( الجزيرة ) تسلط الضوء على صفقة الموسم:
القدساويون فتحوا المزاد.. (القناص) ياسر لمن سيلعب للزعيم أم العميد؟

* الدمام - تقرير - سامي اليوسف:
قصة المهاجم الدولي ياسر القحطاني والانتقال من نادي القادسية قصة لا تنتهي، فهي من السلع الرائجة حالياً في سوق الصحافة الرياضية، ما إن ينتهي فصل منها حتى يتجدد آخر أكثر إثارة وأشد غموضاً وتشويقاً..
بالأمس دخل الناديان الأقوى مالياً وهما شبيهان بالقوتين الأقوى شرائياً في الدوري السعودي، الاتحاد والهلال في تنافس علني للفوز بصفقة المهاجم الهداف ياسر القحطاني - ينتهي عقده مع القادسية في منتصف 2007م بعد أن أرسلت إدارة الاتحاد كتاباً رسمياً لنظيرتها إدارة القادسية تطلب فيه موافقتها على إعارة أو بيع عقد اللاعب لتجتمع الإدارة برئاسة جاسم ياقوت وحضور رئيس هيئة أعضاء شرف النادي أحمد الزامل ويتأجل عقد الاجتماع غير مرة جاء آخرها لرغبة الأعضاء مشاهدة أولى مباريات المربع الذهبي بين الاتحاد والنصر (6-0) ليعقد الاجتماع في الليلة التي تليها ويدوم فترة طويلة من الوقت لم تقل عن الساعات الثلاث المتواصلة من البحث والنقاش واستعراض وجهات النظر التي لم تحسم القرار القدساوي.
*******
دخول الهلال
دخل نادي الهلال على خط المفاوضات الاتحادية من خلال كتاب رسمي أرسلته إدارته مذيلا بتوقيع الرئيس الشاب الأمير محمد بن فيصل الذي عرض رسمياً مبلغ (9) ملايين ريال تمثل حصة نادي القادسية فقط لشراء عقد اللاعب.
العرض الهلالي الرسمي عكس رغبة جادة مغلفة بروح التنافس والتحدي للظفر بالقحطاني لحاجة الهلال الماسة لخدماته كما أنه - أي العرض الهلالي - كشف القدرة الهلالية على رفع قيمة الصفقة إلى سقف أعلى خصوصاً في أعقاب تصريح الرئيس الاتحادي منصور البلوي لإحدى القنوات الرياضية المتخصصة بعد فوز فريقه الساحق على النصر بسداسية أن الاتحاد لو أراد اللاعب فإنه سيكون اتحادياً مهما تعددت الأطراف وكانت لغة تصريحه التلفزيوني تحمل في مضمونها معاني التحدي والاستفزاز معا للطرف المنافس على الصفقة ألا وهو نادي الهلال لا سيما وأن حمى التفاوض مع القحطاني تزامنت مع شكوك هلالية بتدخل الاتحاد في تغيير أو التأثير على مسار تجديد عقد المدافع الهلالي أحمد الدوخي مما زاد من الرغبة الهلالية لإيقاف المد الاتحادي..!
الدفاع عن البلوي
ذهب العديد من المصادر الصحفية إلى التأكيد على أن الاجتماع القدساوي شهد دفاعاً مستميتاً من لدن الرئيس القدساوي عن صديقه رئيس الاتحاد وذب عنه تهمة تهميش رأي القدساويين في قضية انتقال لاعبهم وانه لم يقصد إهانتهم من خلال تصريحه لقناة أوربت الرياضية حينما ذكر فيما معناه اذا أراد الاتحاد ياسر فسوف لن يذهب لغيره.. وهو الذي جعل الاعلامي المعروف والقدساوي الشهير محمد البكر يقول في زاويته (سواليف) الأربعاء الفائت: السؤال الذي أطرحه هو من أين جاءت هذه الثقة المطلقة التي تجعل الرئيس الاتحادي يقول هذا الكلام!!؟ كلام أحرج أطرافاً كثيرة لعل من أهمها الرئيس القدساوي المتحمس لانهاء الصفقة (حسبما سمعت)..!
ومصدر آخر يقول: إن الرئيس القدساوي أخذ بالحديث لمدة ساعة كاملة مدافعاً عن البلوي وأنه لا يقصد إهانة إدارة القادسية أو القدساويين.
بينما يؤكد لـ(الجزيرة) نائب رئيس القادسية مهندس عماد المحيسن أن المجلس لم يتناول تصريح رئيس الاتحاد بشيء من الحساسية المفرطة وان الانباء الصحفية التي راجت حول هذا الموضوع لا تعدو كونها مبالغة في غير محلها، ويردف قائلاً: انتقال ياسر بيد إدارة القادسية وليس غيرها والبلوي عندما صرح عبر أوربت كان يقصد التعبير عن وجهة نظره من منطلق قوة وثقة لا تمس كرامة الادارة القدساوية أو تنتقص من قدرها وشخصيتها.
تباين قدساوي
ومن خلال قراءة متأنية لأحداث الاجتماع القدساوي طبقاً لمصادرنا نستطيع الخروج بنتيجة مهمة ترتكز على تباين وجهات النظر القدساوية إزاء قضية انتقال اللاعب الدولي ياسر القحطاني نوجزها في التالي:
الرأي الأول ضد الانتقال وبيع العقد على طول الخط وهذا التوجه العام تقريباً يتزعمه رئيس هيئة أعضاء شرف القادسية أحمد الزامل وإلى جانبه عضوان على الأقل أحدهما من المقربين للزامل الذي سبق له التصريح بهذا علانية في حوار لـ(الجزيرة) معه صبيحة المباراة النهائية على كأس ولي العهد عبر الملحق الخاص بتلك المناسبة.
وأصحاب هذا الرأي متمسكون باستمرار ياسر مع القادسية حتى نهاية عقده لعله يفوز بعرض مغر للعب في أحد الأندية الأوروبية بعد أن يقدم عروضاً فنية لافتة في مونديال ألمانيا 2006م وكي يستفيد من تنمية مهاراته بالاحتراف الخارجي وليس الداخلي لا سيما وأن استمراره سوف يعود بالنفع على القادسية جماهيرياً وإعلامياً كون بقائه قدساوياً في ظل نجوميته يسهم في الترويج لاسم وشعار نادي القادسية.
نعم.. للبيع
الرأي الآخر على النقيض تماماً فهم يرون أن الفرصة حانت بشكل أفضل من ذي قبل لبيع عقد اللاعب وربما لن تتكرر في المستقبل القريب، ويتزعم هذا التوجه الرئيس ونائبه على وجه التحديد.
وأصحاب هذا الرأي يؤكدون أن الوقت حان لانتقال ياسر وفتح (المزاد) كما فعلوا تماماً عند بيع عقدي اللاعبين سعود كريري وسعيد الودعاني نحو تحقيق المزيد من الفرص وتنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية التي ستدر دخلاً مالياً ثابتاً سنوياً لخزينة النادي لا سيما وأن الإدارة الحالية تسلمت مقاليد الأمور من سابقتها والخزانة القدساوية ترزح تحت وطأة الديون التي قدرت آنذاك بـ (8) ملايين ريال وهي تحتاج لميزانية سنوية لا تقل عن (9) ملايين ريال، فالمصلحة تحتم انتقال ياسر لخدمة الأهداف التنموية والاستثمارية لادارة القادسية الحالية.
لمن البيع؟
السؤال الذي يفرض نفسه لمن سيبيع القدساويون عقد لاعبهم الهداف؟
تكاد الأجابة تكون سهلة إذا نظرنا للموضوع بتبسيط متسطح لأنها لن تبتعد عن (لمن سيدفع أكثر).لكن المصادر المطلعة تشير الى أن ثمة عوامل مهمة في تحديد مسار ووجهة الصفقة ما بين الرياض وجدة بغض النظر عن رغبة اللاعب لأن الحسم سيكون بعيداً عن متناول يد العاطفة كما يعتقد البعض.. ومن أبرز هذه العوامل:
شروط اللاعب ياسر القحطاني، حصة اللاعب والنادي، الأموال غير المدفوعة من صفقة انتقال كريري والودعاني التي لم تتسلمها الادارة القدساوية بعد وأخيراً حماس الرئيس ونائبه..!
