Wednesday 6th July,200511969العددالاربعاء 29 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

قراءة في كتابقراءة في كتاب
(دور الإعلام والتعليم في تنمية الأسرة العربية)

يُناقش هذا الكتاب (دور الإعلام والتعليم ومسؤوليتهما في تنمية الأسرة العربية).. وإذا كانت (أهمية) هذا المؤلَف تبرز من خلال تحديد ذلكم الدور، ومحاولة التصدي لما يواجهه كيان الأسرة من ظواهر اجتماعية، فإن الأهمية تسمو أكثر حين نعلم أن الإعلام والتعليم عنصران مهمان من عناصر النظام الاجتماعي، ولاسيما أن تطوّر الصناعات الإعلامية ووسائل الاتصال، أدّى إلى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على العملية الاعلامية (بنيةً وأسلوباً ومضموناً) ما نتج عنه تغيّرات وآثار اجتماعية ملموسة في نمط المشاهدة والاستماع والقراءة، وملء ما يسمى بأوقات الفراغ والراحة لدى جميع أفراد الأسرة وعلاقاتهم الاجتماعية، ووسائل استقبالهم للثقافات والمعلومات والمعارف.
و(المدرسة) كتنظيم اجتماعي أو مؤسسة اجتماعية، هي جزء من البناء الاجتماعي العام للمجتمع، ترتبط مع كل النظم الأخرى في علاقات تتساند وتتفاعل ليحقق هذا التنظيم أهدافه في العملية التعليمية برمتها.
ولكون (علم الاجتماع) يتناول مختلف المناشط التي يمارسها الفرد والأسرة والمجتمع.. فذلكم دليل على الارتباط الوثيق والوشائجي بين علم الاجتماع والعلوم الإنسانية الاجتماعية.. كالإعلام والتربية والتعليم والثقافة والاقتصاد.
وبما أن (التنمية) بإطارها الشامل، تبقى مجرّد مسألة شكلية لا تتعدى ظاهر الأشياء، ما لم تتغلغل في أعماق بنى المجتمع وتثير فيه كوامن الاتجاهات المختلفة.
ولكون (الأسرة) ملتقى الإنسان ومحضنه، وحلقة الوصل بين الفرد والمجتمع، تبقى أهم أهداف العمليات الإنمائية، بكل صورها وأشكالها واتجاهاتها ومجالاتها، ما يعني أن الأسرة باتت اليوم في أمس الحاجة إلى تأصيل علاقاتها بالإعلام والتعليم، وبيان تأثيرهما فيها، وتأثيرها فيهما.
- في ذلكم الإطار وعلى ضوء ذلكم المفهوم.. جاء هذا المؤلف (الكتاب) ليرصد جملة من الأهداف يسعى إلى تحقيقها، من أهمها:
1- التعرف على دور وظائف الإعلام والتعليم في التنمية الاجتماعية عموماً.
2- استشعار ما يمثله الإعلام من دور حيوي في الأغراض الإنمائية على مستوى الوطن العربي.
3- تلمُّس الدور الإعلامي في تدعيم العلاقة بين البيت والمدرسة.
4- الوقوف على مدى تأثُّر أفراد الأسرة بما تبثّه وسائل الإعلام.
5- السعي إلى استطلاع الوظيفة الأساس أو المساندة التي يمكن للتعليم القيام بها في الإطار التنموي.
6- معرفة مدى رضا الأسرة عن واقع التعليم العربي، وماذا تنشُد منه نحو مواكبة مستجدات العصر وتقنياته.
7- تبيَّن طبيعة العلاقة بين الإعلام والتعليم، وبينهما وعلم الاجتماع بشموليته.
- ولقد سعى هذا الكتاب ومن خلال الجهد النظري والميداني والتوثيقي والتحليلي إلى الإجابة عن (تساؤلات) عدة، أثيرت في إطار موضوع الأداء الإعلامي والتعليمي لتنمية الأسرة العربية.. تمثل أبرزها بالآتي:
1- ما طبيعة العلاقة بين مناشط الإعلام ومناشط التنمية المجتمعية الشاملة؟ وما الاستخدامات الأساسية للإعلام في عملية التنمية؟
2- ما أهم النتائج التي كشفت وتكشف عنها الأدبيات المتاحة، فيما يتصل بالواقع الإعلامي، والتعليمي التربوي العربي؟
3- في إطار جهود التعليم (العام والجامعي).. هل تستطيع وسائل الإعلام القيام بدور مساعد في العملية التعليمية التنموية؟ وما طبيعة هذا الدور وحدوده، وخاصة في عملية التعليم المستمر وتعليم الكبار؟
4- هل لكل من الإعلام والتعليم دور في تنمية الأسرة العربية والمجتمع عموماً؟
5- هل مناهج التعليم العربية مواكبة لمستجدات العصر وتطوراته؟ وهل تجد الأسرة صعوبة في هذه المواكبة؟
- وبغرض الإجابة عن الأسئلة السابقة، استخدم المؤلف (في الجانب الميداني) المنهج الوصفي التحليلي، واعتماد (الاستبانة) كأداة في البحث، والتي تضمنت (58) سؤالاً، شملت الإعلام بكل وسائله الرئيسية والتعليم، وناقشت أسئلة الاستبانة الخاصة، أربعة متغيرات: (الجنس، العمر، المستوى التعليمي، المهنة) كما أُعتمدت (المقابلة الشخصية) المقننة.
ومن خلال ذلك تم التوصل إلى النتائج التالية:
أولاً: في الإعلام:
1- بينت نتائج الدراسة الميدانية أن غالبية كبيرة (97.8%) من المبحوثين يشاهدون محطات التلفاز الفضائية، وغالبية تفضل المحطات العربية على المحلية والأجنبية.
2- أظهرت النتائج أن جميع المبحوثين يرون إسهاماً للمحطات الفضائية في تنمية معلومات الأسرة ومعارفها.
3- كشفت الدراسة نتيجة مفادها: أن المرأة تتأثر تأثراً عادياً بما تبثه القنوات الفضائية من برامج ذات صلة باهتماماتها الشخصية.
4- أبانت نتائج الدراسة أن المبحوثين - وبغالبية كبيرة (82.2%) - تؤيد أن للمسلسلات تأثيراً في تغيير السلوك الأسري واتجاهات الأسرة.
5- دلّت نتائج الدراسة، بأن غالبية من المبحوثين (87.8%) تشاهد البرامج التعليمية والعلمية التي تبثها محطات التلفاز الفضائية العربية.
6- أشارت الدراسة - وفق نتائجها - إلى رضا المبحوثين (وبغالبية عالية) بما تبثه الإذاعة من برامج اجتماعية وتعليمية واقتصادية ودينية وثقافية وسياسية، وفنون ورياضة.. وتأييدهم للأثر التنموي الذي تتركه فيهم تلكم البرامج.
7- رصدت نتائج الدراسة اهتماماً كبيراً من قبل المبحوثين بقراءة الصحف، لاسيما المحلية والعربية واتفاقهم على أن للصحافة تأثيراً تنموياً عليهم.
8- أكدت الدراسة نتيجة، مؤداها اشتراك المبحوثين بنسبة (70.2%) في شبكة المعلومات (الانترنت).. وإقرارهم بالأثر التنموي الذي تهيؤه الشبكة في مجالات مختلفة.
ثانياً: في التعليم:
1- على ضوء الجانب الميداني للدراسة، تم التوصل إلى اتفاق المبحوثين التام لحاجة التعليم العربي إلى إصلاح وتطوير، بنسبة (100%).
2- أشارت نتائج الدراسة الميدانية إلى توافق بين المبحوثين بشأن تنمية سياسة التعليم المستمر، واتفاقهم على تعزيزه.
3- أوضحت نتائج الدراسة، بأن المبحوثين يؤيدون إيجاد شبكة من المعلومات حول مختلف نظم التعليم.. عربياً وعالمياً، وكذا اهتمام بدفع عملية التعليم المهني، وتأييد بالحاجة الملحة إلى محو الأمية، وحرص على تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، والإقرار بأهمية إنشاء مراكز بحوث متخصصة وتوفير إحصائيات خاصة للسكان عند إعداد خطط التعليم.
4- أظهرت نتائج الدراسة توافقاً كاملاً أبداه المبحوثون حول تأثير التعليم في تنمية اقتصاديات الأسرة وإكسابها مهارات في الشؤون المنزلية.
5- أقرّت الدراسة نتيجة مفادها: تأييد المبحوثين لقوة أو ضعف الارتباط بين التعليم والتنمية، وتلازم ذلكم في تنمية الأسرة، وتأثرها في مجالات مختلفة إيجاباً أو سلباً.
- ويجدر التنويه هنا.. على أن هذا الكتاب، اشتمل على مقدمة وثلاثة أبواب، وخاتمة.. تضمنّت بعض التوصيات والمقترحات.
ففي المقدمة: أعطى الباحث فكرة عامة عن الدراسة، وتضمن التمهيد الإطار المنهجي للدراسة، وألقى الباب الأول: الضوء على (الإعلام.. ومهامه، والدور الاجتماعي الذي ينهض به)، وذلك من خلال فصول ثلاثة.. وتناول الباب الثاني - عبر خمسة فصول (التعليم ووظيفته في تنمية الأسرة العربية).. والباب الثالث.. تكلم عن (الأسرة والمجتمع.. آفاق التواصل والتكامل)، وجاء ذلك من خلال فصول خمسة، أتبع ذلك توطئة.. ألمحت إلى الواقع التنموي لمجتمع الدراسة وهو (المجتمع السعودي، بما فيه المقيمون العرب)، وكذا رصد (نتائج الدراسة.. وخاتمة، تضمّنت التوصيات والمقترحات).
* المؤلف: الدكتور فؤاد توفيق العاني
* الناشر: دار الراية الشرقية للنشر والتوزيع - الرياض

* يقع الكتاب في (600) ستمائة صفحة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved