قصة: معين بسيسو رسوم: حجازي وانْطَلَقَتْ تِلْكَ الطُّيورُ عَائدةً إلى أَعشاشِهَا، بَعْدَ أَنْ مَلأتْ حَوَاصِلها بالقمحِ.. وفَجأةً هَبَّتِ العَاصفةُ، وتَحَوَّلَ لونُ السُّحُبِ من اللونِ الأبيضِ إلى اللونِ الأسودِ.. وضَرَبتِ الرِّياحُ العَنيفَةُ أحَدَ الطُّيورِ.. فإذا بِهِ يَسقُطُ وقَدْ تَنَاثَرَ ريشُهُ في الهَواءِ وسَقَطَ الطَّائرُ العُرْيانُ بَيْنَ مَجْمُوعةٍ مِنَ الأَشجارِ.. وَلَمْ يَعُدْ في صَدْرِهِ أو في جَناحيهِ رِيشَةٌ واحدةٌ. ورَاحَتْ بَعْضُ الطُّيورِ الجَارحَةِ تَحُومُ فَوْقَ الطائرِ، وتُوشِكُ أن تَنْقَضَّ عَلَيهِ بمناقيرهَا، وَبجَنَاحِهِ العُريانِ راحَ يُقَاوِمُها، وَانطَلَقتِ الطُّيورُ تَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ الطَّائِرِ العُرْيانِ.. هُنا وَهُناك.. وَقَدْ أَوْشَكَ أَحَدُ الطُّيُورِ الجَارِحَةِ أنْ يَضْرِبَهُ بِمِنْقَارِهِ. وَعَثَرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الطُيُورِ على الطَّائرِ العُرْيانِ، وَهُوَ تَحْتَ جَذْعِ شَجَرةٍ يُقاتلُ وَحيداً فاتجَهَت إليه. وَالتفَّتْ مَجْمُوعَةُ الطُّيُورِ حَوْلَ الطَّائِرِ العُرْيانِ، وَقَدْ أبعَدَتْ عَنْهُ الطُّيُورَ الجَارحَة. وَرَاحَ كُلُّ طَائِرٍ يَغرسُ مِنقارهُ في جَنَاحهِ، وَيَنتزعُ مِنهُ ريشة. وأَخَذَ كُلُّ طائِرِ يَتَقدَّمُ بالريشَة في مِنْقَارهِ ويغرسُهَا في صَدْرِ الطَائرِ العُريانِ وجَنَاحيْه. واكتَسَى الطَائرُ العُريانُ بالرِّيشِ.. وفَرَدَ جَنَاحيهِ، وعادَ يُواصِلُ طيرانهُ مَعَ الطُّيُور.
|