* جوشين - نيويورك - إيلين ولفهورست - رويترز: تحب باربرا باتشتر التي تقوم بتدريب العاملين في الشركات على السلوك اللائق (الاتيكيت) أن تروي قصة مسؤول مالي تنفيذي لعق سكينه في نهاية وجبة عشاء مع عميل محتمل. وقالت في ندوة عن الاتيكيت في جوشين في نيويورك (كلفته 30 مليون دولار) في إشارة إلى حجم الصفقة التي فقدها المسؤول التنفيذي بعد أن أثار استياء العميل المحتمل. وقال مدربون يعلمون الموظفون كل شيء بداية من المصافحة إلى وضع الزبد على الخبز إن الشركات تهتم بالتدريب على السلوك اللائق لزيادة الحد الأدنى للارباح. ويقولون: إن الأمر ببساطة هو أن الموظف الذي يحسن التصرف أكثر قيمة ممن يفتقر إلى اللياقة. ويقول بيتر بوست حفيد سيدة الاتيكيت الشهيرة إميلي بوست وهو كاتب ومحاضر عن الاتيكيت في مجال الأعمال (يقول الاتيكيت ان لا غبار على كونك لطيفاً). وأضاف (لدينا في هذا البلد اعتقاد بأن التصرف بلطف يضر نوعاً بالعمل والنجاح. ولكنه في الواقع وسيلة لتحقيق نجاح اكبر في العمل. ويدر مكاسب مالية حقيقية). وأضاف أنه شهد اًزدهارا للطلب على الاتيكيت في السنوات الأخيرة. ويقول بوست (سمعنا مراراً شركات تشكو من أن لديها موظفين يتمتعون بكل المهارات ولكنهم لا يسمحون لهم باصطحاب العميل إلى وجبة غذاء. نستقبل مكالمات هاتفية كل أسبوع). وفي ضواحي نيويورك يدرس عاملون في شركة ايلانت التي تدير منشآت للرعاية الصحية والمسنين واستضافتهم الاتيكيت منذ أن قررت الشركة خفض ميزانية الإعلان على أن يقوم العاملون بمهمة الترويج لنشاط الشركة من خللا الاتصال المباشر. وعندما أرسلوا إلى الخارج للانضمام لجماعات مدنية ومقابلة الناس اشتكى العاملون من شعورهم بعدم ارتياح في إقامة شبكة علاقات اجتماعية لذا لجأت الشركة إلى مدربة على الاتيكيت. وتقول دونا كيس مكالير (إنه فن مفقود). وحضر موظفو ايلانت ندوة لمدة يوم لسماع ردود باتشتر على مجموعة من الأسئلة..- ما هي أكثر الاكسسوارات التي يلاحظها الناس؟ الساعات والأقلام. - أين أضع غلاف قطعة الزبد؟ أطويه وأضعه تحت طبق الخبز. - كيف نأكل المعكرونة الاسباجيتي في عشاء عمل؟ لا تقترب منها. وقال لورانس لادو المدير في ايلانت بعد أن استمع إلى المحاضرة إنه أدرك تماماً ما كان يعيب سلوكه (لم أكن أتحدث بصوت مرتفع واكتفي بالهمهمة كما أني سريعاً ما أشعر بالضجر). وبدأت جان ديفيز التي انضمت حديثا إلى إدارة الشركة التدريب على المصافحة مع بعض النصائح من المدربة. وتقول (لم أنضم لعالم الشركات من قبل. ينبغي أن أتعلم الكثير). وفي تطور كبير في عالم الاتيكيت في قطاع الاعمال قال بوست إنه أضاف فصلاً عن القيم إلى كتاب الاتيكيت الذي نشره قبل ستة أعوام. ويقول: إن عدم الاهتمام بالقيم يمكن أن يكون باهظ التكلفة، وقال: انظروا فقط إلى دينيس كوزلوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة تيكو انترناشيونال الذي يواجه عقوبة السجن لسرقته أموال الشركة. كان يمكن أن يتعلم بعض الاتيكيت. وأضاف بعد محاضرة في نيويورك (نعلم الناس أن يفكروا قبل أن يقدموا على أي عمل. أعتقد أنه لم يكن يفكر بل يفعل. لسوء الحظ أننا نحاسب على أعمالنا وهو الآن يتحمل مسؤولية ما فعله). ويقول خبراء: إن الاتيكيت الحديث يختلف عما كان عليه قبل سنوات قليلة. تغيرت أدوار النساء واضحت الأسرة تمضى وقتاً أقل على مائدة الطعام والأطفال الذين يعمل أولياء أمورهم غالبا ما يرعون انفسهم فيما يركز التلفزيون والأفلام على السلوك البذيء وغير المهذب. وتقول سوزان شولمريش نائبة رئيس في شركة ايلانت (إذا سألت أمي اين تعلمت السلوك اللائق فستقول على الأرجح على مائدة العشاء في أيام الأحاد وأعتقد أن هذا غير وارد اليوم. نحن نفقد الكثير في سلوكنا الاجتماعي غير الرسمي ومن التقاليد). وتقول باتشتر انها تذكر كثيرا بقواعد اساسية (يدهشني أن على أن أنبه الناس لن يقولوا من فضلك وشكراً. نتوقف عن ترديد هذه الكلمات في وقت ما بين الطفولة والبلوغ. وحين استمعت دال ماركوفيتز لمحاضرة بوست أبدت رغبتها أن تدرب شركتها وهي من شركات التجزئة الضخمة موظفيها. وتقول (أنتمي للمدرسة القديمة وأكثر ما ألاحظه مراعاة السلوك الاجتماعي السليم أو غيابه.) وكشفت دراسة عن غياب الذوق في مجال العمل أجرتها جامعة نورث كارولاينا كيف يمكن أن يكون ذلك مكلفاً. ووجد أن واحداً من كل خمسة يقول إنه يعمل بجدية أقل نتيجة سوء السلوك في العمل وان واحداً من كل عشرة يمضي وقتاً أقل في المكتب. ويفكر نحو النصف في تغيير وظيفته بينما غيرتها نسبة عشرة بالمئة بالفعل. ويقول بوست (يتجاوز الأمر اطلاع الأفراد على قواعد السلوك. يحمل الاتيكيت قيمة. الاتيكيت يجعلك شخصاً ناجحاً).
|