* واشنطن - كارولين دريس - رويترز: قال السفير السوري لدى واشنطن إن بلاده لا يمكنها تصور سيناريو يتطلب إعادة قواتها إلى لبنان وإن بلاده ستتجنب منح الولايات المتحدة أي (ذريعة) لمهاجمتها. وقال السفير عماد مصطفى في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين إن سوريا رحبت بزيارة مسؤولي الأمم المتحدة إلى لبنان للتأكد مما إذا كانت دمشق قد سحبت بالفعل جميع أفراد قواتها ومخابراتها من لبنان على أمل تقليص فرص المواجهة مع الولايات المتحدة. وتصاعد التوتر طويل الأمد بين البلدين مؤخرا بسبب الدور السوري في لبنان ومزاعم أمريكية بأن دمشق تقوض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في العراق. وتوجه فريق الأمم المتحدة يوم الاثنين إلى بيروت. وقال مصطفى (سوريا ليست حمقاء حتى تغادر لبنان بالفعل ثم تحتفظ ببعض العناصر هناك وتدع واشنطن تستخدم تلك العناصر كذريعة للإضرار بسوريا). وسحبت سوريا قواتها وقوامها 14 ألف جندي من لبنان في أبريل نيسان استجابة لضغوط دولية بعدما فجر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط مظاهرات ضخمة في الشوارع وتسبب في تصاعد الضغوط الدولية. وأضاف مصطفى (يود أعداؤنا أن يروا سوريا محصورة في موقف مثل نشوب حرب أهلية في لبنان.. تفكر فيه في العودة مرة أخرى إلى لبنان. لكننا لن نفعل ذلك). (ان نعيد قواتنا إلى هناك مرة أخرى محض خيال وأمنية لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش... لن نضع أنفسنا في مواجهة مع النمر). وكان البيت الأبيض زعم يوم الجمعة أن لديه معلومات بأن دمشق أعدت قائمة اغتيالات لزعماء سياسيين في لبنان وهي التهمة التي وجهها أيضا زعيم لبناني معارض بارز مناهض لسوريا. وكرر مصطفى رفض بلاده للاتهامات بأن لديها مثل قائمة الاغتيالات هذه. وقال مصطفى إن سوريا ليس لديها مشكلة مع الزيارات التي تقوم بها الأمم المتحدة للتأكد من انسحابها الكامل. وأصدر فريق من ثلاثة أعضاء تابع للأمم المتحدة تقريرا في مايو ايار أكد أن القوات السورية انسحبت من لبنان بعد 29 عاما. وكانت القوات السورية انتشرت في لبنان في إطار جهود لإعادة الاستقرار في البلاد أثناء الحرب الأهلية في الفترة من عام 1975 وحتى عام 1990م. لكن الفريق قال إنه من الصعب التأكد من أن جميع أفراد المخابرات قد انسحبوا أيضا. وأحجم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن إعادة الفريق إلى لبنان مرة أخرى لكنه قرر في النهاية إرساله يوم الجمعة. وقال مصطفى (في الحقيقة من الأفضل أن يكرروا العودة... كل أسبوعين. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع تلك الإدارة (إدارة الرئيس بوش)). ووصف السفير السوري الايحاءات بأن سوريا تحاول إثارة الاضطرابات والعنف في لبنان لتبرير إعادة نشر قواتها هناك بأنها (غبية وغير عقلانية). وأضاف أن سوريا ستعمل مع أي تركيبة سياسية للسلطة ستسفر عنها الانتخابات الجارية حاليا في لبنان. وأشار أيضا إلى أن دمشق تبذل قصارى جهدها لدعم استقرار العراق والتأكد من أن المقاتلين الأجانب لا يستخدمون سوريا كطريق للعبور إلى العراق خشية أن (يستفز) ذلك واشنطن. وقال (لسنا بهذا الغباء. إننا ندرك الدوافع الخفية لهذه الإدارة). إننا لن نمنحهم ذريعة على طبق من فضة ونقول إننا سنفعل كل ما هو ممكن لاستفزازكم لمهاجمة سوريا. ودأب مسؤولون أمريكيون على اتهام سوريا بتقويض جهودها في العراق والسماح لمتشددين بنقل مقاتلين وأموال إلى العراق عبر أراضيها وهي التهمة التي تنفيها سوريا. وقال السفير السوري ان بلاده ترغب في تجديد تعاونها في المجال الأمني وغيره من المجالات مع الولايات المتحدة والذي تلاشى خلال الأشهر الأخيرة وأكد للمسؤولين بمن فيهم الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه على حسن نوايا سوريا. وأضاف (إنني أواصل تكرار نفس الرسالة لكنها تلقى آذانا صماء). وقال (في اليوم الذي يرغب فيه الأمريكيون في إعادة التعامل مع سوريا فسنكون أكثر استعدادا منهم. إننا بلد صغير. الولايات المتحدة قوة عظمى في العالم. لا نريد أن نضع أنفسنا في موقف نعتبر فيه مرشحين لأن نكون الهدف التالي).
|