ربما تكون كذلك وأنت لا تعلم.. ذلك أن الإرهاب لا يقتصر على مَن حمل السلاح أو فجّر ودمّر.. فقد تكون إرهابيا بأقوالك وآرائك، بل ربما إرهابيا بأحاسيسك ومشاعرك. فحينما لا يحزنك ولا يسوءك منظر الجثث والأشلاء المتناثرة للأبرياء في أي مكان في العالم، فاعلم يقينا أنك من أنصار تلك الفئة ومؤيدي فكرها الإرهابي المتطرف الضال. فالتفجير وقتل الأنفس الآمنة من بني الإنسانية في أي موقع على وجه الأرض هو الإرهاب بعينه بعيداً عن أي تأويل أو تبرير.. فإزهاق الأرواح البريئة في لندن هو نفسه في الرياض أو نيويورك أو مدريد أو الدار البيضاء أو بغداد أو في أي مكان آخر في العالم، ذلك ما تؤكده المبادئ الإنسانية والأديان السماوية كافة، وهذا ما أعلنه سماحة مفتينا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، واستنكر فيه كل عمل إرهابي يمكن أن يرتكب باسم الإسلام دين السماحة والرحمة والسلام. أما أنت يا مَن لم تقنعه مثل تلك الفتاوى الواضحة الصريحة، ووجدت في نفسك أي نوع من أنواع الفرح أو التشفي عندما ترى أي عمل إرهابي في ديار غير المسلمين، فاعرض نفسك على طبيب نفسي يشخص حالك ويعالج أسباب الكره والحقد التي توغر صدرك على بني البشر والإنسانية جمعاء. ثم اسأل الله الهداية وادعه أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، حتى تجد في نفسك الرضى والقبول بمنهجه القويم - جل وعلا - في عمارة الأرض وصون حقوق الناس ودمائهم وأنفسهم حيث يقول جل من قائل: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. ويقول سبحانه:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}.
|