Friday 1st July,200511964العددالجمعة 24 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

أوراق من تاريخنا الرياضيأوراق من تاريخنا الرياضي
(ناجي عبد المطلوب) نجم هلال التسعينيات يواصل حديثه التاريخي لـ( الجزيرة ):2 - 2
الثنائي (هذلول) و(عبد العزيز بن ناصر) قادا السفينة الزرقاء إلى مرفأ البطولات

* أجرى اللقاء / خالد الدوس :
ضم فريق الهلال في حقبة التسعينيات الهجرية أسماء لامعة ونجوماً بارعة ستظل محفورة في الذاكرة وأخاديد الزمن.. وبالتأكيد يأتي اسم مهاجمه اللامع ناجي عبد المطلوب الذي ذاع صيته وعلا شأنه مع الكتيبة الزرقاء في تلك الأيام الخوالي يأتي في مقدمة هذه الأسماء الشهيرة التي تألقت بصورة أكثر فعالية في ميدان المنافسة.
* فقد بدأ حياته الرياضية مع فريق الربيع أحد أندية الدرجة الثانية بالمنطقة الغربية، ثم انتقل للعب في صفوف فريق الهلال بتأثير قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبد الله الفيصل الذي منحه تذكرة الانتقال إلى الهلال (أوائل التسعينيات).
* وجاءت هذه الفرصة لتمنحه مزيداً من التألق مع المجموعة الزرقاء التي نجحت في إعادة هلال الثمانينيات لمسار البطولات عندما انتزع الفريق بطولة الدوري لموسم عام 1397هـ بعد غياب امتد لـ13 عاماً كانت بالفعل فترة صعبة لعشاق الفن الأزرق.
* اشتهر ناجي طوال تاريخه مع الهلال بالخلق الرفيع والعطاء المتوقد، وكان ينازع نجوم الهلال على وهج الشهرة في خط المقدمة أمثال محسن بخيت وعبد الله بن عمر.
* استمر في ساحة الركض حتى عام 1400هـ؛ حيث ودَّع الكرة بعد عشرة أعوام قضاها في الملاعب كانت مليئة بالذكريات الجميلة والإنجازات الكبيرة للفريق الأزرق.
* وكنا في الأسبوع الماضي قد استضفناه وتحدَّث عبر الحلقة الأولى عن بدايته الرياضية مع فريق الربيع، وقصة انتقاله إلى الهلال. واليوم عبر الحلقة الثانية والأخيرة يواصل (ناجي) سرد ذكرياته الرياضية مع المستديرة بحلوها ومرها.. فإلى نص اللقاء:
*******
دعم رائد الرياضة
* حصلتُ على التنازل من نادي الربيع... أوائل الحقبة التسعينية بدعم قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبد الله الفيصل.. وإزاء ذلك انتقلتُ إلى نادي الهلال.. طبعاً عندما اكتشف - حفظه الله - موهبتي وأنها تُنبئ عن قدوم نجم كبير سيخدم الكرة السعودية عبر أحد الأندية الكبيرة منحني التنازل والانتقال لهذا الكيان العريق؛ لأن بقائي في نادٍ صغير ومغمور قد يقضي على موهبتي.. بيد أن انضمامي للفريق بلا شك فتح لي الآفاق والشهرة، وحظيت بشرف الانضمام إلى المنتخبات الوطنية خلال فترة وجيزة من تمثيل الهلال.
كسبتُ ثقة الهلاليين
* عندما انتقلتُ إلى الهلال تدرَّبت معه ثلاثة أشهر دون صفة رسمية؛ نظراً إلى أن فترة التسجيل لم تبدأ إلا بعد مضي هذه الأشهر. طبعاً كان الهلال يضم أسماء لامعة ونجوماً فذة، يتقدمهم محسن بخيت وعبد الله بن عمر وابن مناحي وشمروخ ونبيل الرواف وغيرهم من الأسماء البارزة. دخلت مع المهاجمين في تنافس مثير، وأذكر أنه كان يدرِّبنا لاعب الهلال السابق زياد شعث الذي كلِّف بالقيام بتدريب الفريق لحين وصول المدرب العربي عادل جزار.
* حظيتُ باهتمام من المدرب الذي أتاح لي الفرصة للعب أمام معهد التربية المصري الذي زار المملكة أوائل التسعينيات ولعب مع فرق الغربية والوسطى، وكان الهلال أحد هذه الفرق التي لعبت أمام الفريق الزائر في ملعب الصايغ، وحظيتُ بشرف تمثيل الهلال في أول مباراة؛ حيث نجحتُ في كسب ثقة الهلاليين بالمستوى الذي قدَّمته. وأذكر أن الأستاذ عثمان العمير أشاد بي كثيراً، وكتب مقالة بعنوان: (اللاعب المفاجأة). والحقيقة أنني لا أنسى الدعم الإعلامي الذي وجدتُه من هذا الكاتب القدير.
البداية أمام المدرسة
* أتذكَّر أول مباراة رسمية مثَّلتُ فيها الهلال بعد تسجيلي رسمياً، وكانت أمام فريق اليمامة (الرياض حالياً) عام 90- 1391هـ، وفزنا 3- 1. طبعاً كان نظام الدوري عبارة عن تصفيات مناطق، ولقاء الرياض كان فأل خير لي؛ حيث سجلتُ هدفاً وصنعت الهدف الثاني لزميلي المهاجم محسن بخيت. طبعاً تخصَّصتُ في هزِّ شباك المدرسة بعد هذه المباراة، رغم امتلاكها نجوماً يتقدَّمهم الحارس الكبير طارق التميمي والأسطورة مبارك الناصر وناصر بن سيف وزيد بن مطرف والرويجح.
ذكريات الأخضر
* مشواري مع المنتخبات بدأ عام 1393هـ؛ حيث اخترتُ لتمثيل الناشئين في دورة الصداقة في إيران، وحقَّقنا مركزاً متقدماً في هذه الدورة، وأتذكر من زملائي اللاعبين: عبد الله آل الشيخ وصالح خليفة ومحسن بخيت وعادل رواس والعمدة، وكان يقودنا فنياً المدرب العربي إبراهيم توفيق. طبعاً كنتُ من أبرز نجوم الدورة بشهادة الكثير من المتابعين والإعلام، ومنهم بالطبع أمين الاتحاد السعودي الأستاذ عثمان السعد. وبعد نجاحي وبروزي في هذه البطولة تم استدعائي مباشرة أنا والعمدة ومحسن بخيت للالتحاق بصفوف المنتخب الأول، وشاركنا في المعسكر الذي أقيم في مصر وتونس استعداداً لدورة كأس الخليج الثالثة بالكويت عام 1394هـ بقيادة المدرب القدير محمد عبده صالح الوحش.
الثالثة صنعت نجوميتي
* في خليجي (3) بالكويت حقَّقنا نتائج مذهلة بقيادة الوحش؛ فقد تصدَّرنا مجموعتنا التي كانت تضم البحرين والإمارات، ثم لعبنا مع صاحب المركز الثاني في مجموعة الكويت المنتخب القطري وفزنا عليه 3-1، لنلاقي المنتخب الكويتي في النهائي، وخسرنا هذه المواجهة 4-0 لظروف تكالبت على اللاعبين، والكل يعرف ما تعرَّضنا له ونحن في الفندق ليلة المباراة من شغب وأعمال خارجة عن الذوق العام. طبعاً أعتز كثيراً بالمشاركة في هذه الدورة التي صنعت نجوميتي وقدَّمتني إلى ساحة الشهرة، ولا سيما أنني اخترتُ ضمن أبرز اللاعبين، وهذا شرف كبير أن أحظى بتلك النجومية.
محسن والصاروخ فقط
* كنتُ أرتاح كثيراً عند اللعب مع مهاجم المنتخب الدولي سابقاً محسن بخيت الذي كان يفهمني كثيراً ويقرأ تحرُّكاتي. هذا على صعيد النادي، أما على صعيد المنتخب فبلا شك كنتُ أرتاح عند اللعب بجوار المهاجم الفذ محمد النجدي الشهير بلقب الصاروخ الذي كان يُعدُّ من أبرز المهاجمين في تلك الحقبة؛ فهو لاعب سريع ومهاري يصعب إيقاف تحركاته. وأنا أعتز كثيراً باللعب مع هذين المهاجمين، وخصوصاً الصاروخ الذي أعتبره لاعباً سبق زمانه.
تجربة ناجحة
* استفدتُ من تجربتي في الدورة الخليجية الثالثة بالكويت كثيراً، وخصوصاً أنني تشرَّفتُ باللعب مع مهاجمين كبار أمثال سعيد غراب والصاروخ ومبارك الناصر ومحسن بخيت، أسماء لها ثقلها الفني ومكانتها الكروية على الساحة الرياضية. ولا أنسى دور المدرب القدير محمد عبده صالح الوحش الذي دعمني كثيراً واستفدتُ من قدراته التدريبية.
