Tuesday 21st June,200511954العددالثلاثاء 14 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "وطن ومواطن"

رسالة إلى وزير التربية والتعليم..رسالة إلى وزير التربية والتعليم..
هل ضاع الأمل يا أمل في الحصول على عمل؟!

تعيش (أمل) في ذلك الحي الذي يقع شرق المدينة. أمل تلك الطفلة الموفقة دوماً فهي مستعدة طول العام منذ المرحلة الابتدائية فكانت دوماً في لوحة الشرف وكانت المعلمة تقول من لم يفهم درس القواعد يذهب إلى (أمل) التي تعيش في ذلك البيت المحاط بالأشجار. انتقلت تلك الفتاة إلى المرحلة المتوسطة ثم الثانوية وأنهت جميع المراحل بتفوق وبتقدير (امتياز) وبعد قراءة الأب للنتائج وقد صارت من الأوائل على تلك المنطقة .
الأب: مبروك مبروك هذا التفوق يا أمل أريدك معلمة للأجيال القادمة.. الأم أيضاً قالت: أريدك يا أمل معلمة. استلمت أصل الشهادة وذهبت مع أبيها في الصباح الباكر.. في الطريق سرحت بخيالها: سوف أصبح معلمة يا أمي.. نعم يا (أمل) إذا استمررت على هذا المستوى سوف تصبحين معلمة متفوقة. وصرحت: ماذا أختار من التخصصات. سوف أختار تخصص اللغة العربية؛ لأني كنت أدرس بنات الحي (القواعد). وقدمت أمل أوراقها للكلية وقبلت في ذلك التخصص، ورجعت إلى البيت بعد قبولها الأب والأم: أمل سوف تصبح معلمة. ومع بداية الدراسة ذهبت إلى الجامعة وفي نهاية الدوام ذلك اليوم أعطت الأب أوراقها فيها أسماء لبعض الكتب. كتب كثيرة فقال الأب: ما هذه يا (أمل)؟
- إنها أسماء لبعض الكتب.
- ولكن كل هذه الكتب؟
- نعم يا أبي لا تنس أني سوف أصبح معلمة.
أنهت أمل المرحلة الجامعية بتفوق كالعادة وأقام أهلها حفل كبير حضره أقرباؤها وكانوا ينادونها تلك الليلة (مرحباً بالمعلمة الجديدة) ومن هنا تبدأ المعاناة:
ذهبت أمل لتقدم في الوظائف التعليمية ورجعت أوراقها. و هم في الطريق، الأب يذكر أمل بالمراحل الفائتة أنها أيام سريعة جداً. ذهبت أمل بأوراقها إلى مركز التقديم وقالواك سنتصل عليك. وانتظرو التعيين. وهم جالسون على الغداء قال الأب:
يا (سعيد) إذا تعينت (أمل) في المنطقة الشمالية سوف تذهب معها وسوف ننقلك إلى مدارس أخرى هذا العام، ناصر: لا مانع ولكن أمل تحقق أمنيتها.
يا سعود إذا تعينت في المنطقة الجنوبية سوف تذهب معها ونعطلك من الوظيفة. قال: يا أبي أترك الوظيفة الآن؟ قال: نعم.. اتركها.
قال الأب: إذا تعينت في المناطق القريبة سوف أذهب معها وسوف أترك وظيفتي ونبيع المنزل وننتقل هناك.
أصبح جميع أفراد العائلة بدون وظائف وينتظرون الوظيفة وفي نهاية السنة نزلت أسماء المعلمات الجدد ولكن اسم (أمل) لم يكن ضمن هذه الأسماء واستمر هذا الحال أربع سنوات وإلى الآن لم تحصل تلك الفتاة على وظيفة وغيرها كثر وبقيت شهادة التفوق وشهادة مرتبة الشرف في رفوف المنزل وأصبحت أمل مربية في البيت أو (ربة بيت) وهنا أقول: هل ضاع الأمل يا أمل.

فيصل محيا بن قبلان السميري
جامعة الملك سعود
قسم اللغة العربية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved