أذكر أنه بعد المباراة الأخيرة المؤهلة لمنتخبنا لكأس العالم السابقة في كوريا واليابان كتبت مقالاً على صفحات هذه الجريدة بعنوان: (سلطان بن فهد في استفتاء رياضي لم يبحث عنه أبداً).. وفي حينها اتصل بي الزميل محمد العبدي المشرف العام على القسم الرياضي وأبلغني بإعجابه الشديد وإعجاب القراء في عنوان المقال وفكرته، فما كنت وقتها إلا مقدرة وشاكرة لهذا الثناء الذي أعتز به من الزميل أبي مشعل ومن القراء. لكن هذه المرة أردت أن يكون عنوان هذا المقال أيضاً متجانساً مع الإنجاز التاريخي الرياضي السعودي الذي حققه سموه للرياضة السعودية والعربية والذي هو سلسلة من إنجازات سموه، فاخترت: (سلطان بن فهد ملأ الدنيا وشغل الناس) ولاشك أن هذا الوصف كان لشاعرنا العربي القدير أبي الطيب المتنبي حين كان يتحف قومه بقصائد شعر جعلته كنزاً خالداً في تراثنا العربي، ويكفيه ذلك البيت الإعجازي حين قال: على قدر أهل العزم تأتي العزائم: وها هو صاحب السمو الملكي يتحفنا أيضاً بين الفترة والأخرى بإنجاز جديد للوطن. نعم يا سيدي لقد كانت عزائمك وطموحك وثقتك فوق كل العزائم وفوق كل الطموح وكل الأفراح والأحزان. بعد مباراة أوزبكستان شعرت كثيراً باعتزازي وأنا أنتمي لوطني وأنت واحد من فرسان قافلة الخير في هذا الوطن، قدر الله أن أشاهد مباراة السعودية وأوزبكستان وأنا في إجازة قصيرة خارج الوطن وتحديداً في دولة الكويت أحسست يا سيدي بإحساس كبير ووطني يصل إلى المونديال للمرة الرابعة على التوالي، إنه يوم مشرق جديد لوطن يعشق الإنجازات، وكم كنت سعيدة وأنا أتلقى التهاني والتبريكات من صديقاتي الكويتيات والخليجيات، حينها أيقنت أنك جعلتني كما جعلت كل السعوديين سفراء فوق العادة يعانقون السحاب بطموحهم وفرحهم، وتحققت أيضاً يا سيدي بأنك متخصص في كسر حواجز التحدي وقيود الألم عندما يكون الوطن في امتحان صعب. وإذا كنت نلت يا صاحب السمو في الأعوام الماضية استفتاء الوسط الرياضي داخل السعودية فإنني أستطيع أن أجزم بأنك خارج الوطن تعتبر ورقة الصراع والتحدي الأولى للرياضة السعودية التي تواجه الآخرين فلقد لمست هذا من صديقاتي في خارج السعودية الذين يرون في قدراتك وإدارتك المتميزة وحرصك ومتابعتك هو السر الحقيقي في التفوق والوصول إلى منصات الذهب. يا صاحب السمو لقد شعرت بكثير من الاعتزاز أنا وغيري وأنت تكرم الرواد الذين خدموا قطاع الرياضة والشباب ضمن فعاليات الدورة الإسلامية التي أقيمت مؤخراً في مكة المكرمة أن هذا الوفاء لهذا الجيل من أصحاب السمو ومن الشخصيات الرياضية الأخرى هو في حقيقة الأمر وفاء لمعدنك الأصيل ووفاء لفطرتك النبيلة وهذا يدفعني أن أوجه رسالتي إلى كل الإعلاميين بصفة عامة وإلى الزميل القدير محمد العبدي بصفة خاصة في أن تتبنى الأوساط الرياضية تكريم سموكم لأنك ببساطة صانع أمجاد الرياضة السعودية العالمية. إن هذا التكريم يحتم على الجميع المشاركة فيه ليكون نوعاً من الوفاء لرجل تخصص في إدخال الفرح إلى القلوب. سر يا سيدي إلى الأمام تحفك وترعاك عناية الله، لقد كنت رجلاً استثنائياً في كل شيء في أخلاقك وفي كرمك وفي إنسانيتك وفي حب الآخرين لك فأنت في عرف الخيرين الأنقياء، نقي بكل ما تعني الكلمة من معنى وفي عرف الإنسانيين إنسان بكل ما تعني الكلمة من معنى. صدق أبو الطيب المتنبي:
إن كنت ما تنويه فعلاً مضارعاً مضى قبل أن تلقي عليه الجوازم |
أرجو أن ينال مقالي إعجاب سموكم وإعجاب قراء الوسط الرياضي الذي تواصلوا معي في بريدي الإلكتروني في مقالي السابق عن سموكم وقدموا بعض الأفكار الجيدة والجديرة بالاهتمام من المسؤولين، وخاصة القاري سعود بن رجا السبيعي من الخرج الضبيعة. أقترح طابعاً بريدياً بمناسبة تأهلنا للمرة الرابعة.. عليه صورة سموكم والمنتخب السعودي. أيضا الأخ عبدالله الخليفي الذي أقترح أن يكون هناك قافلة (حافلة) تنطلق من مكة المكرمة إلى ألمانيا تحمل كتباً إعلامية عن السعودية وعن إنجازاتها الحضارية، أتمنى أن تجد هذه الاقتراحات القبول لنحقق من هذا الوصول أكثر من هدف ورسالة لوطن يستحق منا الكثير.
|