قضيتُ جزءاً من الصيفية الماضية في مصائف بلادنا الغالية (الطائف - الباحة - أبها) وآثرتُ أن تكون كتابتي في هذا الوقت قبل الصيفية، لا بعد. ولي وقفات، فيها ملحوظات، ومقترحات منها ما يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الصيف، ومنها ما هو على المدى البعيد للأعوام القادمة. أولاً: الطائف المأنوس هذه المدينة أو قل المحافظة، تتميز بموقعها الاستراتيجي لقربها من مكة المكرمة البلد الحرام الذي تهوي إليه أفئدة الناس ويقصدها المسلمون من كل فج بعيد، وقربها أيضاً من محافظة جدة عروس البحر الأحمر، وتتميز بأجوائها اللطيفة صيفاً وبأجوائها الباردة التي تميل للاعتدال فيها منطقتان أجواؤهما جميلة، وباردة ورائعة، أعني الشفاء والهدا. ولكن انى لك السكن فيهما ما لك إلا أن تزور بعض المتنزهات التي تظهر على استحياء. ماذا لو أقيمت بعض المساكن والوحدات السكنية قرب جبالها؟ واستغلت استغلالا جيداً في الصيف، ماذا لو أقيم مزيد من الأسواق هناك؟ ماذا لو وجدنا شبابنا هناك يعملون بجد ونشاط ويستغلون هذا الموسم الصيفي هناك ويقدمون الخدمات للمصطافين بشتى أنواعها ويسترزقون الله. ماذا لو رأينا من يبيع العصيرات على جانب الطريق ومن يقدم الشاي؟ ومن يبيع المشويات؟ ماذا لو رأينا شيئاً من الحيوية والانتعاش..؟! ثانياً: منطقة الباحة أو باحة السحاب. لكم اشتاق لتلك المنطقة الرائعة وما أدري هل اسميها باحة السحاب أم باحة الضباب..؟! تتميز بقربها من محافظة الطائف إذ لا تبعد إلا 200 كم عنها، ولكن تتميز أيضاً بأجوائها الرائعة الخلابة هناك وفي عز الصيف لا تحتاج إلى مكيف سواء في المنزل أو السيارة بل تنسى شيئاً اسمه مكيفا كما في أبها تتميز الباحة بغاباتها الجميلة الغناء، وعندما تشاهد من أعلى الجبال السحاب أمامك وأنت واقف أو جالس والضباب يلتفك ليس هناك أجمل ولا أروع. لكن تلك المنطقة بحاجة إلى مزيد من التطوير بحاجة إلى كثير من اللمسات الجمالية. ثالثاً: أبها البهية.. كُل البهاء والجمال والطبيعة هناك في أبها فلا أبهى من الاصطياف في أبها. في الصيف أمطار دائمة، وأجواء باردة هناك السودة، والقرعاء، والحبلة، وغيرها الكثير، والكثير، الجبل الأخضر، المتنزهات، والحدائق ولكن هناك أسعار المواد الاستهلاكية والمشروبات، المأكولات مرتفعة جداً وخاصة في الجبل الأخضر فالأسعار أضعاف مضاعفة، تصور أن علبة البيبسي بخمسة ريالات..! هذا على سبيل المثال فقط. أيضاً أسعار الفنادق والشقق مبالغٌ فيها كثيراً وكل يُسعِّر على هواه، فحبذا لو كان هناك تسعيرة من الجهات المسؤولة، وتوضع في مكان بارز في الاستقبال. وهناك في أبها أزعجتني وأزعجت المصطافين كثرة الحفريات، والتحويلات..! فلو كانت في غير موسم الصيف لكان أجدى. وتلاحظ في أبها عدم وجود أسواق تموينية كبيرة على غرار العزيزية - بنده - العثيم، فدعوة إلى إنشاء مثل هذه الأسواق هناك. ودعوة لرجال الأعمال والمال للاستثمار في شتى الميادين في أبها. ملحوظة عامة: * كثير من مواقع الاصطياف بحاجة إلى خدمات لدورات المياه مثلاً.. مع العلم أنها توجد في بعض الأماكن ولكن بدون صيانة أو نظافة، مصليات توجد فيها محاريب لمعرفة اتجاه القبلة، ملاعب للأطفال، ملاعب كرة قدم وطائرة للشباب، وجود لعمال النظافة في المنتزهات. * في منطقة الباحة ومنطقة عسير هناك ما يخدش جمال المنطقتين حيث لاحظت أن هناك أقواسا (دروازات) قديمة فهي بحاجة إلى صيانة وطلاء دهان بالبوية وكتابة عبارات جميلة. * قلة اللافتات الإرشادية (اللوحات) والتي تدل على بعض المواقع الاصطيافية. وأخيراً لا ننسى الجهود التي تبذلها إمارات المناطق، والهيئة العليا للسياحة، جهودٌ كبيرة تُذكر فتشكر، وإلى مزيد من تطور مصائفنا.. وكل صيف وأنتم بألف خير.
|