الله أكبر يا أحباب ما الخبر
الله أكبر قد زفت لنا عبر
القلب يرجف من هول ألم به
الروع قد صابني والدمع منهمر
أبوهشام وقد حل القضاء به
لهول فقدك عمي صابني كدر
يبكي الشريط ويبكي السامعون له
والميكرفون يكاد اليوم ينصهر
يبكيه ماء سبيل قرب منزله
محراب منزله يئن ومنبر
وهاتفه المحمول حطمه الأسى
ينوح لفقد الشيخ حزناً وينذر
يعز علي اليوم إلغاء رقمه
ولم تقتنع نفسي وذاك مبرر
تبكيه أرملة سعى بحاجتها
يبكيه طفل لفرط الجوع ينفطر
يبكيه من ضل عن درب الهدى زمنا
وهاهم اليوم بالطاعات قد عمروا
يبكيه جيرانه أصحاب مسجده
يبكيه مجتمع الأخيار والسفر
وأهل جيزان قد ضجوا وحق لهم
خافوا على منبع للخير ينحسر
وما وعوا إن رب الكون يرزقهم
أليس يرزق دودا فوقه حجر
يقيض الله من يرعى شئونهمو
الخير في صحبه كالغيث ينهمر
عماه إن لكم في القلب منزلة
في حالك الوقت تبدو شيخنا قمر
عماه إن قصرت فينا إقامتكم
ففي البقاع لكم دور لكم أثر
قوافل الخير مرات تسيرها
تقودهم لذوي الحاجات ينتظروا
هنا سجدت وفي هذا المكان لكم
كتاب ذكر وفجرا تشرق السور
هنا دعوت إلى الرحمن محتسبا
شرقا وغربا وما قد صابكم خور
في كل أمر تحث الخطو مجتهدا
قبل الممات يكون الفوز والظفر
وجهدك في الإصلاح جهد موفق
فصمتك معهود وجهدك مثمر
سهرت في صحبة الديان ملتزما
لمثل هذا وربي بورك السهر
تلفت الجمع أين الشيخ نفقده
قالوا ترجل يوم الأمس قد قبروا
خسرته أسرتنا فقدته أمتنا
إصلاح فتيتنا كانت له وطر
قد سن سنة خير في مدارسنا
يا رب خطته تنمو وتزدهر
تعلق الخلق فيه إن ذكركمو
بسرعة البرق مثل العطر ينتشر
أحبه الناس لن ينسوه ما بقيوا
يبقى الخيال ويبقى ذكره العطر
تزود من دنياه زاداً من التقى
يتوجه بالزهد يسعى ويصبر
مبادر في سبيل الخير لا وجل
يقود جمعهمو إذا الناس أدبروا
سيظل فقدك كسرا في مفاصلنا
ونزف جرحك في الأحشاء يستعر
وليس في وسعنا إلا لخالقنا
نسلم الأمر يا أحباب ذا قدر
هذي نهايته من قبل مولده
حلت منيته هل ينفع الحذر
وكيف يسقط يا للهول متزن
وذو البصيرة يا إخوان يعتبر
ما باله عجلا كالشمس قد أفلت
ما باله بدمائه يتدثر
قد كان صلبا لا تلين قناته
ما باله لسقوطه يتكسر
اقبله يا ربي شهيداً إنه
داع إلى درب الهدى ويذكر
جزاه ربي عن الإسلام مغفرة
وجنة من رآها سوف ينبهر
ثبته ربي على التوحيد منهجه
وفي الجنان بجمع الحور يبتدر
صلوا على الهادي البشير وصحبه
عد الحجيج على الصعيد وسلموا
وادعوا لكاتبة السطور بجنة
مع والديها إن تقصر فاستروا
"الرأي"