مستشفى الرس الجديد الذي طال انتظاره لقرابة العقدين من الزمن حيث تم تشغيله مؤخراً، ويعتبر من أفضل المستشفيات وأكبرها من حيث المبنى والذي توقف إنشاؤه لفترة امتدت إلى ما يقارب العشرين عاماً، ولكن (يا فرحة ما تمت)، فهذا الحلم الذي انتظره أكثر من 117 ألف نسمة هم سكان الرس لم يكتمل فبكل حسرة تبخرت آمالهم وأحلامهم بالمستشفى حيث إنه ما زال ينقصه الكثير والكثير من الأجهزة والكوادر الطبية والفنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: -*-*-*-*- أولاً- سعة المستشفى -*-*-*-*- جرت العادة بالتوسع في إنشاء المشاريع الطبية الأخذ بالحسبان الازدياد المطرد للسكان وأن يكون المشروع الجديد أضخم وأكبر من سابقه من حيث السعة السريرية، فالمستشفى القديم سعته250 سريراً، أما الجديد فسعته 200 سرير فقط، وهذا العدد لا يتناسب مع الازدحام الشديد على المستشفى نظراً لكثرة المحافظات والمراكز والقرى والتجمعات السكانية التابعة إدارياً وصحياً لمحافظة الرس وغير التابعة له أيضاً والتي تربو على أكثر من 300 فمستشفى الرس يتبعه العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية والتي تزيد عن ثمانين مركزاً صحياً وخدماته تمتد حتى ما وراء محافظة عقلة الصقور 200 كم غرباً وإلى محافظتي الدوادمي وعفيف (300 كم جنوباً). -*-*-*-*- ثانياً - الكوادر الطبية والفنية -*-*-*-*- عند بدء التشغيل للمستشفى الجديد قبل عدة أشهر قامت الشؤون الصحية بالمنطقة بتغطيته بكوادر طبية (أطباء) بلغت العشرين أخصائيا واستشارياً إلا أنها قامت بعد ذلك بسحب هذا الكادر الطبي دون توفير البديل، فالمستشفى ينقصه بشكل عام استشاري باطنة رجال ونساء وكذلك استشاري جراحة مخ وأعصاب وآخر مقيم بالإضافة لاستشاري أنف وأذن وحنجرة لأن الحاليين لا يستطيعون إجراء العمليات الكبرى فعملهم مقتصر على العمليات الصغرى كاستئصال اللوزتين واللحميات، كما أن المستشفى بحاجة إلى استشاري عيون لتواضع قدرات الحاليين الذين لم يقدر لهم دخول غرفة العمليات منذ عدة أعوام وللتثبت من ذلك الاطلاع على سجل إحصائيات العمليات بالمستشفى بالإضافة لعدم وجود استشاري طوارئ، أما من ناحية طاقم التمريض فالمستشفى بحاجة ملحة إلى ضعف العدد الحالي فالمستشفى ينقصه فتيات عمليات لأن فنيي العمليات الحاليين هم من الرجال وكذلك هو بحاجة ماسة لأخصائيات تخدير نظراً لأن القائم بهذا العمل الحساس جداً هم من الرجال. -*-*-*-*- ثالثاً - الطوارئ -*-*-*-*- صغر حجم قسم الطوارئ بالمستشفى؛ فطوارئ الرجال غرفة واحدة فقط لا تتجاوز مساحتها 30م مربع وبداخله 6 أسرة فقط، حيث لم يتسع القسم ولا العدد الموجود من الأسرة للمرضى وما يقال عن طوارئ الرجال ينطبق تماماً على طوارئ النساء مع ملاحظة أنه لا يوجد غرفة استقبال للحوادث بمعنى أن هذا الصرح العملاق بحاجة ماسة جداً لتوسعة قسم الطوارئ الحالي والحل المؤقت برأيي هو تجهيز قسم الطوارئ بالمستشفى القديم في مواسم الحج والعمرة والإجازات نظراً لكثرة مرور المسافرين والزوار والمعتمرين والحجاج عبر محافظة الرس في طريقهم إلى الديار المقدسة، فالرس بوابة منطقة القصيم من الجهة الغربية والجنوبية، كما أن قسم الطوارئ الحالي يفتقد إلى عيادة للكشف على المرضى. -*-*-*-*- رابعاً - الأجهزة والتجهيزات -*-*-*-*- عدم توفر جهاز أشعة مقطعية؛ فالمريض يحول إلى مستشفى الملك فهد في بريدة 100كم ليجد المريض معاناة أخرى حيث إن جهاز الأشعة المقطعية الموجود بالمستشفى القديم (والذي تبرع به مشكوراً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله متوقف عن العمل منذ عدة أشهر لصعوبة إصلاح العطل الذي به. أما الأشعة العادية فلا يوجد سوى جهاز واحد فقط والآخر لم يتم تركيبه منذ بدء تشغيل المستشفى وهذا الجهاز الوحيد لا يغطي كثرة المراجعين وازدحامها مما جعل المعاناة تطول على المرضى، وأكبر دليل على النقص الحاد في الأجهزة ما تم نقله من المستشفى القديم إلى المستشفى الجديد من أجهزة ومعدات والتي تجاوز عددها أكثر من اثني عشر جهازاً والكثير من المعدات، وكذلك عدم توفر جهاز حاسب آلي للمواعيد وفتح الملفات حيث يستخدم حالياً الطريقة البدائية لفتح الملفات عن طريق الكروت الخاصة بها، كما أن وزارة الصحة اعتمدت100 خط هاتفي للمستشفى لم يتم توصيل سوى 18 خطا هاتفيا فقط، كما أن شبكة التلفزيون لا تعمل في القسم نفسه ومع اشتداد حرارة الجو ولهيب الصيف كبر حجم المعاناة لدى الجميع (أطباء/ ممرضين / موظفين/ مرضى / مراجعين) لسوء شبكة التكييف التي لا تعمل بكفاءة، أما الشركة المختصة بصيانة المستشفى تفتقر لمهندسين وفنيين مؤهلين نظراً لقيام العمالة غير المؤهلة بجميع أعمال الصيانة. وأخيراً وليس آخراً وللأمانة فإن مدير المستشفى الدكتور عبد الحميد الحبيب وزملاءه العاملين من كوادر طبية وفنية وإدارية لم يألوا جهداً في سبيل خدمة المرضى والمراجعين حسب إمكاناتهم المتاحة فلسان حالهم يقول (العين بصيرة واليد قصيرة)، كما لا يفوتنا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير لسعادة الدكتور هشام ناظرة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم على ما بذله ويبذله من محاولات حثيثة لظهور المستشفى على أكمل وجه. وفي الختام نوجه نداءنا وبالصوت المسموع لمعالي وزير الصحة النشط الدكتور حمد المانع؛ فآمالنا بالله كبيرة ثم بمعاليه أن يسمع صوتنا ونداءنا له ويلبي احتياجاتنا الصحية فقد بلغ السيل الزبى من شدة النقص والمعاناة من سوء الخدمات الصحية بالمستشفى... والله من وراء القصد.
|