم) في إحدى القنوات الفضائية عيانا بيانا..؟؟ شكرا لسعة بالك ولسماحة مساحتكم وصدوركم. المحرر:
هذه كانت الرسالة الأولى لردود الأفعال حول هذا الموضوع، وقريباً ستنشر الحقيقة الكاملة
عبد الله سليمان العمار - القرائن |