عايشتُ مرحلتين
* عاصرتُ جيلين في نادي الهلال.. جيل ابن مناحي وأبو حطبة وعبد الله بن عمر ونبيل الرواف وابن نصيب، ثم جيل سلطان بن نصيب وسمير سلطان وإبراهيم اليوسف والعمار.. وللأسف فإن جيل ابن مناحي رغم وجود لاعبين متميزين لم يحرز أي بطولة؛ لظروف نظام الدوري الذي كان يُقام بنظام دوري المناطق؛ فقد كنا نكسب أحياناً بطولة الوسطى ونخسر أمام بطل الغربية؛ لذلك عاش الهلال سنوات من الحرمان، ولكن عندما تم تصنيف الدوري بطريقة الذهاب والإياب وتدعيم الفريق بلاعبين أجانب أمثال علي الكعبي ونجيب الإمام، إلى جانب الدعم الإداري برئاسة الأمير هذلول بن عبد العزيز الذي نجح في التعاقد مع مدرب كبير (جورج سميث) كأول فريق يتعاقد مع مدرب إنجليزي، كل هذه العوامل ساهمت في قيادة الفريق الأزرق للحصول على بطولة الدوري لموسم عام 1397هـ بلا هزيمة. طبعاً المدرب نجح في القضاء على العامل النفسي، وتمكَّن من صُنع هلال يصعب هزيمته آنذاك.
ففي الدوري حقَّقنا أفضل النتائج والمستويات، تعادلنا مع النصر (منافسنا العنيد) 3-3 و1-1، والأهلي 3-3، وفزنا عليه 1-0 . وبعد 16 مباراة نجحنا في إعادة هلال الثمانينيات إلى مسار البطولات بعد غياب طويل .
رجال خلف الانجاز
لا أنسى دور أعضاء الشرف في صُنع هذا الإنجاز الرائع بحصول الفريق على بطولة الدوري بلا هزيمة، ومنهم الأمير عبد الله بن ناصر رحمه الله، والأمير عبد العزيز بن ناصر نائب الرئيس، وهو رجل كانت له أيادٍ بيضاء في رسم ملامح هذا الإنجاز بدعمه القوي والمباشر ومتابعته الدؤوبة، فضلاً عن استقباله اللاعبين في قصره في صورة كان لها الأثر في تعزيز الروابط والألفة بين هؤلاء اللاعبين، مما انعكس على أدائهم الجماعي ميدانياً بصورة إيجابية.
بشير حسم الدوري
* من المباريات التي لا أنساها لقاؤنا أمام الأهلي في الدوري عام 1397هـ، ففي الوقت الذي خُضنا فيه هذا اللقاء الحاسم باعتبار أن الأهلي كان من أشد المنافسين للهلال إلى جانب النصر لعبنا واحدةً من أجمل المباريات؛ حيث تقدَّم علينا الأهلي 2-0 ثم تعادلنا وسجلتُ هدف الهلال الأول ثم صنعتُ هدف التعادل لزميلي فهد الحبشي، وتقدَّم الأهلي 3-2 وأدركنا التعادل في آخر الدقائق من ضربة ركنية رفعتها على رأس بشير الغول الذي نجح في هز الشباك الأهلاوية مسجلاً هدف التعادل في الوقت القاتل؛ حيث كانت هذه المواجهة نقطة تحول لصالحنا في الحصول على بطولة الدوري.
ولا أنسى أيضاً لقاءنا أمام النصر في ذات الدوري الذي انتهى بالتعادل 3-3 أيضاً، وكان مواجهة صعبة نجحنا خلالها في الخروج متعادلين في الوقت القاتل.
(سميث) قضى على
العامل النفسي
* تنافُسُنا مع النصر تجلَّى بصورة أكثر فعالية بعدما كسبنا بطولة الدوري عام 1397هـ. طبعاً كان النصراويون كثيراً ما يكسبون هذه المواجهات بالعامل النفسي منذ أوائل التسعينيات حتى منتصفها، ولكن بعد مجيء المدرب الإنجليزي جورج سميث نجح في القضاء على هذا العامل، فقد لاحظ أن توافد أعضاء الشرف على النادي قبل مواجهة النصر يشكل ضغطاً نفسياً رهيباً على نفوس اللاعبين، ومن هذا المنطلق طلب من الإدارة عدم التواجد الشرفي الكثيف وإشعار اللاعبين أن هذه المواجهة مثل بقية المواجهات، وبالفعل تحوَّلت الانتصارات لصالحنا. وأذكر لقاءنا في دوري الأربعة أمام النصر في كأس الملك عام 1397هـ دخل النصراويون هذه المواجهة وهم يبحثون عن الثأر بعدما كسب الهلال بطولة الدوري في محاولة لإخراجه من دور الأربعة، وتمكَّنا من الفوز بجدارة 2-0، سجل فهد الحبشي هدف الهلال الأول، واستغللت كرة تباطأ فيها ناصر الجوهر فخطفتها وسجلتُ هدف التعزيز وخرجنا فائزين بهدفين كانت مؤثرة جداً في نفوس النصراويين الذين كانوا يطمحون في الفوز وتعويض خسارتهم للدوري، ووصلنا إلى نهائي الكأس. طبعاً النصر كان يضم في تلك الفترة نجوماً كباراً يتقدمهم مبروك التركي ومحمد سعد العبدلي وسعد السدحان ودرويش سعيد وعبد الله عبد ربه وغيرهم من الأسماء البارزة.
* ومن الإنجازات التي أعتز بها أيضاً فوزنا ببطولة الدوري عام 1399هـ وكأس الملك عام 1400هـ. هذه الإنجازات الثلاثة لا شك أقل هدية قدَّمناها إلى عشاق الفن الأزرق الذين كانوا يقفون معنا في السراء والضراء. والحقيقة أعتز كثيراً بحب الجماهير الهلالية لناجي عبد المطلوب، وهذا أبرز المكاسب بالطبع.
عشرة أعوام كفاية!!
* استمررتُ في الملاعب حتى عام 1400هـ؛ حيث ودَّعتُ الكرة وهجرتُ الملاعب بسبب إصابتي في أسفل الظهر؛ حيث أُصبتُ في لقاء الهلال أمام الرياض في الدوري عندما قام مدافعه (الصومالي) بإعاقتي وأنا في وضع صعب، فسقطتُ بصورة اختل فيها توازني، ولم أستطع مواصلة اللعب. طبعاً سافرتُ إلى الخارج لعلاج الإصابة بالظهر، ولكن الإصابة كانت شديدة، فقرَّرتُ معها توديع الملاعب وأنا في سن 27 عاماً. والحقيقة يمتلكني شعور بالاعتزاز والفخر باللعب لهذا النادي الكبير الذي قدَّمني لساحة الشهرة والنجومية، وأعتقد أن (10 أعوام) كفاية مع الفريق الأزرق.
ريفالينو وبس
* تسألني عن أبرز ما في فترة الاحتراف الأولى في التسعينيات الهجرية فأُجيبك أنه التعاقد مع النجم البرازيلي الداهية آنذاك ريفالينو؛ فهو أبرز الأسماء التي أحضرها الهلال على مستوى اللاعبين الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية السعودية. فقد أفاد الكرة السعودية والهلال تحديداً، فهذا اللاعب الشهير كان يقوم بدور المدرب في الملعب بتوجيهه وتأثيره المباشر في الملعب؛ فقد استفدتُ منه كثيراً ومن طريقة تمريراته الكرة بطريقة برازيلية لا يجيدها سواه.. ولا أنسى هدفه العالق في ذهني عندما سدَّد الكرة من منتصف الملعب مسجلاً هدفاً عالمياً في مرمى حارس النصر مبروك التركي الذي تفاجأ بالكرة وهي تهزُّ شباكه، وسيظل هذا الهدف في ذاكرتي؛ لأنه الأجمل في ملعب الملز حتى الآن.
عيد أصعبهم
* كل المدافعين الذين لعبتُ أمامهم كنتُ أحسب لهم ألف حساب، بيد أن مدافع النصر الكبير عيد الصغير كان الأصعب؛ نظراً إلى قدرته الدفاعية على التغطية وسرعة انقضاضه، فضلاً عن بنيته الجسمانية الجيِّدة. ولا أنسى زميله العملاق توفيق المقرن الذي كان يعتبر من ألمع المدافعين الذين أنجبتهم الكرة السعودية آنذاك.
