خمس وستون في أجفان آذار
وفي عيون المها يا أيها الساري
علام تسأم والدنيا على سفرٍ
ولذّة العيش في وعثاء أسفارٍ
حديقة العمر بالأزهار ضاحكة
فياضة بشذاها ذاتُ أنوارِ
تسبي العيون! فيالله منظرها!
أين الخريفُ هذا وردُ أيارِ؟
عش واملأ الأفق شعراً باسماً غرداً
يطرب له قلب واع سامعٍ قاري
البحر قافية والغيمُ محبرةٌ
والأفق ديوان أفكار وأشعارِ
يا بحر! يا ريح! والأعداء ما برحوا
يحاورونك بالكبريت والنّارِ
أعداء ملتنا يبغون فرقتنا
وفي التفرق أطماع لأشرارِ
فاشكر عدوك ما دامت عداوتهم
فإن في إفكهم تخفيف أوزارِ
واصبر عليهم فإن الله خاذلهم
لا يدرك النجح إلا كل صبارِ
ما تشتكي يا فتى؟ لا زلت مقتدراً
لا تُجهد الفكر في غيبٍ وأقدارِ
سألت أين رفاق العمر هل بقيت
سوى ثمالة أيام وتذكارٍ؟!
باقون يحيون في وجدان صاحبهم
والشعر أبقى لهم من طول أعمارِ
يا أيها الشاعر المعطاء دمت على
هذا الوفاء لأهل الدار والجارِ
هذا بيانك ضم الحسن أجمعه
في طاقة من بديع الزهر معطارِ
(قد قلت يأوي إلى قلبي ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعه داري
تركت بين رمال البيد محبرتي
وعند شاطئك المسحورُ سماري
هذي بلادك لم تمنن عليك يداً
اعطتك ما شئت من عزٍ وإكبار
يا راجي العفو ممن عفوه امل
ما للبرية إلا الخالق البادي