فيتامينات إدارية
كلمات حول التسويق
أحمد الكبيّر

يقول عالم الإدارة الكبير بيتر دراكر في مقولة شهيرة: (لعالم الأعمال وظيفتان: التسويق والابتكار).. وقد بدأ بالتسويق قبل الابتكار مع أنه يتوارد لذهن الكثيرين أن الابتكار قبل التسويق، إلا أن أهل التسويق يعرفون جيداً أن التسويق يأتي قبل الابتكار والإنتاج للسلع والخدمات وقبل أي نشاط آخر، لأن التسويق هو من يحدد بشكل علمي دقيق حاجات الناس وكيفية إنجازها والطرق المناسبة لتقديمها.
إن من أهم الأسباب التي يُعزى لها نجاح الأعمال والخدمات في أي بلد مدى قدرة هذه الأعمال والخدمات على الوصول لشريحة كبيرة من الناس وإرضائها، والتسويق هو ذلك المصطلح الحيوي الذي يُعنى بنجاح الأعمال والخدمات عبر هؤلاء الناس في هذه الأسواق.
ولا بد أولاً من الإجابة على سؤال ما هو التسويق؟
إنه ذلك النشاط الذي يُعنى بإشباع الحاجات والرغبات المختلفة للأفراد والمنشآت، وبحسب تعريف الجمعية الأمريكية للتسويق الذي يُعد من أشمل هذه التعريفات: (التسويق هو عملية تخطيط وتنفيذ كل ما يتعلق بوضع تصور وتسعير وترويج وتوزيع للأفكار والسلع والخدمات لخلق تبادلات ترضي الأفراد والمنظمات).
(Marketing is the process of planning and executing the conception, pricing, promotion and distribution of ideas, goods and services to create exchanges that will satisfy individual and organizational objectives). التعريف يتحدث عن أمور عديدة في العملية التسويقية ويمكن إيجازها كما يلي:
- التخطيط ويشمل تحديد الأهداف والوسائل اللازمة لتحقيقها وكيفية تحقيقها
- التنفيذ ويشمل تحديد آليات وهياكل ومهام العمل والمسئولين عن أداء هذه المهام
- التصور ويتم بعد إجراء البحوث والدراسات التسويقية اللازمة التي تقود لمعرفة ماهية وخصائص السلعة أو الخدمة المطلوبة التي يحتاجها العميل.
- التسعير ويشمل دراسة تكاليف الإنتاج وأسعار السلع والخدمات المماثلة ومقارنتها بأهداف الإدارة للوصول للسعر المناسب.
- الترويج ويشمل كافة الوسائل اللازمة لتسويق الخدمة أو السلعة كالإعلانات وحملات الدعاية والبيع المباشر والوسائل الاخرى.
- التوزيع ويشمل اختيار القنوات المناسبة للوصول للعملاء وتقديم الخدمات لهم بالزمان والمكان المناسبين، كل هذه الأمور العديدة السابقة تتم بهدف إيجاد تبادلات ترضي الأفراد والمنظمات، ذلك أن تقديم الخدمات والسلع التي تُرضي الناس يجعلهم يقبلون عليها وهو ما يحقق - في النهاية - أهداف المنظمات سواء كانت ربحية أو غير ربحية.
الحديث عن التسويق ذو شجون، ويبقى أن فهم التعريف من أيسر السبل لمعرفة المعرّف ومن ثم الاستفادة منه... هذا ودمتم بحفظ الله.