|
انت في "الرأي" |
|
يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}(30) سورة الأنبياء، والإيمان هو قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد بالقلب، وختم الآية الكريمة بطلب (الإيمان) من باب التأكيد على أنه يجب التصديق والاعتقاد بأن الماء عصب الحياة لكل شيء ويجب علينا نحن المؤمنين فضلا عن أننا مسلمون (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) يجب أن نتأمل في هذا الماء وفي اعجازه الذي اصبح كل شيء بسببه.. نعم كل شيء!! حي فليست الكائنات وحدها وليست الأودية والسحب وحدها بل حتى (العقول) التي هي مفتاح الإيمان قيمتها مبنية على مصدر سقيها وريها من الماء.. احتفظ بذاكرتي ان مصدر المياه (كما علمنا مدرس الجغرافيا الله يمسيه بالخير) من البخار او الانهار وإما من الأودية ومعابر السيول، واحيانا - طبعاً في المناطق الموبوءة - تصريف المجاري (أعزكم الله) وحينما تريد تحديد المستوى الفكري لأي مجتمع فننظر الى مصادر المياه لهذا المجتمع فكلما كان المجتمع محاطا بالبحار المالحة العميقة بالبحار الهائجة المظلمة كلما غلب على فكر هذا المجتمع الاحادية والتفرد، كما هي صفات القباطنة (جمع قبطان) لا يمكن ان تسير السفن في عرض البحار إلا بقائد واحد شديد الطباع حاد الصفات متفرد بالقرار لا يقبل ان يشاركه في الرأي احد، كل من حوله يأتمرون بأمره وإلا وبكل بساطة (الغرق). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |