* كتب - علي محسن المجرشي: ضمن أنشطة نادي القصة اقيمت مساء يوم الثلاثاء في الخيمة الثقافية بمقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض أمسية قصصية نقدية حول مجموعة القاص عبدالواحد الأنصاري (الأسطح والسراديب).. حيث شارك فيها كل من الاستاذ سعيد الأحمد والاستاذ يوسف الذكير وأدارها الزميل الاستاذ عبدالحفيظ الشمري الذي رحب بالحضور وبالضيوف الكرام.. حيث جاءت البداية للقاص الأنصاري الذي عبر عن شكره لنادي القصة والحضور الكرام. بعد ذلك جاءت كلمة الاستاذ سعيد الأحمد الذي عبر عن شكره لنادي القصة لدعوته بالحضور في هذه الأمسية.. ثم قدم ورقة نقدية جاء فيها: (الأسطح والسراديب مجموعة رواية ربما يتعجب البعض من اختياري لهذه التسمية ولكن أعتقد أن لدي أسبابي التي من حق الجميع أن يعرفها غير أن ذائقتي ودرائيتي الفنية البسيطة لا زالت تؤمن بالاستجابة إلى رغبتي أن الأنصاري بتقديم عمله على أنه مجموعة قصصية طويلة لا بأس إذن إن إبداء بكشف مخاوف الأنصاري أو رؤية الشخصية حول ماهية الرواية وهاجس احترامي كتابته مما جعله يأخذ مخرجاً فرعياً آخره سرد لم تكن مصادره الأنصاري للرواية لهوية عملة وانتزاعه البطاقة التعريفية عملاً حميداً من وجهة نظري الخاصة فإجلال الرواية ليس سبباً كافياً لامتهان القصة والتعقد عن متونه تجربة الجميلة برواية لا يمنحه الحق أن ينصف للقصة جزءا لم تقترفه لذا فليعذرني الحضور على تقديم العمل على أنه رواية). وأضاف الأحمد: إن القاص الأنصاري أكثر من الهوامش في العمل وبأنه كفنان يجب ألا يتورط في تعريف ما هو معرف. ثم جاءت ورقة الاستاذ يوسف الذكير الذي اعتذر عن الحضور والقاها نيابة عنه الاستاذ عبدالحفيظ الشمري حيث جاء فيها: أربعة نصوص متفاوتة الأطوال متباينة الخلفيات والمضامين هي ما يشكل باكورة عطاء الكاتب الواعد (عبدالواحد الأنصاري) ضمن مجموعة قصصية استقت عنوانها من عنوان أول نصوصها (الأسطح والسراديب) ربما لاستحواذه على نصف عدد الصفحات نص سردي أشبه ما يكون بلوحة جدارية فسيفسائية ما أن يقترب المتمعن من ولوج أولى ملامحها حتى يتبين أنها ليست لوحة واحدة بل مجموعة لوحات. وفي النص الثاني من المجموعة أضاف الذكير: (إنه يختلف كل الاختلاف عما سبقه نمطاً وأنماء وشخوصاً وحبكة بل لولا أن جمعها غلاف كتاب واحد، ووحد ما بينهما أسلوب كاتب واحد أسلوب حساس يتمتع بحواس فائقة الاستشعار) وأضاف الذكير في نقطة أخرى من المجموعة أن النصين الأخيرين قد لا يرتقيان إلى مستوى ما سبقهما من نصوص فالنص الثالث (المتقلب في منامه) يطرق القارئ العائم في أمواج من الغموض والإبهام وتيارات رمزية حالكة الظلام، قد لا يستسيغها سوى غواة الإبحار في شعر الحداثة المتكئ على غرابة الألفاظ وعشق الابتكار، فلا يدري الوالج تلك المتاهات مثلما قد يحتار القارئ للنص الثالث إن كان ما يقرأ هو نتاج أضغاث غفوة أم هذيان صحوة تختلط فيها رموز وأشعار وتعابير فلسفية وأخرى عن ازدواجية شخصية وعقد نفسية وأضاف الذكير في ختام ورقته أنه لا بد من القول إن المرء ليعجب بمدى رحابة ما تتطرق اليه مجموعة (الأسطح والسراديب) من مضامين وشرائح اجتماعية وما تمتاز به من صراحة وجرأة في سرد لا تنقصه جزالة الأسلوب وسعة الخيال وبديع التعابير مما يبشر ببزوغ نجم صاعد في سماء فضائنا الأدبي جدير بكل الترحيب. وفي ختام الأمسية النقدية أعطى الاستاذ عبدالحفيظ المجال للحضور في المداخلات والتعليقات وكان أول المداخلين الاستاذ يوسف العتيق الذي عبر عن شكره للقاصين ولنادي القصة وبالحضور الكرام ثم علق قائلا: ربما يفاجئ هذا الكتاب القارئ المحلي فهو 245 صفحة ويتضمن أربعة نصوص سردية طويلة أو ربما أمكن تسميتها رواية ليس هذا تقليلا من شأنهما ولكن توصيفاً لحال الرواية القصيرة التي تتميز بروح سردية مفتوحة الايحاء متعددة المستويات وتعبر عن كاتب مؤمن على المستوى الفني بالتداعي الحر والتفاني في الوقت نفسه لبناء نصه السردي.. وأضاف العتيق: إن أهم ما يلفت النظر في الكتاب الأول للقاص الأنصاري أنك لا تلاحظ مشاكلة شائعة في الرواية السعودية حتى ملاحظات الكتاب لحم أكثر من رواية.. أيضاً لا تلاحظ ربط الخاص بالعام الذي قد يعدد دلالات النص على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصاي وأشار العتيق إلى أن تجربة الأنصاري السردية بحاجة إلى مساءلات نقدية حادة من أجل تطوير هذا النص السردي. المداخلة الثانية جاءت من الدكتور عبدالله المعيقل الذي وجه سؤالا إلى القاص الأنصاري على أن المؤلف كتب نصوصا قصصية طويلة وقصيرة هل يحق للناقد أن يلقي هذه التسمية أو ان يتعامل مع النصوص على أنها رواية؟ ثم علق على ورقة الأحمد وقال: لو أنه أشار إلى التباين في طول هذه الأعمال الأربعة وتمنى لو أن تكون مشاركة الأحمد أكثر عمقا لهذا التصنيف بالتسمية. المداخلة الثالثة جاءت من الاستاذ محمد صالح القرعاوي، حيث قال إنه قرأ بعض الصفحات وخرج منها باستحضار من حكايات سابقة يعايشها ولكن هل هي إسقاط للكاتب نفسه كأني أراها في معيشته في البدايات الأولى وأضاف القرعاوي قائلاً: لم أقرأ العدد كاملا حتى أكوّن فكرة عن هذا العمل ولكن العمل بحد ذاته حسبما قرأت متعب للقارئ لأنه حسب نظري يستدعي قراءته مرة ثانية لاستحضار بعض الأحداث. المداخلة الرابعة جاءت من الاستاذ خالد السامطي حيث قال: إنه يوافق الجميع على ان النصوص رواية - ربما النص الأول - ولكن النصوص الأخرى قصيرة، ثم علق على طريقة الأسلوب في النص الأول والنصوص الأخرى تقريباً وهو وجود واو العطف بين كل مقطع ومقطع لا أدري ما سبب ذلك. وفي نهاية الأمسية شكر الاستاذ عبدالحفيظ الشمري كلاً من القاصين والحضور والكرام.
|