* متابعة - محمد المنيف : أثبتت الكثير من الدراسات في مجال التربية وعلم النفس أن سنوات مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة المهمة في كشف الصفات السلوكية لشخصية الإنسان، إضافة إلى ما يطرأ على هذه الشخصية من تطور ونمو وصولاً إلى الاكتمال في مرحلة الطفولة المتأخرة الممتدة إلى سن الثامنة عشرة في حال الأخذ بتلك الشخصية والعناية بها بمختلف أوجه العناية الصحية والاجتماعية والتربوية إلى آخر المنظومة، مروراً بالتفاصيل التي لا تقل أهمية، ومنها الاهتمام بمهارات ومواهب الطفل التي أكَّد المعنيون في الدراسات في هذا الجانب ما لهذه التفاصيل من نتائج كبيرة على مستوى القدرات الابتكارية وحرية التعبير. لهذا نجد أن للطفل في بلادنا الحبيبة اهتماماً خاصاً من قِبل حكومتنا الرشيدة يتمثَّل فيما أُعدَّ له من برامج في خطط التنمية البشرية، وإتاحة الفرصة له ليتمتع بحقوقه الأساسية من خلال ما يوفَّر له من أوجه الرعاية المختلفة لتنشئته التنشئة السليمة في محيط الأسرة والمجتمع؛ فقد تضمنت خطط التنمية المتجددة والمستمرة العديد من البرامج والمشروعات المعنية ببناء الطفل وتربيته وتشكيل شخصيته السليمة. ولعل من دلائل اهتمام بلادنا بالأطفال إنشاء اللجنة الوطنية السعودية للطفولة في عام 1399هـ- 1979م بموافقة صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء رقم 13003م-5 وتاريخ 2-6-1398هـ، وذلك تأكيداً لاهتمام المملكة العربية السعودية بالطفولة التي من أهدافها الناجحة تعزيز وتطوير أوجه الرعاية التي تقدَّم للأطفال، ومنها التنسيق بين الجهات المعنية بشؤون الطفولة في المملكة، وقد نتج عن هذا التعاون رفع مستوى الوعي العام في المجتمع السعودي بأهمية هذه المرحلة من عمر الطفل في نشأة الطفولة. وقد حظي جانب الاهتمام بإبداعات الطفل حيزاً يحمل الكثير من التفاؤل، ومنها الاهتمام بمادة التربية الفنية وبأوجه النشاط اللاصفي في مراحل التعليم جميعها، ويعدُّ مجال الفنون التشكيلية ورسوم الأطفال إحدى دعائمه. ومن هذا المنطلق أخذت وزارة التربية والتعليم ممثلةً في الإدارة العامة للنشاط الطلابي (الفني والمهني) مهمة إقامة مسابقة لرسوم الأطفال وبمستوى تنظيمي عالمي بعنوان (مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال) بموافقة سامية كريمة مساهمةً من الوزارة في هذا الجانب الإبداعي المهم في رعاية الطفولة والأخذ بسبل تنمية مهاراتهم والارتقاء بمواهبهم تواصلاً مع ما يتم القيام به من اهتمام دولي بما يعدُّ له من مسابقات لرسوم الأطفال في مختلف الدول العالمية المتحضرة، وتتلقى المملكة ما بين العشرين إلى الثلاثين دعوة سنوياً يحصد أطفالنا في غالبيتها الجوائز المتقدمة. ******** المسابقة والموافقة السامية لهذا فما يتم القيام به هذه الأيام من جهود لإقامة مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال عبر خطة عمل شكِّل لها عدد من اللجان تأتي بموافقة سامية تلقاها معالي وزير التربية والتعليم، جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم معالي وزير التربية والتعليم: اطَّلعنا على خطابكم المتضمن الإشارة إلى أهمية مسابقات رسوم الأطفال الدولية التي تُقام في مختلف أنحاء العالم في إثراء ثقافة الطفل وزيادة خبراته العلمية، وما أوضحتموه من أن أطفال المملكة يحققون منذ أكثر من تسعة وعشرين عاماً إنجازات رائدة ومتفوقة في مسابقات رسوم الأطفال الدولية تتراوح بين المركز الأول والعاشر، وطلبكم الموافقة على قيام الوزارة بإجراء مسابقة دولية لرسوم الأطفال تحت اسم (مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال) بشكل دوري على غرار تلك المسابقات الدولية، وذلك وفقاً للمشروع المرفق بخطابكم سالف الذكر، فنخبركم بموافقتنا على ذلك وفقاً للأنظمة والتعليمات والإمكانات المتاحة، فأكملوا ما يلزم بموجبه. فهد بن عبد العزيز هذه الموافقة السامية جاءت استجابة كريمة تؤكد مستوى الاهتمام الكبير بالطفل وإبداعاته، والأخذ بمختلف سبل بنائه فكراً وجسداً وقدرات ضمن إطار تربية إسلامية، وتجاوباً مع المقترح الذي تقدَّم به معالي وزير التربية والتعليم الذي جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تعدُّ مسابقات رسوم الأطفال الدولية التي تُقام في مختلف أنحاء العالم مصدراً مهماً لإثراء ثقافة الطفل وزيادة خبراته العالمية. بل وتتبنى الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية إقامة وتنظيم هذه المسابقات؛ كونها تعدُّ رافداً ثرياً للدراسات الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية للشعوب والمجتمعات، فمن خلال رسوم الأطفال - وهم جيل المستقبل - يتم التنبؤ باحتياجات الأفراد والمجتمعات وطرق تفكيرها واهتماماتهم الخاصة والعامة. ويحقق أبناء هذا الوطن العزيز يا صاحب السمو في تلك المسابقات منذ أكثر من تسع وعشرين سنة إنجازات رائدة ومتفوقة على مستوى أقرانهم في تلك المسابقات، تتراوح بين المركز الأول والعاشر، وبين الميدالية الذهبية والبرونزية، إضافة إلى شهادات التفوق والمشاركة، متوسط إجمالي عدد مشاركات الدول في تلك المسابقات يقدَّر بتسعة آلاف لوحة، ما يدل على حجم الإنجاز ومستوى المنافسة. واستناداً إلى هذه الإنجازات وتطلعات أبنائكم الطلاب والقائمين على فن الطفل في وزارة التربية والتعليم وإمكانات وطاقات بلادنا حماها الله، ورغبة منا في تحقيق أهداف تربوية وتعليمية تواكب التطور العالمي وريادة عربية في هذا المجال، فإننا نأمل من سموكم الكريم العرض على المقام السامي لأخذ موافقته على إجراء مسابقة دولية لرسوم الأطفال تحت اسم (مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال) بشكل دوري على غرار تلك المسابقات الدولية، وحسب المشروع المُرفق. ولسموكم خالص التقدير والاحترام وزير التربية والتعليم مشروع المسابقة وأهدافها أُعدَّ للمسابقة مشروع متكامل بدأ بالتعريف بها مروراً بالأهداف وصولاً إلى التفاصيل المتعلقة بالفعاليات المرافقة، ويمكن لنا التعرف عليها على النحو التالي: - التعريف بالمسابقة: (مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال) مسابقة عالمية في رسوم الأطفال من المراحل السنية 5- 18 سنة للجنسين، تُقام فعالياتها بشكل دوري، تنظِّمها وزارة التربية والتعليم وتستضيفها المملكة العربية السعودية، وتُعلن نتائجها في وقت يُحدَّد من قِبل اللجنة الرئيسة، ومن حسن الطالع أن افتتاح المعرض وانطلاقة فعاليات هذه الدورة تأتي في اليوم الوطني للمملكة. وتهدف المسابقة إلى تعريف أطفال العالم بديننا الإسلامي الحنيف وبلادنا ومبادئها وبشعبنا ماضيه وحاضره وتطلعاته المستقبلية، كما تعرِّف المسابقة بالمملكة العربية السعودية وبالقيم التي نادى بها المؤسس الملك عبد العزيز كدولة تدعو إلى السلام والتنمية من منطلق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى الاطلاع على ثقافة أطفال العالم ودراسة توجهاتهم من خلال مشاركتهم في موضوع المسابقة ونقل المهارات والخبرات العالمية في فنون الأطفال ووسائل التعبير عنها إلى أطفال ومعلِّمي المملكة. - موضوع المسابقة: تستمد مواضيع المسابقة لكل دورة من اهتمامات الدولة الاقتصادية والاجتماعية وخططها التنموية وثقافة المملكة لعربية السعودية والقضايا العالمية المهمة. - المشاركون في المسابقة: يُدعى إلى المشاركة جميع أطفال دول العالم الشقيقة والصديقة التي تربطها بالمملكة العربية السعودية علاقات ثقافية ودبلوماسية، إضافة إلى أطفال المملكة. - تنظيم المسابقة: تتولَّى وزارة التربية والتعليم وضع الشروط والضوابط للمسابقة بما يتناسب مع سياسة المملكة العربية السعودية ويحقق أهداف المسابقة والإشراف على التنظيم والتنفيذ والتنسيق مع وزارة الخارجية والجهات ذات العلاقة والمشاركة والإعلان عن بدء المسابقة. - ضيوف المسابقة: توجَّه الدعوة إلى اثني عشر طفلاً فائزاً مع أولياء أمورهم ومرافق لكل فائز من وزارة التربية والتعليم في بلادهم، وتتم استضافتهم مدة ثلاثة أيام، وذلك لحضور حفل الافتتاح وتسلُّم الجوائز وزيارة معالم الرياض الحضارية. - دعوة أطفال العالم إلى المشاركة: هذا وقد وجَّه الدكتور محمد الرويشد مشرف عام المسابقة باسم وزارة التربية والتعليم بالمملكة دعوة للمشاركة في المسابقة إلى أطفال العالم بعبارات تبعث على التخيُّل وتحرِّك في أذهان الأطفال أبعاد المسابقة شكلاً ومضموناً، جاء فيها: من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية تدعو وزارة التربية والتعليم التلاميذ في كافة أنحاء العالم إلى المشاركة في مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال الأولى المخصصة لإعلاء قِيم ثقافة السلام ونبذ العنف بين شعوب العالم، وهي القيم والمبادئ التي يحثُّ عليها دين الإسلام وكافة الديانات السماوية. وتتبنى وزارة التربية والتعليم نداء (العالم بدون سلاح)، وتدعو كافة التلاميذ والمعلمين إلى أن يشكلوا من أنفسهم صوتاً واحداً يصدع في أرجاء الكون لغرس الحب والوئام والاتجاه إلى إعمار الأرض ونشر الخير وجعل كوكبنا خالياً من السلاح؛ كي لا يقع في يد الأشرار، فإذا لم يكن هناك سلاح فلن يقع في يد الأشرار ولن يكون هناك دمار وقتل، وسنصرف العالم إلى إعمار الكون، وستزيد الصداقات والمحبة بين شعوب العالم، وسيصبح العالم أكثر أمناً وتطوراً، وربما سيكون هناك مدن في الفضاء.. فتخيَّل ذلك وعبِّر عن أحلامك بعالم بدون سلاح. ويسعدنا أن نرحِّب برسوم أطفال مدارس العالم الإبداعية، كما نود أن نذكِّركم أن آخر موعد لقبول المشاركات هو 25 يوليو 2005م، وسوف نكون ممتنين لكم التواصل معنا عبر عنوان المسابقة المدوَّن. - انطباعات ورؤًى: حول موضوع المسابقة وعن أهميتها تحدث ل(الجزيرة) أكثر المسؤولين تعاملاً معها ومع ما يتم لها من استعدادات نستهلها بحديث الدكتور محمد الرويشد وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لشؤون الطلاب المشرف العام على المسابقة؛ حيث قال: نبعت فكرة إقامة مسابقة دولية لرسوم الأطفال يكون شعارها (حب السلام والوئام بين شعوب العام) من كون المملكة العربية السعودية منبع الإسلام الذي هو دين المحبة والسلام، وتأكيداً على دور المملكة الرئيس في ذلك. ورسوم الأطفال خير وسيلة للتعبير الصادق عن أنفسهم وحاجاتهم المختلفة، ومن خلالها يمكن استشراف مستقبلهم في شتى المجالات بتحليل تلك الرسومات؛ حيث يمكن رسم كثير من خطط الإصلاح وتعيين المسارات التربوية والاجتماعية والاقتصادية. ونتطلع إلى أن تكون هذه المسابقة رافداً - ولو بسيطاً - يُسهم في نشر العطاء السعودي، وتأكيداً للشعار الذي أطلقه سمو ولي العهد (السعودية مملكة الإنسانية). ونأمل مشاركة أطفال العالم في المسابقة؛ ليعبِّروا عن تطلعاتهم ورؤيتهم لمستقبل واعد بالمحبة والسلام، وأن يجدوا من خلال المشاركة في المسابقة فرصة للتعبير عن حاجاتهم وإعلاناً عن محبتهم لعالم بدون سلاح. باختصار المسابقة فرصة جميلة لتأكيد حاجة شعوب العالم إلى السلام من خلال التعبيرات الصادقة للأطفال. ويضيف الأستاذ سعد العقيل مدير عام نشاط الطلاب في وزارة التربية والتعليم رئيس اللجنة التنفيذية للمسابقة أن مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال في ظهورها الأول تحت شعار (العالم بدون سلاح) تقدِّم للعالم رؤية المملكة وأبنائها وتطلُّعهم إلى عالم يعمُّه السلام والمحبة والإخاء، وهي مشروع تمت دراسته بعناية ليظهر بصورة مشرفة كأول تجربة من نوعها في المملكة، علماً أن أطفال المملكة غالباً ما تستحوذ مشاركاتهم في المسابقات الدولية المماثلة جل الاهتمام وتحصد أفضل الجوائز، ونأمل من خلال هذه المسابقة أن تقدَّم الصورة الجميلة لشخصية الطفل السعودي المُحِبَّة للسلام والقادرة على التفاعل والتعبير مع بقية أطفال العالم عن كافة القضايا في العالم وعن تطلعاتهم مستقبلاً في مختلف المجالات، ونسأل المولى عز وجل أن نستطيع تقديم كل ما هو مفيد ونافع من برامج لهذا الوطن الغالي. كما تحدَّث الأستاذ صالح العمري مشرف عام النشاط الفني والمهني ورئيس اللجنة الفنية للمسابقة قائلاً: أن يكون لدينا مسابقة دولية لرسوم الأطفال فذلك حلم كبير يراودنا منذ سنين؛ إذ إن الإمكانات المتوفرة لنا في المملكة إضافة إلى تميُّز تعبيرات طلابنا وحصدهم مراكز وجوائز مرموقة في أغلب المسابقات التي يُدعى إليها أطفالنا عالمياً جعلنا نتساءل: لماذا لا يكون لدينا مسابقة دولية لرسوم الأطفال في المملكة؟ ومن هنا بدأنا نفكِّر في الأمر، وبتوفيق من الله عز وجل ثم بدعم من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم تم إعداد تصوُّر كامل عن المشروع ورُفع إلى المقام السامي؛ حيث جاءت الموافقة الكريمة على تنظيم المسابقة. وعلى الرغم من صعوبة البدايات دائماً، وخصوصاً في مثل هذه المحافل الدولية، إلا أننا نسعى بما توفر لنا من إمكانات إلى تقديم صورة مشرفة عن المملكة من خلال هذه المسابقة، كما أننا من خلال شعار الدورة الأولى لهذه المسابقة 2005م (العالم بدون سلاح) نأمل أن تكون البداية موفقة، ونتوقع وصول مشاركات جيدة من الداخل والخارج. فمثل هذه البرامج، وإن لم تكن الوسيلة الوحيدة للتعبير عن تطلُّعات الطفل لمستقبله، إلا أنها من أهم الوسائل المعروفة التي من خلالها يمكن التعرف على التعبيرات الصادقة للأطفال، كما يمكن بتحليلها ودراستها من قبل المختصين استشراف احتياجاتهم وما يتطلعون إليه في كافة الصعد ومختلف مجالات الحياة. وهي أيضاً فرصة جيدة لأطفال المملكة للتفاعل مع بقية أطفال العالم بالتعبير عن حبهم للتعايش في عالم يسوده السلام. ومن جانبه تحدَّث الأستاذ جهاد بن صالح زين العابدين مشرف عام النشاط الفني والمهني بوزارة التربية والتعليم قائلاً: إن مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال عبارة عن رؤية حالمة للمختصين في النشاط الفني والمهني بوزارة التربية والتعليم تحققت - ولله الحمد - لتطوير وتحسين قدرة التربويين على التعامل مع رسوم الأطفال، وهي أيضاً وسيلة لتعريف المجتمع بأهمية رسوم الأطفال للدراسات الاجتماعية والنفسية؛ فهي توفر قراءة مباشرة لما يدور في فلك الطفل من هموم وأحلام، وبالتالي فنحن في وزارة التربية والتعليم وبالتحديد في إدارة النشاط الفني والمهني نعوِّل على هذه المسابقة كثيراً في الارتقاء بثقافة فن الطفل داخل المجتمع، ونخطط لأن تكون هذه المسابقة مختلفة عن بقية المسابقات الدولية في العالم لرسوم الأطفال، فما يميِّزها عن مثيلاتها في العالم ما يُقام على ضفافها من فعاليات، أهمها الندوة العلمية وحلقات النقاش والبحث. ففي انطلاقتها الأولى لهذا العالم سوف تُقام ندوة يُشارك فيها أساتذة التربية الفنية وروَّادها في العالم العربي ليتحدثوا عن آخر ما توصلت إليه الدراسات في هذا المجال. الغرض من ذلك أن يكون لهذه المسابقة إرث علمي يُوزَّع على المدارس والمعلمين والمعلمات؛ لتعم الفائدة ونرتقي برسوم الأطفال في بلادنا الغالية، ونأمل أن تُطَوَّر هذه الندوة لتكون في المستقبل القريب مؤتمراً سنوياً يرافق المسابقة ويثري أجواءها؛ لتنعكس إيجابياً على مجتمع المختصين في التربية الفنية. كما يأتي إطلاقها ويجري افتتاحها متزامناً مع اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية؛ لتشكل بذلك فرصة جيده للتعبير عن رؤية الوزارة في التفاعل مع وجدان الوطن وأهم قضاياه، ولتؤكد على ثوابته وأهمها الدعوة إلى السلام والتسامح ونبذ ثقافة العنف والإرهاب، وليرى العالم أيضاً كيف هي طريقتنا في تنمية هذه الثقافة وإيصالها إلى الطلاب. وحول دور رسوم الأطفال ودورها التربوي والعلمي والثقافي في بناء الطفل وأهمية المسابقة في هذا السياق تحدَّثت الزميلة الإعلامية والفنانة التشكيلية منال الرويشد المشرفة التربوية وعضو لجنة التحكيم في المسابقة قائلة: تقدِّم الإدارة العامة للنشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم (مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال 2005م) تحت شعار (العالم بدون سلاح)، وهي مسابقة ثقافية تربوية فنية متميزة تُعنى برسوم الأطفال على مستوى العالم، وتُصاحبها ندوة رسوم الأطفال كوسيلة تربوية لتنمية ثقافة نبذ العنف والإرهاب. وبشكل عام هذه المسابقة وهذه الندوة توضِّحان الرؤية التربوية لمفاهيم رسوم الأطفال ومتغيراتها والتوجه التربوي لرعايتها وكيفية العناية المستقبلية بها، فقضية التربية من أهم القضايا التي تشغل أولويات كل مجتمع. والتربية بواسطة الفن من أكثر ما يشغل التربويين المختصين في مجال التربية الفنية، كما أن النشاط الفني الصفِّي وغير الصفِّي يشكِّلان دوراً كبيراً في الحقل التعليمي عندما يُوجَّه وفق أُسس علمية وخطط موجَّهة إلى خدمة ثقافة المجتمع. ولقد سعت إدارة النشاط الطلابي في الوزارة إلى توجيه رسوم الأطفال إلى رؤية العالم بدون سلاح؛ مما يولِّد مشاعر الحب والود والتآلف مع الآخرين والسعي إلى الحوار والنقاش للتعبير عن الآراء واحترام وجهات النظر وحب الوطن. إن في هذه المسابقة ما يشكل حلقة من الحلقات التي تربط العلاقات الدولية بالمملكة تربوياً وتعليمياً، كما أن فيها نقلاً للخبرات والاستفادة من أصحاب التجارب في مجال التربية والفن، كما أن فيها ما يُسهم في تحقيق التوجه الذي تسعى إليه المملكة لرعاية الأطفال، ومن ذلك الاهتمام بإبداعاتهم التي كانت تعاني من إهمال كبير، مع أنها سبيل لفهم ما يحتاجه الطفل. والحقيقة أننا نبارك الفكرة والتنفيذ وكل الجهود التي يقوم بها فريق العمل والمسؤولون في الإدارة العامة للنشاط الطلابي وما تقدِّمه الوكالة المساعدة لشؤون الطلاب لتقديم المملكة في مصافِّ الدول التي تُعنى بالتربية بواسطة الفن، ورعاية رسوم الأطفال في هذه السن التي حُدِّدت للمسابقة وتشمل الطفولة والمراهقة؛ حيث تعدُّ من أهم ما يمرُّ في حياة الفرد وما يتعلق بتطور التفكير فيها، وأهمية الجوانب الوجدانية للإنسان التي تمكِّنه من الاتزان والشمول والتكامل في النمو لجميع الجوانب. شروط مشاركة الأطفال في المسابقة تضمن المطوية التي تم توزيعها على مستوى عالمي نبذة عن المسابقة وشروط الاشتراك فيها، ومنها: 1- أن يكون الرسم من عمل الطالب نفسه دون تدخُّل مباشر. 2- أن يعبِّر الرسم عن موضوع المسابقة، ولا تقبل الأعمال التي سبق المشاركة بها. 3- يُرسل العمل على ورق مناسب بأي نوع من الألوان. 4- يجب ألا يشير الرسم إلى شخصية محدَّدة أو جهة بعينها. 5- تعبئة نموذج المشاركة بخط واضح ولصقه خلف اللوحة (الاسم بالكامل - الجنس - العمر - الصف - الهاتف - اسم المدرسة وعنوانها ورقم هاتفها وبريدها الإلكتروني)، ويمكن الحصول على نموذج المشاركة من موقع المسابقة على شبكة الإنترنت ricdc.ome.gov.saر http الأعمال المشاركة لا تُعاد إلى أصحابها، وقد حُدِّد يوم 19-6-1426هـ آخر موعد لاستلام اللوحات المشاركة من رسوم الأطفال. وللاستفسار يمكن الاتصال على وزارة التربية والتعليم - الإدارة العامة لنشاط الطلاب، هاتف 4046666-01 تحويلة 2345. جوائز المسابقة خُصِّص للمسابقة جوائز على النحو التالي: 12 ميدالية ذهبية 12 ميدالية فضية. فعاليات مصاحبة للمسابقة تُقام ضمن فعاليات المسابقة ندوة عن رسوم الأطفال، باعتبار أن رسوم الأطفال وسيلة تربوية لتنمية ثقافة نبذ العنف والإرهاب، وذلك في الفترة من 19 إلى 21-8-1426هـ، وتهدف الندوة إلى إيضاح أهمية رسوم الأطفال والاعتناء بها لتنمية شخصية الطفل السوية وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول سمات وخصائص رسوم الأطفال، وإبراز دور التربية الفنية في تفعيل رسوم الأطفال وتنميتها، والكشف عن الأنماط المستقبلية لرسوم الأطفال في ظل المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتنمية التفاعل الإيجابي مع الأحداث المحيطة بمجتمع الطفل، وبخاصة المجتمع السعودي، فيما يتعلق بالوطن، والنظر إلى العالم بدون سلاح، وتحقيق التكامل بين المدرسة والبيت لتشجيع الأطفال على الحوار والتنفيس والتعبير عما داخلهم.
|