Saturday 9th July,200511972العددالسبت 3 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

فيتامينات إداريةفيتامينات إدارية
المهنية في الأداء
أحمد الكبيّر

المهنية أو الاحترافية في أداء العمل لها مواصفات عديدة، وقد تختلف في بعض أجزائها وفقا لطبيعة كل مهنة، وعندما تغيب واحدة فقط من هذه الصفات المهنية اللازمة لأي مهنة يفقد صاحبها الكثير.
مهنية الطبيب مثلا لها خصائص عديدة، يمكن ملاحظتها وإدراكها من خلال طريقة تعامله مع مرضاه ومساعديه.
هذه الخصائص تشمل الطريقة التي يستقبل بها مرضاه، وأسلوبه في الاستماع لهم والنظر فيما يعانون منه، وتشمل كذلك أسلوبه في الشرح لهم عن كافة ظروف المرض أو الشكوى التي جاؤوا من أجلها..
ماذا لو استاء المريض من طريقة الاستقبال، أو من طول فترة الانتظار أو من سرعة الطبيب وعدم إعطائه الوقت الكافي..
لا شك إن هذا المريض سيعبر عن استيائه بالانتقال إلى مكان آخر، ويبقى الطبيب هنا هو الخاسر الوحيد.
ماذا عن (المدير) لو أهمل إتقان عمله بمهنية عالية؟ ماذا لو أهمل التخطيط والتنظيم لأعماله أو لم يقم بمراقبة الأداء بفعالية، كل هذا سينعكس سلباً على الإدارة حتى في أمور أقل من ذلك، كما لو قصّر المدير في التفويض -على سبيل المثال- وصار يقضي أوقاتا طويلة في مهام كان يجب عليه أن يفوضها.
المهنية تتطلب معرفة دقيقة بمعايير أداء كل مهنة، تلك المعايير التي لا بد منها للنجاح في هذه المهنة، لا يكفي أن يكون المدير الناجح مخططا جيداً، بل لا بد أن يتقن كل مهام الإدارة، إضافة إلى الوسائل اللازمة لأداء تلك المهام.
حدثني صديق عزيز عن فكرة رائعة لمشروع عقاري، كانت فكرة خلاقة تعب في دراستها وتقييمها وبذل الكثير من الجهد والوقت والمال حتى أخرجها فكرة خلاقة ومشروعاً استثماريا مميزا.
حينها لم يكن بقي عليه سوى أن يتم عمله الجميل وجهده الدؤوب عبر تسويقها للمستثمر المناسب.
لكن يبدو أن صديقي لم يكن ملماً بأساسيات مهنة التسويق، تلك الأساسيات التي تقول إنه لا بد لتسويق مشروع ما أن يقدم للشخص المناسب بطريقة جذابة ومتابعة دؤوبة.
حقيقة الأمر أن صديقي حدّد الأشخاص المناسبين وقدم المشروع، إلا أنه لم يتابع كما يجب، وكان يتصور أن فكرته ستسوّق نفسها دون جهد إضافي، كان ينتظر رداً فورياً ونهائياً من المستثمرين وهو ما كان مستحيلاً في مشروع كبير كمشروعه.
أحد المستثمرين أعجب بالفكرة ولكنه لم يكن جاهزاً، كان يحتاج لفترة من الانتظار وهو مالم يعجب صاحبي!
وآخر كان لديه تحفظات يسيرة تحتاج إلى تعديلات ممكنة لم يقم بها أيضا!، لقد كانت يسيرة هي الأمور المتبقية لتتويج جهده الكبير بالنجاح، إلا أنه لم يقم بها، أشعر أن ما قصم ظهر مشروع صديقي ليس إلا عدم إلمامه (والتزامه) بالمهنية اللازمة في التسويق، لقد كانت تشبه القشة التي قصمت ظهر البعير،كانت قشة، مجرد قشة، إلا أنها قصمت ظهر البعير..
إذا كنت تقوم في أي عمل، فتش عن كل السبل اللازمة لأدائه بمهنية عالية..
عندها تستحق أن تقول عن نفسك إنك محترف. هذا ودمتم بحفظ الله.

نائب الرئيس لتطوير الأعمال -شركة ديرما الطبية المحدودة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved