|
انت في "وطن ومواطن" |
|
في سابق الزمان وقبل الطفرة والنمو المعاصر، كان الإنسان السعودي مواطناً منتجاً ومعتمداً على نفسه، ولا يحتاج إلى العمالة الوافدة من الخارج، إلاّ لبعض الحاجات الضرورية، التي لا يقدر عليها .. ولكن في هذا الزمان أصبح المجتمع، وبسبب الترف والاتكالية والاعتماد على الغير، لا يدير شؤون حياته إلاّ العمالة الأجنبية، وهذه ظاهرة غير صحية، فلو أمعنا النظر في واقع المجتمع للدول المتقدمة لشاهدنا أنّ المجتمع يخدم نفسه بنفسه .. فمثلاً إنك تجوب المدينة تبحث عن حلاق أو عن مطعم وعن أي خدمة أخرى فلا تجد إلاّ قليلاً .. أما في بلادنا اذهب إلى قرية وليس مدينة، ستجد عجب العجاب، فمحلات الحلاقة كعدد السكان والمطاعم أيضاً والمغاسل وغيرها، وجميع العاملين بها أجانب عمالة وافدة. واذهب إلى سوق الأعلاف وسوق بيع الإبل والأغنام، وحتى سيارات النقل، تجد أيضاً العمالة الأجنبية هي التي تديرها وتعمل بها وتأخذ مصالحها، والمواطن السعودي هو الاتكالي أو المتستر أو المبعد عن هذه الأعمال، بسبب كثرة العمالة الأجنبية المستقدمة للعمل بطريقة غير منظمة أو غير مراقبة، أو المسترزقة بغير نظام أو وجه شرعي، وهذا كله فيه مضرّة للوطن والمواطن. والسبب هو الطمع والجشع وعدم تطبيق الأنظمة من المواطن والمسؤول، لذا أقترح إجراء دراسة للخدمات التي تحتاج إليها المدينة والقرية من عدد محلات الحلاقة والمطاعم والمغاسل وغيرها، ووضع الاحتياج الفعلي والاستغناء عن العمالة الأجنبية، وجعل المواطن يعتمد على نفسه، ووضع نظام لكلِّ عامل أجنبي يسافر أو يرسل نقوداً أكثر من مرتبه المتعاقد عليه في راتبه الشهري من أين لك هذا الزائد عن رواتبك الشهرية، أسوة ببعض الدول التي سبقتنا في هذا النظام .. وحكومتنا الرشيدة - وفقها الله - لا تدخر جهداً ممثلة في وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية والجوازات بوزارة الداخلية، لما يخدم الوطن والمواطن .. شاكرين ومقدرين الجهود المخلصة، لكن نطمح في المزيد من تصحيح وضعنا الاجتماعي لما هو أفضل وأصلح. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |