|
انت في "الرأي" |
إن الإرهاب داء قد عانت منه جميع الشعوب منذ القدم فهو لا يرتبط بدين أو مجتمع أو ثقافة إنما هو نتاج فكر منحرف يبث سمومه على المجتمعات على اختلاف مشاربها ومذاهبها.
ومجاراة لهذه الأحداث غير الإنسانية فإن الدولة حفظها الله تقف صامدة في وجه هذا الطوفان المدمر متسلحة بزاد الإيمان بالله عز وجل ثم تلك العيون الساهرة من أبنائها التي لا تتوانى عن خدمة الدين ثم الوطن تسعى إلى نشر الأمن في البلاد وتضرب بيد قوية كل من تُسول له نفسه العبث بمقدساتها أو المساس بأمنها.. إن هذه الممارسات الخاطئة من الشاذين لتعطينا القوة في الصمود والتكاتف يداً واحدة للذود عن وطننا الغالي بكل ما نملك. وقد بذلت المملكة جهوداً جبارة في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره والتعامل معه بحزم وقوة.. ولأن الوقوف ضد الإرهاب مسؤولية جماعية كان لابدّ أن تشارك فيها جميع المجتمعات بما فيها من مؤسسات وهيئات وأفراد لتحقيق الوقاية المطلوبة.. ومن هنا فإن مسؤولية التربويين أعظم تجاه عقول الناشئة في المدارس من خلال تحصينها وصيانتها من أي انحراف فكري أو سلوكي دخيل يسمم عقولهم أو يسيء إلى دينهم أو يشكك في ولائهم وصدق انتمائهم، ويتجلى لنا دور التربويين في الآتي: - تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة وتوجيهها إلى جادة الصواب توجيهاً تربوياً يناسب قدراتهم. - رعاية الناشئة وبناء شخصياتهم المتوازنة وحفظهم من الانحراف الفكري والسلوكي بمنحهم مساحة من الحوار وإبداء الرأي تجاه ما حوته عقولهم من أفكار ليتم التواصل البنّاء الهادف الذي ينمّي فيهم الثقة بالنفس ويغرس فيهم الوسطية والاعتدال واحترام الآخرين والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً. - تعريفهم بحقوق العلماء وأنهم مصدر التوجيه والفتوى ليتحتم الرجوع لهم عند الحاجة لا سيما وأن منهجهم الوسطي يستوعب الجميع. - غرس صدق انتمائنا لهذا الوطن بما يعمق مساحة هذا الشعور النبيل لدى الأجيال القادمة. - لا يمكن أن نغفل دور الصحبة الصالحة فعلى كل مربٍ صالحٍ وقائدٍ مسؤولٍ توجيه من تحته من الطلاب إلى أهمية اختيار الأصدقاء وتعريفهم بالأثر السلبي الذي قد ينعكس على حياتهم أولاً ثم على أسرهم ومجتمعهم جراء مرافقة الأشرار وأصحاب المعتقدات الخاطئة والمفاهيم المنحرفة والأفكار الضالة. - ولعل من أهم هذه الأمور أولاً وأخيراً المتابعة المنتظمة لتوجيه أولئك الطلبة حتى لا يُتركوا ضحية لأي فكر وسلوك دخيل والمبادرة باحتواء من تبدو عليهم المتناقضات في الفكر والاتجاه ومحاولة رسم الطريق السليم لتعديل هذا الفكر والاتجاه نحو المنهج القويم درءاً للمفاسد قبل وقوعها. - تقدير جهود رجال الأمن في حماية أمن البلاد والتوجيه لمساندتهم في الذود عن هذا الوطن. - تقديم الثقافة التربوية اللازمة للطلاب وإعطائهم الجرعات الوقائية التي تقيهم الانزلاق في الانحراف. - تعزيز الوطنية وحب الوطن والتلاحم وطاعة ولاة الأمور في نفوس أبنائنا وبناتنا. - تعميق الشعور بالولاء للوطن في الدفاع عنه والمحافظة على مكتسباته قولاً وعملاً وعدم إتاحة الفرصة للحاقدين للنيل منه مهما كانت الأسباب. - غرس حب الوطن في نفوسهم وتوضيح مكانة المملكة وتاريخها العريق ودورها الريادي بين البلدان. ومما يسرّ الخاطر ويثلج الصدر ما لمسناه من تلاحم الطالبات وتفاعلهن مع حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب التي استمرت حتى بعد انتهاء الحملة فكأنهن ينتظرن مثل هذه الفرصة ليكشفن عن مساحات واسعة من حبهن لوطنهن وتفانيهن في الذود عن حياضه. وإن عزّ الثمن. نلمح ذلك في صدق كتاباتهن الوطنية الصادقة وفي آرائهن النابذة لكل فكر منحرف وفي أساليبهن وحواراتهن التي تنم وتكشف عن إخلاصهن وانتمائهن للدين والوطن وولاة الأمر. نسأل الله أن يبلغنا الأمن في أنفسنا والأمان في وطننا الغالي وأن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء رغم كيد الحاسدين ومكر الماكرين إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |