هذا زواجٌ مبهرٌ وجميل
هي نجمة، وجمالها مأهولُ
عشرون عاماً في شباب يانع
عمر سعيد قادم مأمولُ
أما أنا واحسرتاه فإنني
في الاربعين، وما هناك قبولُ
هو والدي مُتعنِّتٌ بمطالب
المهر والتجهيز ثم مهولُ
كم من شباب ردهم عن مطلب
ليسوا لمن بالمال جاء يكيلُ
ويقول: إن كريمتي لمصونة
المهر غالٍ، والزواج أصولُ
هي بنت من في كثرة من شهرة
شركاته، مال لدي فضولُ
فلتأتينَّ لها بقصر شامخ
والخادمات، وباسمها سيؤولُ
وتجهزَنَّ من البديع أثاثها
والمحدثات جميعها محمولُ!
ليكن زفاف كالخيال تقيمه
في قصر أحلام، وليس بديلُ
ذهب الشباب وما لهم من عودة
وأنا العنوسه صاحبي وزميلُ
ثوب قشيب ذاك في عُرس لها
أما أنا كفن عليَّ سدولُ
جاءوا لفرحتها التهاني كلهم
أما أنا فجنازتي ستطول
هي سوف تدخل عُشَّها بإضاءة
في حجرتي قبر به تنكيل
وغداً قريباً بالصغار قريرة
وأنا لشيب كالعجاف نحولُ
هل ذاك يا أبتي بشرع الله؟ أو
حق البنات إذا أتاك بعولُ؟
ماذا ستجني من بقائي مثلما
وقف، كآثارٍ، هناك تحولُ؟
هل يرضينّك أن أكون بحجرتي
شيئا بلا روح، عليه خمولُ؟
هل تسعدنّ إذا أتيت وخِلتنِي
كمّاً من الأحزان، حان رحيل؟!
هل للفخار مطالب، أم أنه
جشع الثراء مضاعف وجزيلُ!
الله أوصى بالبنوة والداً
كوصاية بالوالدين تُنيل
إن الحياة سعادة وتكامل
في الروح، لا مالٌ هناك يسيل
قد فاتني طلب الزواج، قد انتهى
عهد السعادة، والحياة أفول
الله أوجب في المهور توسطاً
ليست بتعجيز، فذاك كبولُ
فات القطار، وما لحقتُ، وإنني
بُؤسُ الحياةِ، الهمُّ بعد ثقيلُ
إني القتيلة والمهور رصاصتي
إني الضياع، وكل شيء غولُ
هذي الجميلة سوف تحيا عمرها
بالخير، في رغد لها مكفولُ
وأنا سأبقى في الدموع غريقة
لا ينفعنِّي أن يطول عويلُ
قد مرَّ عهدٌ للسعادة وانقضى
عمري، أبي عن كل ذا مسؤول!