شروط ياسر
وضع المهاجم الدولي ياسر القحطاني (يرحب بالانتقال ويتواجد خارج المملكة حالياً) شروطاً واضحة قرأها على الرئيس القدساوي وناقشها مع عضو الشرف الداعم أحمد الزامل تتلخص في تأمين مبلغ لا يقل عن ثلاثة أو أربعة ملايين ريال له شخصياً بالإضافة إلى حصته من قيمة الصفقة الإجمالية للبيع وسيارة فارهة.. لاحظوا معي أن اللاعب لم يفاضل بين الهلال أو الاتحاد كما يظن البعض فقد وضع مصلحته المادية وتأمين مستقبله في المقام الأول فالأمر عنده سيان ذهب للزعيم أو العميد.. المهم لديه من يدفع وهذا حق مشروع له ولا ينكره أحد عليه.
والشرط الأساسي أن ياسر يرفض مبدأ الإعارة بشدة ولن يقبل إلا بالانتقال، بمعنى أدق الانتقال أو البقاء رافعاً شعار (لا... للإعارة).
اذاً هذه شروط اللاعب.. وهي أبرز العوامل أو العامل الجوهري والأساسي في تحديد مسار الصفقة.
ورقة ضغط اتحادي
إدارة القادسية لم تتسلم بعد بضعة ملايين متبقية من صفقة انتقال اللاعبين سعيد الودعاني وسعود كريري وهي تمثل ما وعد به الرئيس الاتحادي منصور البلوي وتعهد بدفعه وقد تشكل هذه المبالغ ورقة ضغط اتحادية على الادارة القدساوية تؤثر على مسار الصفقة لكن نائب الرئيس القدساوي يقول: يجب ألا نظلم البلوي الذي وقف مع نادينا خلال صفقة كريري والودعاني فما تعهد بدفعه عند توقيع عقد انتقال اللاعبين يمثل التزاماً شخصياً منه تجاه القادسية وليس التزاماً تفرضه بنود العقد.
بقي أن نشير الى أن الرئيس والنائب القدساويين تلمس في لغة تصاريحهم الإعلامية الميل نوعاً ما إلى الجانب الاتحادي ربما لثقتهما بأن القوة الشرائية الاتحادية تتفوق على مثيلتها الهلالية على خلفية مفاوضات سابقة.. وقد يأتي ذلك في مصلحة الكفة الاتحادية.
في حين قد يستخدم مسؤولو القادسية العرض الهلالي والزيادة في قيمته كورقة ضغط على الاتحاد للوصول للرقم المالي الكبير الذي يبحث عنه القدساويون (20) مليون ريال..!
مغريات هلالية
علمت (الجزيرة) أن العرض الهلالي يتميز بالجدية وروح الحماسة والتحدي، فالعرض المبدئي بـ(9) ملايين سيرتفع في غضون الساعات القليلة في ظل الاتصالات الثنائية بين الرئيسين الهلالي والقدساوي إلى (15) مليون ريال بالاضافة إلى مميزات أخرى ستعرضها الادارة الهلالية عن طريق عضو الشرف الفعال فيصل الشهيل تتمثل في التنازل عن اللاعبين عبد الله شريدة وحسين العلي لمصلحة الفريق القدساوي.
وينتظر الهلاليون للإعلان الرسمي عن رفع القيمة في حال كشف مسؤولو الاتحاد عن رقم عرضهم في ظل اتحاد شرفي رفيع المستوى في الجانب الهلالي لحسم انتقال القحطاني لمصلحة ناديهم.
في الطرف الآخر يقف منصور البلوي واثقاً في حسم التنافس لمصلحة ناديه لقوته الشرائية مع استعداد جاد - طبقا لمصادر قدساوية -رفع قيمة الشراء إلى أعلى من الرقم الذي يبلغه الهلاليون..!
وفي هذا السياق يقول أحد أعضاء الادارة القدساوية (تحتفظ "الجزيرة" باسمه): يصعب تحديد الرقم المالي الذي ستصل إليه قيمة البيع النهائية الموافقة ستكون على الانتقال وليس الإعارة ومع تقديرنا كأعضاء مجلس إدارة لرئيس هيئة اعضاء الشرف أحمد الزامل الذي يرفض مبدأ الانتقال فإننا نؤكد له أن مصلحة القادسية انتقال ياسر، نحن ننظر للمصلحة بمنظار المنطق وليس العاطفة، عرض الهلال الحالي دون المتوقع لنا ولن ننظر إليه ما لم يفق الرقم مبلغ الخمسة عشر مليوناً.
رأي البكر
يقول القدساوي الشهير عبر عموده اليومي (سواليف) في تناوله لموضوع انتقال اللاعب الدولي ياسر القحطاني: صحيح ان الاحترام قائم على المادة لكن الذي نفهمه أن ليس كل الأشياء تقاس وتقدر بالمال، فهناك مفاهيم وتقاليد وعادات لا يمكن تجاوزها والاستهانة بها، لا أعرف لماذا يريد مجلس القادسية إحراج نفسه وإحراج رئيس أعضاء الشرف أحمد الزامل الذي أكد في أكثر من مقابلة تلفزيونية وصحفية أن ياسر لن ينتقل إلا إلى أوروبا!؟.. ان أهل الخبر بشكل عام والقدساويين بشكل خاص يعرفون ما قدمه الزامل للقادسية وما أضاف إليه أمام جميع الرياضيين ووسائل الاعلام ومن قبلهم المسؤولون عن الرياضة السعودية. ولذا فإن أقل ما يجب تجاهه هو تقدير كلامه ووعوده لجماهير ناديه. انتقال ياسر ليس قضية صعبة أو محرمة، بل عادية مثلها مثل أي قضية انتقال للاعب محترف لكن بشرط ألا تتجاوز الخطوط الحمراء التي أقرب ما تكون لكسر الخشوم بسلاح المال.
رأي الوكيل
أما وكيل أعمال اللاعب الوسيط السعودي تركي المقرن فقد ذكر في تصاريح صحافية لغير (الجزيرة) بعد تسلمه صورة بالفاكس للعرض الهلالي الذي وصل إدارة القادسية أنه في حال موافقة ادارة القادسية على عرض الهلال وبعد أن تتم اضافة نسبة 30% للاعب فإن قيمة الصفقة سوف تتجاوز 12 مليون ريال وستكون هي الأغلى والأعلى في الملاعب السعودية بعد صفقة انتقال اللاعب عبد اللطيف الغنام من الشباب إلى الهلال.
وأكد أنه سيكون على اتصال مع الادارة القدساوية لمعرفة رغبتها في التنازل وبيع عقد اللاعب من عدمه لحسم المسائل المادية المترتبة على الصفقة سواء كانت للهلال أو غيره.
فصول جديدة
(الجزيرة) تؤكد أن القصة ما زالت حبلى بالمفاجآت الشيقة وكذلك بالغموض الذي يزين من حبكة فصولها الدراماتيكية لأنصار ومحبي القادسية وأحد أنصار المعسكرين الهلالي أو الاتحادي الذي سوف يخسر أحدهما فرصة ارتداء النجم ياسر القحطاني قميص ناديه.
ويبقى السؤال حائراً على ألسن المراقبين والمتابعين لقصة انتقال ياسر المثيرة في فصولها وتحولاتها حتى ساعة الحسم التي باتت وشيكة.. لمن سيلعب (القناص) للزعيم أم العميد؟.. وكم قيمة صفقة انتقاله؟