شاعرنا اليوم هو محمد بن عبد العزيز بن محمد بن سلطان المعجل من شعراء حوطة سدير القدامى رحمه الله رحمة واسعة وكافة أموات المسلمين أجمعين. ولد في حوطة سدير عام 1294هـ، توفي والده وهو في سن الطفولة فتربى عند أخيه عبد الله رحم الله الجميع وبعد أن كبرت سنه عمل في التجارة متنقلاً ما بين نجد والكويت والساحل الشرقي وقام بغرس ما يسمى (الشرقية) الواقعة شرق نخل (الوسيطاء) العامرة. كان رحمه الله شاعرا قوي المعنى أصيل العبارة توفي رحمه الله في مدينته حوطة سدير عام 1368هـ، واليكم مطالع ومقتطفات من جزل أشعاره رحمه الله والتي انقلها لكم احبتي القراء من الديوان الأنيق الجميل الرائع (ديوان شعراء المعجل) الذي جمعه وراجعه الأخوان (فهد بن عبد الله الفهد المعجل وابراهيم بن حمد بن عبد الله المعجل). له من قصيدة هذه الأبيات الموجهة للأمير عبد الله بن جلوي رحمهما الله وموتى المسلمين أجمعين (نقتطف منها هذه الأبيات):
درب الخطر ما يفتخر فيه رجال
يكون بهلول من العقل خالي
والى اشتهوا فينا ضعيفين الأعمال
نصيت عبد الله نحاز الرجالي
أبو فهد مركي عدوه على الحال
ليث العدا حامي عقاب التوالي
إلى أن قال:
وإلى رضا خاطرك فالهم ينجال
أنا رضاك يعوِّضن في حلالي
والناس في هالوقت مع راعي المال
من قل ماله رخص لو كان غالي
والله ما يعزم على شرب فنجال
ولا يلتفت فيه القريب الموالي
ولا ذكرت الا أنت يا ذرب الأفعال
انت العوض في مقدمات الليالي
وصلاة ربي عد ما وادي سال
على النبي عدة هبوب الشمالي
ولمحمد بن عبد العزيز المعجل هذه الأبيات في بداية غرسه (رحمه الله) لنخل الشرقية شرق نخل (الوسيطا) والوسيطا نخل آل معجل بحوطة سدير يقول:
أنا هواي ورغبتي فالمطاريش
وممشاي بين الحفر واللهابه
وأنا هواي ركوب حمرا من الجيش
تنومس الراكب بليل سرابه
وندور العيشه لأجل لقمة العيش
ونبغيه للي ياهلا مرحبا به
أخير من يقعد ورزقه تناويش
وأخير من يكون رزقه هبابه
وله هذه الأبيات مسندها على عبد الرحمن بن عبد الكريم المعجل رحمه الله في الكويت يسأل فيها عن ابنه عبد العزيز يقول فيها:
يابوفهد يا وافي الخال والجد
العرف ما يعرض على العارفينا
باغيك تخبرنا بطير لنا هد
هو صار غيماراً يصيد السمينا
يرجيه أبوه إلى وصل منتهى الحد
يبغاه بفعول المراجل يبينا
يا الله عساه من المناعير ينعد
لا عدوا اللي بالوفا طيبينا
حنا بنجد وناكل الصمغ والقد
وعلى القسا واللين متعلمينا
وربٍ معبرها على الصاع والمد
نرجي يعبرها بباقي السنينا
وهذه الأبيات قالها رداً على من لامه ببيع جماله ومطاياه:
يلومني من لا درى ويش حالي
يقول وش علمه يبيع ركايبه
اضرب بغبات البحر واضرب الخطر
ومن لا يخاطر ما تقضي نوايبه
إلى أن قال يصف موطنه الأصلي حوطة سدير ويتمنى أن تكون وفاته بحوطة سدير..
يحده أم عنيق والدرب والصفا
أرجي إلى منه دنا موتي والاي به
ومحمد بن عبد العزيز المعجل رحمه الله له من القصيد الجزل الشيء الكثير.. وإلى ان نرصد ترجمة جديدة لشاعر آخر من حوطة سدير، للجميع مني المحبة والتقدير ولصفحة (مدارات شعبية) كل الشكر والتحية لأخذي هذه المساحة من صفحتها الرائعة.
"مدارات شعبية"