Tuesday 21st June,200511954العددالثلاثاء 14 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطائف 26"

الطائف بلا متنفسات عامة.. كيف..؟!الطائف بلا متنفسات عامة.. كيف..؟!

قرأت يوم السبت الماضي على صفحات الجزيرة عنواناً يقول: (أمانة مدينة الرياض بدأت تنفيذ 100 ساحة بلدية للشباب والأطفال).استوقفني هذا العنوان لأني أثناء حواري مع ضيوف هذا الملحق تطرقنا إلى موضوع حيوي وهام جداً.. ألا وهو (استثمار الحدائق في محافظة الطائف)، والحدائق العامة التي من المفترض أن تكون مفتوحة للجميع أصبحت مملوكة استثمارياً، وفي الحقيقة أن هذا الاستياء وجدناه لدى الكثير من المواطنين سكان الطائف عموماً والمصطافين الذين يفدون إلى المحافظة من داخل المملكة ومن خارجها.
وما يحدث فعلاً يدعو للاستغراب فقد بدأت هذه المعاناة منذ أن تم استثمار حديقة الملك فهد والتي كانت مهداة من خادم الحرمين الشريفين لأهالي الطائف، وكانت في بداية افتتاحها تستوعب العديد من الزوار.. ولكن الجميع أصيب بخيبة أمل بعد أن تم تسليمها إلى المستثمر ضمن التوجه نحو إعطاء الحدائق لمستثمرين.
ثم توالت الاستثمارات الحدائقية إن جاز التعبير.. فها هي الحدائق الكبيرة مستثمرة مثل النقبة الحمراء والجبل الأخضر ومنتزه الغمير والحدبان وحديقة السداد، ويقال إن منطقة الردف التي تعتبر المنطقة الوحيدة المفتوحة للعوائل والشباب قد تكون في طريقها للاستثمار.
إن تلك الحدائق التي كانت فاتحة ذراعيها للجميع أصبحت موصدة الأبواب إلا في حالة دفع رسوم الدخول.
ولم يتبق إلا المتنزه الوطني بسيسد وحديقة الملك فيصل المنشأة حديثاً لم يطالها الاستثمار، وحسبي أنه سيطالها.
إن من طرائف استثمار الحدائق ما رواه أحد المواطنين أنه ذهب لإحدى الحدائق المستثمرة هو وأفراد أسرته ودفع رسوم الدخول ولكنه لم يجد مكاناً يجلس عليه فعاد أدراجه.. وذهبت رسوم الدخول أدراج الرياح.
نحن لسنا ضد الاستثمار ولكن ليس بهذه العمومية.. فليس من المعقول مثلاً أن تستثمر حديقة تقع وسط الأحياء السكنية وهي المتنفس الوحيد للسكان؟ وهل من المفروض أن تفرض رسوم دخول على كل حديقة ومتنزه.
وقد تحدث البعض مشيرين إلى أن القلق بدأ يساورهم حول حديقة العنود التي تقع في وسط مدينة الطائف وتكتظ بأعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين صيفاً وشتاءً، والقلق يسوق تساؤلات.. هل ستستثمر أم أنه ستفرض عليها رسوم دخول خاصة بعد وضع بوابات حول الحديقة.
نعود لعنوان الجزيرة السابق لنوجه تساؤلاً أين الساحات والأماكن المخصصة للشباب والأطفال في محافظة الطائف، فالحدائق المستثمرة والقليل الباقي منها مخصص للعوائل فقط. فأين سيقضي الشباب أوقاتهم لقد أصابتهم عبارة (للعوائل فقط) المنتشرة على أبواب الحدائق بالإحباط.. خاصة وأنهم لا يجدون البديل.
فهل ستحذو بلدية محافظة الطائف حذو أمانة مدينة الرياض وتجد عشر ساحات فقط للأطفال والشباب في محافظة الطائف . نأمل ذلك.

مهدي الريمي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved