* جاكرتا - تقرير طارق عبد الغفار - (أ.ش.أ): عزَّز التقارب السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة وإندونيسيا التوقعات باستئناف المشاركة الإستراتيجية بين البلدين في ضوء النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يوديونو إلى الولايات المتحدة في مايو الماضي وتأكيد القادة العسكريين الأمريكيين على أن جاكرتا شريكة رئيسية في الحرب على الإرهاب إضافة إلى المساهمة الأمريكية الفعَّالة في جهود إعادة إعمار المناطق التي ضربها زلزال تسونامي في السادس والعشرين من ديسمبر 2004 وترى جاكرتا أنه يوجد اتفاق مع واشنطن لمواصلة الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين في المستقبل. وقال الناطق باسم الرئاسة الإندونيسية إن المحادثات التي أجراها السفير الأمريكي في جارتا لين باسكو مع الرئيس الإندونيسي يوديونو يوم الخميس الماضي تناولت الجهود المبذولة لتدعيم العلاقات بين البلدين رغم حظر الأسلحة - الذي تفرضه واشنطن على جاكرتا منذ حوالي 13 عاماً -. وفي السياق ذاته ترى واشنطن أن التحرك الإيجابي باتجاه استئناف العلاقات العسكرية بين البلدين والتي جمدت في التسعينيات من القرن الماضي يستهدف تشجيع جاكرتا على المضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات الداخلية وتعزيز التعاون بين الدولتين لمواجهة الإرهاب الدولي. ونتيجة لذلك أبدت واشنطن موافقتها على مشاركة ضباط عسكريين إندونيسيين في برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي الذي تنفذه الولايات المتحدة. وجمدت واشنطن علاقاتها العسكرية مع جاكرتا في التسعينيات من القرن الماضي بسبب ما وصفته بانتهاكات حقوق الإنسان في تيمور الشرقية من جانب الميليشيات المسلحة الموالية لإندونيسيا في أعقاب الاستفتاء الذي أجري في تيمور الشرقية عام 1999 والذي جاءت نتائجه مؤيِّدة لانفصال ذلك الإقليم عن إندونيسيا. وتشترط واشنطن محاسبة المسئولين عن أعمال العنف التي اندلعت في تيمور الشرقية عام 1999 لإقامة علاقات عسكرية كاملة مع جاكرتا والتي جمدتها واشنطن منذ حوالي 13 عاماً. ويرى مراقبون أن المصداقية التي يتمتع بها الرئيس الإندونيسي يوديونو في الغرب تتم بتقدير إيجابي وقوي من جانب واشنطن بسبب تعاون جاكرتا مع الولايات المتحدة في الحرب على ما يُسمى الإرهاب الدولي وتأييده عودة الروابط العسكرية بين البلدين. وتلقى يوديونو الجنرال الذي أصبح رئيساً لإندونيسيا في الانتخابات التي وصفها العالم بأنها ديموقراطية دورات تدريبية في أحد المعاهد العسكرية في الولايات المتحدة. ويوضح المحلِّل الإستراتيجي روبرت برودفوت أن العسكريين الأمريكيين يأملون في استئناف العلاقات العسكرية الكاملة مع جاكرتا، مشيراً إلى أن إندونيسيا حققت تقدماً ملحوظاً في ملف حقوق الإنسان والديموقراطية. وقرَّرت الولايات المتحدة في فبراير الماضي استئناف عمليات تدريب العسكريين الإندونيسيين علاوة على أنها خفَّفت الحظر المفروض على صادرات المعدات العسكرية غير القتالية إلى إندونيسيا والمفروض منذ عام 1991 للمساهمة في التخفيف من حدة كارثة تسونامي التي ضربت المناطق الساحلية في إندونيسيا في ديسمبر الماضي مخلِّفة وراءها أكثر من 200 ألف قتيل وحوالي 500 ألف مشرد. ومن المقرر أن يقوم الكونجرس الأمريكي بمراجعة قرار حظر تصدير الأسلحة إلى إندونيسيا في أكتوبر القادم.
|