يخطر لي السؤال.. أيهما تفضلين.. الانحناء أم الانكسار..؟ (.. أتذكر حكمة تقول): إن المرأة مثل الغصن تنحني ولكنها لا تنكسر.. من قال إن الانحناء خير من الانكسار.. ومن ذا الذي يجزم بأنه أكثر حفظ للكرامة.. أينشأ هذا الاعتقاد من ذلك الظن السخيف الذي يحاول إقناعنا بأن ما يكسر.. لا يمكن إصلاحه..بل كل شيء قابل للإصلاح.. صحيح أنه - إن تم إصلاحه بأي طريقة كانت - سيصبح أصلب.. من السابق.. وسيفقد صفة اللين.. التي هي مكون أساسي من مكونات الإنسانية.. سيغدو أكثر قسوة.. وأقل إحساساً.. وساذج العاطفة.. كذلك.. فالكسر من الممكن جبره.. هذا معروف حتى في الطب..ولكن ما الذي قد يضمن لنا أننا نستطيع تقويم الانحناء.. إن من لم يعرف يوماً الانحناء ما.. ثم أذاقته الحياة طعمه المر.. على يد شخص كان بالنسبة له هو الحياة بأسرها.. لا يعود قادراً على تقويم نفسه.. بل يعتاد منها الضعف.. والخضوع.. ويستمر في الانحاء للآخرين بقية عمره.. إذ إن هذه هي الطريقة.. التي كانت تضمن له قرب.. فلان.. أو الشيء الأخير الذي يذكره بفلان هذا. .. أخيراً أيتها الغالية.. أنا متعبة.. وأفضل أن أنكسر.. فلا تمنحيني رفق الانحناء.. وذله.. بل اجمعي قبضتك.. وقسوتك.. واكسريني.. .. إن لزم الأمر!!
|