* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة: في وقت أفادت فيه صحيفة هآرتس العبرية يوم الجمعة (17 - 6- 2005) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، آريئيل شارون، بحث مع وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندوليزا رايس) خلال اجتماعهما غداً الأحد في منع حركة حماس من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وذلك بمطالبة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) بأن يعمل على منع مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية، في ذات الوقت وصف أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان قرار الاتحاد الأوروبي بإقامة حوار مع حركة حماس بدون شروط مسبقة، بأنه (خطوة في الاتجاه الصحيح)، معتبراً القرار بأنه خطوة تعيد الأمور إلى نصابها، لجهة إقرار الاتحاد الأوروبي بمكانة ودور المقاومة الفلسطينية بشكل عام في مواجهة الاحتلال، ودور ومكانة المقاومة الإسلامية على وجه الخصوص. وقال حمدان في تصريحات خاصة أدلى بها لموقع حركة حماس على شبكة الإنترنت: إن القرار الأوروبي يعد إقرار ضمني بأن القرار الذي اتخذ بوضع حماس على لائحة (الإرهاب) الأوروبية هو قرار غير صحيح، وإنما جاء نتيجة ضغوط خارجية، وليس وفق المصالح الأوروبية. وأضاف حمدان (نحن نأمل أن يكون هذا الموقف هو مقدمة لتصحيح الموقف الأوروبي تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، وأن يكون الموقف الأوروبي أكثر اتزانا لجهة دعم الحقوق الفلسطينية بشكل عملي، والضغط على الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل المتاحة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة. وأشار ممثل حركة (حماس) في لبنان إلى أن حركته تحث الاتحاد الأوروبي على الإسراع بهذه الخطوات، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي ومن خلال اللقاءات مع مرشحي الحركة وكوادرها وقياداتها سيكتشف حجم الخطأ الذي ارتكبه باعتبار حركة حماس حركة (إرهابية). وأكد حمدان أن حركة حماس ستبقى كما عهدها الجميع، حركة تحمل الهم والمسؤولية الوطنية، وتعمل من أجل خدمة الشعب الفلسطيني، وتحقيق أهدافه ومصالحه، وهي على هذا الأساس تمد يدها للعالم بأسره من أجل هذه الغاية. وأوضح حمدان أن حركة حماس لديها برنامج واضح، وهي في حواراتها ولقاءاتها مع الأطراف الأوروبية والدولية تؤكد دائماً على مواقفها وثوابتها، معرباً عن اعتقاده بأن القرار الأوروبي جاء على خلفية هذه الحوارات، وضمن الإدراك الأوروبي بخطئه في تصنيف حماس كحركة (إرهابية). ولفت ممثل حركة (حماس) في لبنان إلى أنه لم يكون مستغرباً أن يقف الصهاينة ضد هذا الحوار، لأنه لا يخدمهم بالأساس، وبالنسبة للموقف الأمريكي، فقال: نتمنى ألا تواصل الإدارة الأمريكية ارتكاب المزيد من الأخطاء، في استمرارهم بالانحياز للكيان الصهيوني دون مراجعة، لأنهم بذلك يسيؤون لمصالحهم. هذا وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد رحّبت يوم الخميس الماضي (16 - 6- 2005)، بموقف الاتحاد الأوروبي الجديد بالسماح لدبلوماسيين أوروبيين رسمياً بعقد لقاءاتٍ مع قياديّي حركة حماس. وقال سامي أبو زهري الناطق الإعلامي باسم الحركة: نعتقد أنّ هذا موقفٌ جيّد، وإنْ كان بحاجةٍ إلى تطوير، مؤكداً أن اللقاءات والاتصالات مع الأوروبيين كانت متواصلة في المرحلة الماضية على مستويات متعددة بعضها جرت في الداخل ومعظمها في الخارج. وأكد أبو زهري أنّ حركته تستثمر هذه اللقاءات لخدمة الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الهدف من هذه اللقاءات هو الدفاع عن قضايا مجتمعنا الفلسطيني لمواجهة التضليل الإعلامي الصهيونيّ، وكذلك توضيح مواقف الحركة ورؤيتها للمستجدات والتطوّرات السياسية. وعزا أبو زهري الموقف الأوروبي الجديد إلى ما وصفه الإدراك الجيّد لعدم إمكانية تجاوز حماس في أيّ ترتيباتٍ تخص الشأن الفلسطيني، خاصة في ظلّ التغيّرات الأخيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد إجراء الانتخابات المحلية، والتي عكست تقدّم حركة حماس. وكان الاتحاد الأوروبي قد قرّر مؤخّراً السماح للدبلوماسيين الأوروبيين بإجراء اتصالاتٍ مع مرشّحي حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وعلى صعيدٍ آخر استنكر سامي أبو زهري بشدّة المعلومات التي نشرتها صحيفة (الجارديان) البريطانية حول مساعي مصريّة لتقويض دور حماس في المرحلة القادمة من الانتخابات البرلمانية. وقال أبو زهري: نؤكّد أنّ علاقة حماس بالقاهرة وغيرها من العواصم العربية جيّدة، وكلّ ما يصدر من تحليلاتٍ أو تسريبات إعلامية تخالف ذلك هو شيءٌ مقصودٌ، بهدف الوقيعة وتشويه صورة هذه العلاقة. وفي إطار سياسة التصعيد التي ينتهجها باستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، آريئيل شارون، أفادت صحيفة هآرتس العبرية يوم الجمعة الماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، آريئيل شارون، بحث مع وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندوليزا رايس) خلال اجتماعهما يوم الأحد في منع حركة حماس من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وذلك بمطالبة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) بأن يعمل على منع مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية..!! ويقول مراقبون فلسطينيون ل(الجزيرة): ينطوي بحث هذه الاملاءات الإسرائيلية على الفلسطينيين على تقييد الحريات السياسية وتصعيد إسرائيل للأجواء المتوترة والمشحونة أصلا في المنطقة بفعل سياسة شارون. علما بأن رايس وصلت إلى المنطقة السبت (18 - 6 -2005) وأجرت محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين ثم بدأت مساء الأحد بعمل محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين. وتأتي زيارة رايس قبل ثلاثة أيام من اللقاء المزمع عقده بين شارون وعباس في 21 حزيران - يونيو الجاري. ونقلت هآرتس العبرية عن مصدر رفيع في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي زعمه أن أحد الأسباب التي دفعت عباس إلى اتخاذ قراره بتأجيل موعد الانتخابات التشريعية (بتحفظ إسرائيل) من مشاركة حماس التي وصفها المصدر ب(حزب عنصري يدعو إلى إبادة اليهود). وبحسب المصدر الإسرائيلي ذاته: فإن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بالامتناع عن إجراء اتصالات رسمية مع حماس حتى تعلن عن تنازلها عن الكفاح المسلح. وقالت هآرتس: إن رايس أعلنت عشية توجهها إلى الشرق الأوسط أن الأمريكيين والأوروبيين يحاولون بلورة موقف مشترك وموحد فيما يتعلق بحماس. وتأتي هذه التحركات الأمريكية والإسرائيلية ضد حماس في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي بالسماح للدبلوماسيين الأوروبيين بإجراء اتصالات مع مرشحي حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وأفاد تقرير للمحلل العسكري الإسرائيلي زئيف شيف من واشنطن ونشرته صحيفة هآرتس الخميس الماضي بأن الاتحاد الأوروبي ابلغ الإدارة الأمريكية بخصوص (التحول الجوهري) في الاتصالات التي يجريها مع حركة حماس. وقالت هآرتس إن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يعتبران حركة حماس (تنظيما إرهابيا) وان قرار الاتحاد الأوروبي بإجراء اتصالات مع حماس من خلال المستوى الدبلوماسي الأدنى من سفير قد فاجأ الإدارة الأمريكية. هذا واعتبرت صحيفة هآرتس العبرية أن قرار الاتحاد الأوروبي يشكل انعطافاً سياسياً وإستراتيجياً من جانب الأوروبيين فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. وأضافت: إن هذه مرحلة أولى للاعتراف بتنظيم إرهابي الذي يدعو علنا إلى القضاء على دولة إسرائيل. وأجرى مندوبون إسرائيليون مؤخراً محادثات (صعبة) مع مندوبين بريطانيين ادعى خلالها الإسرائيليون أن القرار بإجراء اتصالات مع ممثلين عن حماس يعني أن الأوروبيين سيضعفون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن والسلطة الفلسطينية عموماً. وأضافت الصحيفة العبرية: إن منح الأوروبيين الشرعية لحماس سيقود بالضرورة في المستقبل إلى الاعتراف تدريجياً بالجهاد الإسلامي أيضاً.. وقالت الصحيفة العبرية: إن الاتحاد الأوروبي لم يضع شروطاً أمام حماس لإجراء الاتصالات مع ممثلي الحركة. وكانت إسرائيل، قد تقدمت يوم الخميس الماضي بشكوى إلى الاتحاد الأوروبي بشأن اتصاله المستمر ب(حركة المقاومة الإسلامية - حماس).. وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، (مارك ريجيف)، حوار الاتحاد الأوروبي مع حماس، ووصفه بأنه (إرضاء للمتطرفين). وقال ريجيف: نحن نعتقد أنه يتعين على الأوروبيين تعزيز موقف المعتدلين الفلسطينيين وعدم إرضاء المتطرفين.. أي شيء يظهر قبولاً لحماس كأحد اللاعبين الشرعيين في المنطقة يعد مشكلة على حد تعبيره. ولم يؤكد الاتحاد الأوروبي بصفة رسمية إجراء اتصالات مع (حماس).. وكانت الحكومة البريطانية أقرّت في الآونة الأخيرة أنّ مسؤوليها التقوا مع أعضاء في الحركة. ويرى بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي أن إجراء المحادثات مع (حماس) قد يساعد في كبح المتطرفين داخل الحركة.. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: إن هذه الاتصالات لا تعكس تغييراً في موقف الاتحاد من الحركة. وقال مسؤولون آخرون: إنهم لم يتوصلوا إلى موقف موحد حيال تغيير موقفهم من (حماس)، التي حققت نتائج جيدة في الانتخابات البلدية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية. وكان الجناح السياسي للحركة قد أُدرج على ما يسمى ب(القائمة السوداء) في أيلول- سبتمبر من العام 2003، وهو ما استتبع تجميد أرصدتها في جميع الدول الأوروبية.
|