|
انت في "مقـالات" |
| |
عندما يتبادر إلى سمعك بأن فلاناً من الناس نزيه، فإنك تدرك حتماً بأن هذا الرجل، حينما أسبغت عليه هذه الصفة لم تكن إلا تجسيداً لتعلقه بربه، وتعبيراً عن مدى خوفه من بارئه، لأنه انحنى لطاعة الخالق بهمة عالية، وروح وثابة ترنو إلى تحقيق الغاية النبيلة، عبر امتشاقه الوسيلة الصائبة النقية من براثن رياء سحيق، أو نفاق بغيض، أو خيانة مقيتة، لذا فإن النور المشع في قلب هذا الكبير لا يفتأ أن يفرض الاحترام، كمسوغ منطقي متآلف مع ما تكّنه القلوب الصادقة، حيال هذا الكبير، خلقاً وأخلاقاً ولم يجعل من الضيق في الحال إلا أفقاً متسعاً لطيب المنال، ولم يؤثر العزة والكرامة إلا لعمق إدراكه بقيمتها، فبات الغنى في مفهومه الواعي النظر هو الاستقرار النفسي، تترجمه طاعة المولى بشموخ يتوق إلى الطمأنينة وينحو إلى السكينة، وكبرياء يستعصي على صنوف المزايدة الأخلاقية، للنيل من قيمه ومبادئه، فكان الشرف عنواناً بارزاً، لمآثره الفذة، وأمسى الذل نسياً منسياً في خارطة حياته، فكم من غنيٍّ يصبح ويمسي ذليلاً منكسراً، رغم كل ما يملك من وسائل ليست سوى استدراجاً واختباراً حقيقياً {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (35) سورة الأنبياء. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |