* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة: أكدت مصادر فلسطينية طبية مختصة بعلاج العقم ل(الجزيرة) ارتفاع نسبة العقم بين الرجال والنساء الفلسطينيين في جنوب الضفة الغربية بشكلٍ كبير، جراء الإشعاعات التي يبثها مفاعل (ديمونا) النووي الإسرائيلي الذي انتهى عمره الافتراضي منذ عدة أعوام. وقال الدكتور سمير عصفور، إخصائي علاج العقم، الذي يدير المركز الطبي في مدينة بيت لحم: (إن نسبة العقم ازدادت في السنوات الأخيرة بـ 30 في المائة في جنوب الضفة الغربية، موضحاً أن هذا الارتفاع يتركز بشكلٍ كبير في مدينة الخليل ومدينة بيت ساحور والريف الشرقي لمدينة بيت لحم، ويشمل عدداً كبيراً من المعتقلين الفلسطينيين الذين قضوا سنوات في سجون الاحتلال. ولم يستبعد عصفور وجود إشعاعات ناتجة عن المفاعل النووي الإسرائيلي في (ديمونا) في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948م وراء هذه الزيادة الكبيرة. وكان الطبيب الفلسطيني محمود سعادة من قرية الظاهرية جنوب الضفة الغربية المختص بمعالجة الأمراض المزمنة والخطيرة، أكّد من خلال دراسات وأبحاث أجراها طيلة السنوات الماضية، تناول خلالها آثار الإشعاعات النووية الصادرة عن المفاعل الإسرائيلي، ارتفاع حجم الأضرار التي لحقت بالبشر في الجنوب، بحيث إن عائلات بكاملها أصبحت مصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والعقم والتشوهات الخلقية.. وتكشف الدراسات التي أعدها الدكتور سعادة أن نسبة إصابة الإناث بهذه الأمراض أكثر من الذكور.. وتؤكد وجود عائلات بأكملها مصابة بالعقم، وحالات إجهاض تتجاوز الخمس مرات دون ظهور أسباب واضحة، لكن قرب المناطق الفلسطينية من المفاعل النووي الإسرائيلي يشير وبشكلٍ واضح أن أسباب انتشار الأمراض وحالات الإجهاض والعقم ناتج عن إشعاعات كيماوية وبيولوجية تتسرب من المفاعل النووي الإسرائيلي.. وكان مردخاي فعنونو، خبير الذرة الإسرائيلي، المحرر، الذي قضى من السجن اليهودي ثمانية عشر عاماً لكشفه أسرار مفاعل ديمونا قال، مؤخراً، في مقابلة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلاً عن مجلة (الوسط) الصادرة في لندن: إن حدوث هزة أرضية سيؤدي لتصدّع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عاماً، وسيتسبب بتسرّب إشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة؛ فيما وصفه تشرنوبيل ثانية.. وقال فعنونو: إن على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالإشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم، كما فعلت إسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا؛ لأن مداخن المفاعل لا تعمل إلا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن. عمال المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا: أصبنا بمرض السرطان، بسبب تعرضنا للإشعاع الراديواكتيفي.. وكان سبعة عشر من عمال المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا، إضافة إلى عائلات عمال آخرين توفوا بمرض السرطان، قد قدموا مؤخراً التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية وضد الدولة العبرية.. وقُدم الالتماس، مؤخراً، للمحكمة العليا، باسم عمال يعملون في المفاعل النووي في (ديمونا) وفي مفاعل (ناحال شوريك)، وباسم أفراد عائلات لعمال توفوا بعد إصابتهم بمرض السرطان.. ويقول الملتمسون: إنهم أصيبوا بمرض السرطان، فيما تُوفي آخرون، بسبب تعرضهم للإشعاع الراديواكتيفي، وغيره من المواد الخطرة جراء عملهم في هذه المفاعل النووية.. ويدعي المتلمسون أيضاً ضد المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية الذي يحاول استغلال ادعاء التقادم على هذه القضية للتهرب من تحمل المسؤولية وإعفاء الدولة العبرية من دفع التعويضات لهؤلاء العمال.. يُذكر أن (37 عاملاً) من عمال المفاعل النووي في ديمونا كانوا قد تقدموا بدعاوى تعويض ضد إسرائيل للمحكمة المركزية في مدينة القدس المحتلة.. ومن المعروف أن إسرائيل ترفض السماح للمراقبين الدوليين بمراقبة مفاعلها في (منطقة ديمونا)..
|