Thursday 16th June,200511949العددالخميس 9 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "سماء النجوم"

حكاية شبه مستحيلةحكاية شبه مستحيلة
قصة: د.هند الخثيلة

هناك على شرفة وثيرة بالحلم والانتظار . . وفي غفلة كاملة من عيون المساء، تظل الذاكرة تشرب همس النخيل وتحكي حكاية شبه مستحيلة بطلها ذلك النقاء الذي لن يتجدد وتلك الأمسية الخرافية التي عبثاً تحاول الذاكرة التفلت منها ولكنه الخوف ومن وقفة لا تنتهي عند حد ومن صوت لا يقطعه إلا نحيب الغروب.
لأنك لا تستطيع الدفاع عن حلم خارق وعن نظرة في البعيد نفتش عن خطوة ضائعة ولا تقدر الآن بعد انتهائك شيئاً فشيئاً على مسرح المستحيل الأكيد أن تستعيد يديك من الفراغ وأن تسترد خطاك من العناوين التي امتلأت بها عن آخرها ولأنك تعرف اليوم أنك أو هي من الكلمات التي اشتعلت في فمي ذات يوم ومن نبضه كنت أنت الأمين عليها وكنت الأمير لها قبل أن تستقيل شفتاك من الثرثرة لأنك أنت كذلك تريث إذاً قبل أن تستجيب لدعوة قلبي لجلب يديك إلى قاعة المحكمة!!
استولى الأمر عندي فلا شيء يمكن أن يستفيق ولو مرة على وقع صوتك أو قرع موتك في خاطري تكلم كثيراً وحاول كثيراً إذا شئت أن تلتقي بانهياري وأن تبتسم إن رأيت احتضاري تكلم . . تكلم فلن تجد اليوم من مستجيب ولن تسمع اليوم مني كما كنت قبل اشتعال موسم الكلام وقبل اكتمال موقد الصمت ! !
لو شئت أعطيتك الآن كشفاً سريعاً لإخفاق قلبك عن لغة للوصول وآخر عن مفردات لم تزل تحتمي بأمية لم تشأ أنت أن تغادرها أو ربما لم تكن أنت من يستطيع اكتشاف فداحتها قبل فوات الأوان ! !
انتهى الوقت . . ضع من يديك شؤوني وغادر مدائن حلمي بأقصى ما تستطيع خطاك ولوح لهذا الفراغ طويلاً وإياك أن تبتعد عن يديك فأنت مازلت في أول الحبو . . وتحتاج كفيك كي تهتدي قامة الطفل فيك إلى الخطوة القادمة وكي ترتدي سترة الوقت قبل انتهاء المواسم في رحلة القافلة!
لو تشاء قرأت عليك حقوقك كي لا تعاتبني عندما تنتهي الرحلة الصفر فارحل إن أردت الجلوس على كومة من ذهول وابتعد كي ترتب ذاتك أو كي تفصل ذاتاً على مقاييس حلم لم تكن به طاقة لك . . ابتعد . . هكذا تنسحب الخيل من ميادينها عندما تكبو وتطرح من فوقها في الدروب الفوارس ثم تعود ولكن بعدما ينتهي من يديها السباق ! !
فليكن إن أردت سجالاً ولن أهرب اليوم مني . . كما كنت قبل احتراق المراكب . . هناك أنا أو هنا أنت لا فرق في منطق الأمكنة وليس لنا غير فحوى الحقيقة كي نستريح قليلاً من الأمنيات التي لم تزل خادعة وكي يتسنى لنا أن ندون بعض شظايا الحلم ! !
الآن يمكن القول إن للصمت أنشوطة لم تطقها الحكاية فاقترب منك كل حدود النهاية ومازلت تصغي لذاتك حتى كأنك لم تختلق ألف عذر وعذر لتنجو من ذكريات تمر ولا تنتهي عند حد . . وتغرب فيك رويداً رويداً وأبقى هنا أو هناك ولا فرق في لغة الصمت بين الكلام وبينك في الثرثرة !
ربما لم يعد لي مكان على صفحات الأمسيات . . ربما لم يكن لي مكان على وتر الأغنيات ولكنني كنت من قبل ذاك ومن بعده كنت سيدة الحلم والأمنيات وكنت أمر على يبس فيك أكثر مما أمر على عطشي للحنين وأكثر مما أدور على خيبة في مهب السنين ! !
على كل حال . .
تمنيتك الآن مثلي على شرفة تستحم بهمس النخيل وتغفو على حلم من بعيد . .
تمنيتك الآن مثلي تردد في منتهى العشق للأرض
والنبض: هنا سوف أبقى . . هنا أو هناك
ولا فرق في لغة الأمكنة لأن الحياة تحب الذي لم يغادر كثيراً عناوينه الباقية!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved