* جاكرتا - من طارق عبد الغفار - (أ. ش. أ): تعززت الآمال في إمكانية إنهاء أطول نزاع مسلح شهدته إندونيسيا في التاريخ المعاصر خلال الأسابيع القليلة القادمة بعد أن أبدى طرفا النزاع (الحكومة ومتمردو حركة أتشيه الحرة) نوايا حسنة تجاه مبادرات التسوية. وتستضيف العاصمة الفنلندية هيلسنكي اليوم (الثلاثاء) الجولة الخامسة والأخيرة من المحادثات غير الرسمية بين الحكومة وقادة حركة أتشيه الحرة المقيمين في السويد. ويتوقع مراقبون إندونيسيون وأجانب تزايد احتمالات التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين خلال جولات المفاوضات القادمة، وجاءت موافقة الحكومة الإندونيسية على السماح للأعضاء السابقين لحركة أتشيه بترشيح أنفسهم في الانتخابات المحلية القادمة لتحقق انفراجة إيجابية في المفاوضات بين الطرفين حيث إن تلك الخطوة كانت أحد المطالب الرئيسية لحركة أتشيه والتي طالما رفضتها الحكومة في السابق. وتشترط الحكومة اعتراف أعضاء حركة أتشيه بالكيان الإندونيسى الموحد واحترام الدستور مقابل السماح بترشيحهم في الانتخابات المحلية والتي تزعم الحركة أنها سوف تحقق انتصاراً كاسحاً فيها حال إجرائها في جو نزيه وديموقراطي. وتعتبر إندونيسيا أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان البالغ عددهم 200 مليون نسمة. وأبدى طرفا النزاع تصميماً خلال الأيام الماضية للعمل على إيجاد الأرضية الصلبة اللازمة لإقرار السلام في إقليم أتشيه الذي دمّرته النزاعات المسلحة والتي أودت بحياة 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين طيلة العقود الثلاثة الماضية، فيما أجهز إعصار تسونامي وحده على 130 ألف شخص في الإقليم في السادس من ديسمبر عام 2004م. وقال رئيس البرلمان المحلي في أتشيه إن الطرفين مدركان تماماً أن مهمة إنهاء النزاع المسلح والذي بدأ عام 1976 في الإقليم ليست سهلة.. وأشار إلى أن الأجواء الإيجابية التي تعقد من خلالها الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة وحركة أتشيه تعزز الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء معاناة أتشيه. ويتضمن جدول أعمال الجولة الخامسة من المفاوضات بين الطرفين في هيلسنكي مناقشة العديد من القضايا المهمة منها نزع سلاح حركة أتشيه ومشاركة الأعضاء السابقين في الحركة في الانتخابات المحلية القادمة وسحب قوات الشرطة الإندونيسية غير الأساسية من الإقليم. وفي السياق ذاته أعدت الحكومة مسودة تفاهم مشترك لمناقشتها مع قادة حركة أتشيه غداً بشأن إحلال السلام في الإقليم. وترى الحكومة أن مفاوضات رسمية سوف تعقد مع قادة حركة أتشيه خلال الفترة القادمة حال الموافقة على مسودة التفاهم لمناقشة سبل تنفيذها. وقال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا إن مسودة التفاهم بين الطرفين تغطي العديد من القضايا محور الخلاف والتي تعرقل تسوية النزاع في أتشيه مشيراً إلى أنه إذا اتفق الطرفان على توقيع مسودة التفاهم فإن الاجتماعات الرسمية التالية سوف تخصص لمتابعة تنفيذها.
|