**********
(بيليه) كاد أن يخطفني إلى البرازيل
* رصيدي من الأهداف التي سجَّلتها مع الهلال خلال السنوات العشر التي تشرَّفت فيها باللعب مع هذا النادي العريق حسب ما دوَّنها مؤسس النادي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (32 هدفاً). طبعاً أجملها هدفي الذي سجَّلته في مرمى فريق جوفنتس البرازيلي الذي انتهى لصالحنا 2-0. وبالمناسبة تخصَّصتُ في هزِّ الشباك البرازيلية؛ فأنا أول لاعب سعودي يهز الشباك البرازيلية عندما لعبتُ مع المنتخب عام 93- 1394هـ أمام فريق فلامنجو البرزايلي في ملعب الملز وتعادلنا 2-2، وسجلتُ الهدف الأول، ومحسن بخيت الهدف الثاني. ثم لعبنا أمام فريق سانتوس في نفس السنة وتألَّقتُ مع المنتخب؛ حيث لعب مع الفريق البرازيلي النجم الشهير بيليه الذي أشاد بي بعد نهاية المباراة. وأذكر أنه أشاد بي عند الأمير فيصل بن فهد وطلب احترافي في صفوف فريقه، ورفض الأمير الراحل ذلك لعدم فتح نظام الاحتراف خارجياً آنذاك.
********
«ابن مناحي» سهل مهمتي
* بلا شك لعب قائد الهلال الشهير آنذاك سلطان بن مناحي دوراً في إتمام عملية انتقالي إلى الفريق الأزرق، فبعد ترشيحه لدورة في المنطقة الغربية من جهة عمله في شركة بترومين كان يقوم بدور ضابط اتصال بين الأمير عبد الله الفيصل ومؤسس الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، وبحكم علاقاته مع الأهلاويين كان يتواجد في مقر النادي الذي كان عبارة عن بيت شعبي صغير، وكان يلتقي معي في النادي، وأتذكر أنني كنتُ أخشى الفشل أو محاربة اللاعبين إلا أن ابن مناحي كان يقنعني أن الهلال بيئة صحية لإبراز النجوم؛ فقد كان يقول لي: إن الهلال سبق وأن استعان بأسماء لامعة من المنطقة الغربية أمثال الكبش وزين العابدين وسالم سعيد، وكلهم نجحوا في الهلال. ومن هذا المنطلق شعرتُ بارتياح واستقرار نفسي بعد انتقالي إليه.
********
تمنَّيت (الناصر) في الهلال
* ثمة أسماء لا تزال عالقة في ذهني، ومنهم بالطبع نجم الوسطى والمدرسة الشهير مبارك الناصر.. فهذا اللاعب الكبير تمنَّيته في صفوف الهلال، وخصوصاً أنه كان يجيد القيام بصناعة اللعب في خط الوسط، على الرغم من أنه في الأصل مهاجم وصاحب تمريرات متقنة للمهاجمين. والحقيقة أنني أعتز باللعب مع هذه الأسطورة على رغم قصر الفترة.. طبعاً الهلاليون حاولوا ضم هذا النجم الشهير، إلا أن المحاولات لم يُكتب لها النجاح.
********
«الشهيل» أمَّن مستقبلي
* ترأس الهلال في تلك الفترة الأستاذ عبد الرحمن الحمدان، ومن أعضاء الشرف الذين هيؤوا لي عملاً حسب ما شرطته على الهلاليين الأستاذ فيصل الشهيل الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة المواصلات المساعد آن ذاك حيث ساهم في تعييني في وظيفة ملائمة في الوزارة. والحقيقة فضل هذا الرجل عليَّ كثير؛ فقد كان يدعمني مادياً ومعنوياً ويسدي إلي النصائح المستمرة؛ لذا سأظل أدين له بالشيء الكثير والكثير، ويكفي أخلاقه العالية وعشقه الكبير للزعيم.
********
«رمز النصر» مدرسة مستقلة!
* كانت تجمعني بالأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله- علاقة طيبة تطوَّرت كثيراً بعد تولِّيه منصب مدير المنتخبات؛ حيث أشرف على معسكر المنتخب الأول في ألمانيا والنمسا وإيطاليا قبل بداية تصفيات كأس العالم، ثم في الدورة العسكرية في الأردن.
وأبو خالد شخصية رياضية بارزة وبلا شك كان محبوباً، ولا سيما أنه عُرفت عنه جدِّيته في العمل واخلاصه الكبير والحقيقة أن رحيله يمثِّل خسارة للرياضة السعودية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved