سعادة رئيس التحرير، رعاه الله تعالى.. سلام من الرحمن عليكم ورحمته وبركاته.. طالعتُ ما كتبه الأخ عبد الرحمن المصيبيح في الصفحة الأخيرة من (الجزيرة) الصادرة صباح يوم الخميس الموافق 9-5-1426هـ تحت عنوان (تسيير حافلات إلى لبنان ودول الخليج)، وما تضمَّنه الموضوع تفصيلاً من أن شركة (النقل الجماعي) قد أضافت خطوطاً برية جديدة إلى لبنان والإمارات وبقية دول الخليج، وكذلك زيادة الحافلات بين الرياض ومكة وبقية المصائف أبها والطائف والباحة. ولقد استغللت هذا الخبر لأعرض بعض الملاحظات في هذه المداخلة، وهي كالآتي: 1- نبارك للشركة هذه الخطوة التوسُّعية التي تدل دلالة واضحة على ما تشهده الشركة السعودية للنقل الجماعي من تميُّز وطلب على خدماتها، وهي - ولله الحمد - محافظة على التقاليد الدينية والدنيوية كسائر المؤسسات والشركات السعودية الجوية منها والأرضية. 2- حاجة الوطن والمواطن والمقيم والزائر إلى إضافة خطوط داخلية، ربما يكون من أهمها طريق حائل رفحاء الذي يلتقي مع طريق الرياض - رفحاء، وكذلك الملتقي مع الطريق الدولي الرابط حدودنا الشرقية مع الشمالية الغربية، وهذه الخدمة لو تمَّت لخدمت المغادرين والقادمين من وإلى حائل التي تعتبر نقطة مهمة جداً للراغبين الاتجاه أو القدوم من وإلى بيت الله العتيق، مروراً بالمدينة المنورة، مع العلم أن هناك محافظات ومدناً وقرى وهجراً يمر بها طريق حائل رفحاء، من أهمها محافظة بقعاء وما يتبعها من مدن وقرى، ومدينة الشعيبات وتوابعها، ومدينة تربة وقرى جبلة والحيانية والزبيرة، مروراً بلينة الشمال نقطة التقاء وتفرُّع الخطوط الشمالية والشرقية. 3- عدم التزام بعض السائقين بالسرعة المحددة، وكذلك عدم منع المدخنين من التدخين، وهناك نقاط أمنية منتشرة بكثرة ولله الحمد على الطرق، وربما تجعل السائق يستنجد بها في حال عدم التزام الراكب بقوانين الشركة. وهناك نقطة مهمة لو قامت الشركة بوضع رجل أمن أو مسؤول عن الباص يتم التعامل معه مباشرة في حالة وجود أي ملاحظة (وما أكثرها من المراهقين!!)، أو يجبر العزاب على ركوب حافلة مستقلة دون الاختلاط مع العوائل؛ لأن هناك ملاحظات كثيرة ربما تفسد جمال خدمات الشركة. 4- الحاجة إلى تغيير بعض محطات الوقوف لسوء مطاعمها وخلوها من المأكولات المختلفة واستبدال مطاعم أفضل داخل المدن بها، ولو وضع بوفيه داخل الحافلة لكان أكثر فائدة ويقلل ساعات الوقوف، فترى أن هناك مَن يلزم مكانه عند الوقوف عند محطة ما؛ لأنه ليس في حاجة إلى أكل أو شرب، فليس لديه تفكير إلا الوصول إلى مبتغاه في أقل وقت. 5- خلو الحافلة من أي أداة لكسر النوافذ الزجاجية (عند وقوع حادث) لا سمح الله، فكم من منظر مزرٍ وحزين رأيناه بأم العين لحافلات تحترق بمن فيها والجميع (يقف) عاجزاً عن تقديم أي مساعدة، وهناك منظر لا زال عالقاً في أذهان الكثيرين وقع على الطريق الدولي بالقرب من مدينة شعبة نصاب بالشمال عندما احترقت حافلة تابعة لشركة غيرها، وربما هي غير سعودية مطلقاً، فاختلط حابلها بنابلها، وأكلت النار مَن بالداخل الواحد تلو الآخر، حتى إن هناك طفلاً وقع في الخارج بعد أن أكلت النار النوافذ وجسمه يحترق وهو يردِّد (ماما - ماما)، فلفظ أنفاسه وهو يردِّد هذه العبارة أمام أنظار الجميع الذين عجزوا عن الاقتراب من لهيب النار وحرارتها، ولو كانت هناك أدوات سلامة، أبرزها المطرقة، لنجى بعد أمر الله الكثيرون الذين تزاحموا على الأبواب وعجزوا عن فتحها أو الخروج منها. والله من وراء القصد..
فهد صالح الضبعان |