* تغطية- ناصر الفهيد: بريدة منبع القصيم وعاصمتها الاقليمية.. تلك المدينة الساحرة وعروس الصحراء التي تتوسط نجد برمالها الذهبية وبساتينها الخضراء ونخيلها الشامخ.. وحدها بريدة التي جمعت هذا العام أقطاب الشعر.. وعمالقته في الخليج في أربع ليال متتالية شهدت أروع الأمسيات الشعرية.. اربع أمسيات كان للكلمة فيها صدى واسع تجاوز حدود السماء ليعلن أن بريدة بمهرجانها الصيفي قد أجادت وأبدعت وعرفت كيف تختار.. اربع أمسيات كان فيها الحضور كثيفا ومنصتا ومتفاعلا مع فرسانها ولم يتملل او يتشبع او يضجر من أمسيات متتالية.. فالفرسان كما أشرنا عمالقة، ولهم وزنهم وجماهيريتهم التي تستقطب البعيد قبل القريب.. فرموز بحجم منادي، نايف صقر، مساعد الرشيدي، ياسر التويجري تجاوزت بكل تأكيد حسابات وسلم التصنيف لتتربع بكل شموخ وتجل على قمة النجاح والتألق والابداع فعلا هكذا كانت أمسيات الشعر في مهرجان بريدة.. أما بريدة فكانت خلال الأمسيات الاربع المتتابعة هي المورد العذب الذي نهل منه هؤلاء المبدعون الالهام والصفاء فترجمته الحناجر أنشودة عذبة تغنت بها الصفوة عشقاً يحكي تفاصيل اللقاء.. الوقفة العناق.. التناغم.. الارتباط.. الصورة تلك حملها الجمهور الغفير قبل أن يحتفي بها البرواز، فقد كان مسرح مركز الملك خالد على موعد مع هذه التظاهرة الثقافية التي يبلغ عدد حضورها يومياً قرابة (5000) سواء داخل المسرح أو عن طريق شاشات العرض السينمائية رجالاً ونساء. مدارات شعبية، وكما عودة متابعيها وعشاقها وقرائها بحضورها كل محفل شعري وشعبي كان لها أيضا الحضور الفاعل في تغطية هذه الأمسيات ومتابعتها ورصدها التي احتضنها مسرح مركز الملك خالد الحضاري الذي يتسع لألف وثمانمائة مقعد.. منادي فارس الليلة الأولى كان فارس الليلة الاولى الافتتاحية الأمير الشاعر سعد آل سعود (منادي)، وقد حظيت برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم حيث عطر سموه انطلاقة أيام المهرجان بريح الكلمة الفواح وتميزت هذه الأمسية بالتقاء الحرف والاذواق فتشكل المنظر بصورة جمالية فكان صوت (عريس) الأمسية الاولى سمو الأمير سعد آل سعود (منادي) بقصائده العذبة.. الأمسية حضرها جمهور كبير ملأ المسرح.. جمهور كبير جاء ليتذوق الكلمة الساحرة من فارس أولى أمسيات مهرجان بريدة الترويحي الشاعر الأمير سعد آل سعود (منادي) الذي أروى عطش هذه الجماهير بثلاث وثلاثين قصيدة كل واحدة منها تنافس مثيلتها في روعة الكلمة وقوة المعنى وصدق الإحساس. الأمسية بدأت بكلمة قدمها عريف الأمسية الإعلامي جابر القرني تحدث فيها عن فارس الأمسية وعن إبداعه الشعري، كما أثنى على القصيم وبريدة ومهرجانها بقيادة أمير المنطقة المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبدالعزيز.. وتحدث عن بريدة المدينة الشاعرة بكل ما تحتويه من جمال وبأنها أصبحت مركز إشعاع ثقافي دائم التوهج، ثم تناول تجربة (منادي) الشاعر بشيء من التفصيل وبعض النماذج المضيئة من قصائده التي كانت ومازالت حاضرة في وجدان جمهور الشعر. بعد ذلك استلم فارس الأمسية المايكروفون ونثر أريجه في سماء بريدة على مدى ساعة وربع ألقى خلالها ثلاثاً وثلاثين قصيدة كانت بدايتها قصيدة وطنية قال فيها:
ما تنكس راية التوحيد أبد
روسنا مرفوعه وراياتنا
ومارجينا غير خالقنا أحد
حقق الله بالفعل غاياتنا
وبعدها ألقى قصيدة عذبة كتبها حباً وولاءً بقائد مسيرتنا ووالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- قال في مطلعها:
يا والي أمرنا
ندعى عسى عين الولي ترعاك
عسا ما صابك آخر شر
سلمت بخير
يا والي امرنا
نشفى حتى ما ربنا شافاك
عساها يا ملكنا يا بعدنا..صحة وتكفير
ثم اتجه الشاعر (منادي) إلى إيضاح الشجب والاستنكار الذي عليه شعب هذه البلاد الطيبة المباركة للأحداث الاخيرة التي شهدتها مملكتنا حيث قال:
رب هذا البيت يحميك يا أطهر ثرى
ما تهزك يا وطنا يدين العابثين
ما يعيش الظالم اللي على العدل افترى
بشر القاتل بقتله ولو من بعد حين
ولأن القدس وقضية فلسطين تعتبر أهم القضايا الإسلامية فكانت الهاجس والهم للانسان العربي والمسلم ولشاعرنا منادي فقال في قصيدة فلسطين.
ما أقول غير الله ينصر فلسطين
ومن ينصره رب الملا من يهينه
يا كبرها يا كبرها يا مسلمين
اخوك يذبح وانت عاجز تعينه
وبعد القصيدة في الوطن والقضايا العربية والإسلامية اتجه فارسنا منادي نحو الغزل وقال بابتسامة سنبحر الآن في الغزل والصدفة، ومن محاسن الصدف اليوم الثلاثاء ان هذه الأمسية تأتي بعد ثلاث سنوات وثلاثة شهور وثلاثة ايام وفي يوم ثلاثاء من آخر أمسية أقامها فضج المسرح بالتصفيق، ثم بدأ بقصيدة (صدفة) قائلاً:
تشوفها صدفة وانا اشوفها غير
انا تصنعت الصدف لجل اشوفك
ما تتعب المشتاق كثر المشاوير
لا صافحت لهفة كفوفه كفوفك
ليكمل فارسنا الابحار في الغزل بقصيدته التالية التي أسماها جرح الحب وقال في بدايتها:
اجرحيني ثم روحي ما دام الحب راح
لا انتي اول من جرحني ولا آخر من يروح
شفت حبك مثل دمع جرح جفني وساح
ان مسحته وان تركته جروح في جروح
ليتجه بعد ذلك إلى قصيدة عين الرضا ومنها:
تصور ما رضت عين الرضا بعد الجفا تبكيك
تخاف الدمع يغسل صورتك وتغيب من عيني
وتوالت القصائد من سموه، ومن القصائد الجميلة التي صفق لها الحضور طويلاً قصيدة ما لقيتك التي قال فيها:
كانك بعيد وكل فرصة تبعدك
وش عذر قلبي منك لو جفيتك
مشاعري ما عاد تقدر تساعدك
لو باقي في الصبر خفقه هويتك
بينما قال في قصيدته المحال:
بين المحال وبين تحقيق الآمال
مثل الذي بالضبط بيني وبينك
ليواصل منادي نثر اريجه فقال في قصيدة جرح الوصول وقصيدة القلب فقصيدة شمس التي منها:-
الشمس نور الحب ما تشرق غروب
الله لو تشرق على الناس باحساس
وفي ختام الأمسية تفضل سمو أمير القصيم بتقديم عدد من الدروع التذكارية التكريمية حيث تم تكريم الشاعر والإعلامي عبدالله الفارسي، والإعلامي جابر القرني.. كما قدم سموه درعاً تذكارياً لفارس الأمسية الشاعر الأمير سعد آل سعود (منادي).. هذا وقد حضر الأمسية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن بندر وعدد من مسؤولي الأجهزة الحكومية وأعيان مدينة بريدة وجمع من الشعراء والإعلاميين.