* القدس المحتلة - غزة - بلال أبو دقة - الوكالات: تم إجلاء مئات المستوطنين الذين جاءوا للاحتجاج على إغلاق قطاع غزة أمام الإسرائيليين قبل تنفيذ الانسحاب المرتقب منتصف آب - أغسطس، بعد مواجهات مع الشرطة والجيش عند معبر كيسوفيم الحدودي صباح أمس الخميس، كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وقرر رئيس الوزراء ارييل شارون صباح الأربعاء إغلاق القطاع أمام الإسرائيليين غير المقيمين فيه. ويشمل القرار أيضاً اربع مستوطنات شمال الضفة الغربية والهدف منه منع تسلل متطرفي اليمين إلى المستوطنات التي سيتم إخلاؤها. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس في تصريحات بثتها الإذاعة العسكرية مساء الأربعاء (لو كان بمقدورنا ترك قطاع غزة مفتوحا حتى تاريخ الإجلاء، لفعلنا ذلك، لكننا رأينا ان المعارضة ستتزايد وتنتقل من الخارج إلى الداخل). واضاف ان الجيش سيبقى قطاع غزة مغلقاً الوقت اللازم لذلك. وبعد إعلان الإغلاق، توجه عدد كبير من المحتجين إلى معبر كيسوفيم الذي يشكل المدخل الرئيسي إلى تجمع غوش قطيف الاستيطاني داخل القطاع. واستجاب مئات المستوطنين في غزة للقيام بمسيرة على الحدود مع إسرائيل، وحينما رفض المستوطنون إظهار تراخيص إقامتهم منعهم الجنود الذين نشروا بأعداد كبيرة من الدخول إلى غزة مرة ثانية. وفي المساء كان المئات قد تجمعوا أمام المعبر في السيارات او راجلين، مما اضطر الشرطة والجنود إلى إبعادهم بعد مواجهة استمرت عدة ساعات. وسحبت الشرطة السيارات مما تسبب في اندلاع مواجهات اصيب خلالها عدة مستوطنين وشرطي بجروح طفيفة. ولم يعرف عدد الذين تم توقيفهم. وهتف المتظاهرون (اليهود لا يطردون اليهود) وجلس كثير منهم على الرمل متعهدين بالبقاء حتى يلغى أمر الإغلاق. وانتشرت الاحتجاجات في إسرائيل ايضاً. وأغلق عشرات المحتجين فترة قصيرة طريق القدس - تل أبيب البري السريع إلى ان فرقتهم الشرطة. واعتقل نشط يميني مشتبه به بعد مشادة بينه وبين حراس خصوصيين خارج مكتب شارون في القدس. وتظهر استطلاعات الرأي ان غالبية الإسرائيليين يؤيدون خطة الانسحاب. ولكن معارضيها اليمينيين يدعون حقوقاً توراتية في غزة والضفة الغربية ويقولون إنها تكافئ النشطاء الفلسطينيين الذين قادوا الهجمات خلال الانتفاضة. واثار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون سخط المستوطنين عندما وقع أمراً بإغلاق جميع مستوطنات قطاع غزة الإحدى والعشرين أمام القادمين من غير سكانها بعد أن أعلن قوميون متطرفون عزمهم على القيام بمسيرة قد تجتذب آلافا من المحتجين المؤيدين للمستوطنين الأسبوع القادم. ويخشى الفلسطينيون ان تعطيهم خطة الانسحاب غزة القاحلة الصغيرة بينما تقوي إسرائيل قبضتها على الضفة الغربية الأكبر التي تؤوي الجانب الأكبر من 240 الف مستوطن. ويعيش اكثر من 3.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وغزة. وقال جيش الاحتلال في بيان (قوات الدفاع الإسرائيلية ستدير مكتباً خاص لأذون الدخول يسمح للإسرائيليين الذين يعيشون في قطاع غزة بملء طلبات للدخول لضيوفهم واقاربهم لفترة يتم تحديدها سلفاً). وقال ان (امر الدخول المقيد) صدر لمنع (الدخول غير الخاضع للسيطرة للعناصر المتطرفة إلى المنطقة وفي ضوء الجهود الهادفة إلى تنظيم مسيرة كبرى في غزة). وسيعطي الإغلاق نحو تسعة الآف مستوطن مذاق القيود العسكرية والبيروقراطية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الاحتلال. إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان ستة جنود كانوا رفضوا يوم الأربعاء الأوامر للمشاركة في الاستعدادات الجارية لإخلاء مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة أدينوا بالسجن مع النفاذ لمدة 21 يوماً لكل منهم.
|