يُسلي الناس أنفسهم بالفكاهات التي تضفي على المجالس بعض السرور، ويتولى بعض الحاضرين نقل هذه الفكاهات في المجالس ومن خلال رسائل الجوال بطريقة طريفة محببة للنفوس، وربما يكون لتلك الفكاهات صدى واسع ويكون لها بعض التحليلات والتفسيرات. حَدّثَ بعض الإخوة أن رجلاً توفيت زوجته وتوافد الكثير من الناس إليه في المنزل، وسأله أحد الحاضرين عن سبب وفاة زوجته فأخبر قائلاً: لقد نطحها ثور عندنا فأرداها قتيلة!! ثم سأله الرجل قائلاً: وكل هؤلاء الحاضرين جاءوا لتقديم واجب العزاء في زوجتك؟ فأجاب الرجل لا وإنما حضروا لشراء ذلك الثور القاتل!! لماذا يريد أولئك الرجال شراء الثور؟ لا شك أن أولئك الذين أرادوا شراء الثور القاتل يريدون أن يقوم بنفس الدور الذي قام به من قبل! ربما أن هذه الفكاهة أقرب للخيال من الواقع، وأرى أن بعض الازواج لديه من الضجر ويحمل على زوجته وفي خاطره الشيء الكثير، كما أن بعض الزوجات يحملن على أزواجهن مثل ما يحمله الأزواج وربما أكثر، ولكن لا أظن أن أحداً من الزوجين الكريمين يصل به الحد في محاولة ابتكار أو اختراع طريقة من الطرق للخلاص من صاحبه أو اهلاكه والقضاء عليه. إن بعض الزوجات لديهن من الأساليب والطرق التي ربما بها يصبن أزواجهن ببعض الأمراض العقلية والنفسية، فيسير الرجل في بعض الاحيان وهو حافي القدمين (وهو لا يشعر)، وربما يلبس ثوبه مقلوباً من غير شعور بحاله، وقد يرى الشيب في رأسه وأطراف لحيته وهو لا يزال شاباً، ومن كثرة مراجعة بعض الازواج لعيادة الأمراض النفسية قد يظن المرء أن بعض الزوجات ربما يأخذن نسبة من أجور الكشف لدى الطبيب النفسي، (هذا غيض من فيض) وبعض النساء يفتخرن بما يصنعن أمام النساء. وإن بعض الأزواج لديه من الحلم ما لدى الأحنف بن قيس من الحلم أو أكثر ولكن ما لديه من الحلم يذهب بسبب التصرفات الحمقى للزوجة، وربما بعض الرجال من كثرة ما يجد من زوجته يردد دائماً المقولة المشهورة (يا من شرى له من حلاله علة). ونوصي أولئك الرجال أن يحرصوا على قراءة أذكار الصباح والمساء وقراءة أية الكرسي باستمرار حتى تثبت لهم عقولهم. إن الذي ينبغي على المرأة أن تكون مصدر رحمة وعطف وحنان للزوج لا غير ذلك، وقد قال العلماء في تفسير قوله تعالى: {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ، حسنة الدنيا: المرأة الصالحة، وإن بعض الأزواج ليسوم زوجته سوء العذاب فيستغل ضعفها وقلة حيلتها فيضطهدها اضطهاداً كبيراً لا يرقب فيها إلا ولا ذمة ويهينها بلسانه تارة وبيده تارة أخرى، وأستشهد على ذلك بحادثة وقعت، وملخصها أن خلافاً نشب بين زوجين مما جعل هذا الزوج يحمل زوجته على ظهره ويخرج بها من المنزل ويقوم يفتح شنطة سيارته (المازدا موديل 79م) ويضع زوجته الصارخة بالبكاء في شنطة السيارة ويغلق عليها شنطة السيارة، وكان يوجد بين الرجل وزوجته فتحة صغيرة تستطيع أن تتنفس من خلالها وأن تحدث زوجها ببعض الحديث، ثم ذهب بها إلى بيت أهلها الذي يبعد 80 كم خارج المدينة، وأنزلها بعد رحلة استغرقت ما يقارب الساعة عند باب أهلها وسط ذهول ودهشة واستغراب من أهلها!!، وقد حاولت المرأة أثناء هذه الرحلة استعطاف الزوج بكلمات رقيقة أحيانا وبمعاهدته أحياناً بأنها لن تغضبه مرة أخرى وأن لا تكرر ما كان منها ولكن لا جدوى، ولسان حالها كأنها تقول: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي إن هذا الرجل ليس هو الوحيد الذي يتصرف بهذا التصرف بل يوجد الكثير من الرجال من هم على شاكلته يقومون بتصرفات مكروهة مع زوجاتهم، وإن المفترض أن يكون الرجل أكثر تعقلاً، وأن لا يتصرف بتصرفات يندم عليها فيما بعد. إن سبب تضجر الزوج من زوجته والزوجة من زوجها عدم تفهم كل واحد منهما دوره، فيظن الزوج أنه يجب عليه أن يعامل زوجته بشدة وقسوة حتى يسيطر عليها وحتى تطيعه الطاعة العمياء، ولا شك أن هذا الاعتقاد فاسد وأن هذا الرأي رأي خاطئ، إذ الواجب عليه أن يعامل زوجته معاملة حسنة مستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن بعض الزوجات - هداهن الله- لا يتفهمن ما ينغبي عليهن من توقير الزوج وطاعته واحترامه وعدم تجاوز الحد في معاملة الزوج ولا تظن الواحدة منهن أنه يجب عليها أن تحكم على زوجها بالأشغال الشاقة حتى تسيطر عليه وتجعل من نفسها كالزباء في بيتها، وإن الذي يجب عليها مراقبة الله وأداء ما يجب عليها من حق زوجها.
|