Thursday 7th July,200511970العددالخميس 1 ,جمادى الآخر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

السياسة الأمريكية بين رامسفيلد وأبو زيدالسياسة الأمريكية بين رامسفيلد وأبو زيد
عبير إبراهيم الغفيلي(*)

تغرينا الحياة بفسحة الأمل، ونعيش أيامها ونقضي لياليها بأعمال طويلة، وننسى معها هادم اللذات ومفرق الجماعات الذي يأتي بلا موعد ويحل دون مقدمات ليذكرنا بأن من اعتدنا على رؤيته بالأمس لن يتاح لنا لقياه اليوم.
ولأن الدنيا كما فيها الفرح والسعادة هي مثقلة بلحظات في عمر السنوات تضيق فيها على اتساعها وتسود برغم الصفاء والبياض وتصغر في وقت جُلّ تفكيرنا يحاكي عظمتها.
في يوم الاثنين الموافق 11-2-1426هـ غادر الحياة رجل انهمرت حزناً لغيابه دموع الرجال رغم قدرتهم على قهر دموعهم وكبت مشاعرهم إلا انهم عجزوا عن ابقائها في محجر عيونهم.. ارخصوها وهانت لمن يستحقها.. ذلكم هو جدي الفقيد سليمان عبدالعزيز الغفيلي - رحمه الله رحمة واسعة وجعل ما عاناه من مرض تكفيراً وتمحيصاً لروحه الطاهرة بإذن الله - الذي غادر الحياة ووجهه كالنور الساطع يشع بالإيمان والتقى وبنفس تزدهر وتزهو بالخير والصدق والطيبة.
كم هي شاقة وقاسية ومؤلمة وجارحة.. لحظة تخطف السعادة وخبر وقع كالصاعقة، مع سماعي له دوت صرخاتي لتتصارع بين أضلعي مع دعواتي في مكان مفعم بحب الغالي.إلى روح جدي ارجو عفوك عما جرى منا من تقصير بحقك ان وجد.. كيف أقوى على احتباس دموعي وكيف أمحو من خيالي ابتسامتك التي تشع الأمل في حياتي؟ سأظل ما حييت احتسي رياحين شمائلك وأخلاقك واستمتع بهمهمة دعواتك.
جدي.. كسبت بأخلاقك الخاص والعام، وحظيت بود القريب والبعيد، ويناديك شوق الصغير والكبير.. فَقَدَ الصغير حنانك ولطفك وهداياك، وبرحيلك ذبلت وردة هي الأغلى من بين أزهاري وورودي.جدي.. غيابك خسارة وموتك فاجعة ورحيلك الأبدي ثلمة لن تسد، ويقيني ان في الله يعزي عن كل مصيبة وخلفا خيرا من كل غائب.. فلله ما أخذ وله ما أعطى.جدي.. كنت كالماء الذي يروي عطشي، ولي نبراسا اهتدي به، ومثلا وقدوة ومحبا للخير وداعيا له، تقيا ورعا زاهدا حسن الخلق صافي السريرة حسن النية.جدي.. كل من حولي يدعون لي بالصبر والاحتساب، لم يبقَ أحد إلا وعزاني فيك، وهؤلاء شهود الله في أرضه، دعواتهم لك بجنة الخلد ونعيم مقيم بإذن الله، جدي وحبيبي.. الفاجعة كبيرة والمصيبة أعظم والموت كُتِبَ حقاً على الخلق وجعل الله لكل أجل كتاب فلا تُؤخر نفس عن أجلها، وهو سنة من سنن الكون، وفي ذلك ما يسلي نفسي المتعبة وقلبي الوجع بفراقك، رحمك الله رحمة واسعة.. أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وتجنبت مجالس اللغو وطهرت لسانك عن التطاول وراقبت الله بالسر والعلن وصبرت واحتسبت في مرضك ورضيت بالقدر.. لن نوفيك حقك ونبلغ ما هو جدير بوصفك وإنصافك، ولن نزكي على الله أحدا.. حقك علينا نَبُرك بالدعاء والصدقة ونرفع أيدينا تضرعاً وتوسلاً لرب العزة أن يسكنك فسيح جناتك ويعلي منزلتك في الجنة ويرفع درجتك في دار الآخرة، فالحياة ثوب مستعار والموت سبيل كل حي.
وأخيراً، أدعو الله السميع المجيب أن يجيرني في مصيبتي ويخلفني خيراً منها.

(*) حفيدتك أم عبدالله

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved